من المسلّمات الطبية أنّ الشباب ليسوا مُحصّنين ضدّ الإصابة بمرض الرهاب النفسي، وهو الخوف الشديد من شيءٍ ما في حياتهم!. قد يُصابون بأنواعٍ معروفةٍ منه وتقليدية، ممّا يمكن علاجها، مثل الرهاب الاجتماعي، وهو الخوف من مخالطة الناس، أو رهاب المرتفعات كالجبال وناطحات السحاب، أو رهاب الأماكن الضيقة كالمصاعد والمغارات، وغيرها!. لكن ظهرت أنواع جديدة منه، هي بيت القصيد في هذا المقال، وقد أصابت شبابنا بسببنا نحن للأسف، ولفّت حبالها الغليظة حول رقابهم، وأرهبتهم في أهمّ مراحل حياتهم، حتى أصبحت فوبيا مستعصية على العلاج، وتقضّ مضاجعهم!. هاكم بعضاً منها: رهاب اختبارات القدرات والتحصيل الدراسي قبل الجامعة، الذي قد يُضيّع عليهم مجهود 12 سنة من الدراسة، في بضع ساعات، فيفشلون في الالتحاق بالجامعة، أو في دراسة التخصّص الذي يريدونه!. رهاب البطالة بعد التخرّج من الجامعة، وهو أمّ وأبو الرهاب!. رهاب الراتب الضئيل بعد التوظّف، فلا يغتني الفقير ولا يسمن النحيل!. رهاب باءة الزواج المرتفعة، فوجبت عليهم العِفّة والصيام!. رهاب الأرض، فمن يستطيع منهم شراء أمتارٍ محدودةٍ منها تكفي لبناء بيت؟ طبعاً بفضل هوامير الأراضي ومُشبّكيها!. رهاب بناء البيت، فهو مع الغلاء: بلاء وعناء وشقاء!. باختصار: إنها رهابات جديدة وخطيرة، والوقاية منها خير من علاجها، فشبابنا لا يُعْطون لوطنهم ما يستحقّه وقد أخذتهم هذه الرهابات تحت إبطيْها، ولا ينفثون أكسجيناً نقياً في هواء الوطن وهم يستنشقون ثاني أكسيد الرهابات، ولا يُنتجِون ولا يُبدِعون وقلوبهم تخفق من الرهابات كالعصفور الخائف في براثن لبوة أو قطّة جائعة، فطمئن قلوب شبابنا يا الله وسخّر لهم من يقيهم ويعالجهم من كلّ رهاب!. تويتر: T_algashgari [email protected] @T_algashgari [email protected]