حالة طبية مرضية مزعجة تحدث فيما يقارب عند واحد من كل عشرة أشخاص، وتؤدي إلى خوف قد يشل تفكير الفرد أحيانا ويتركز في الشعور بمراقبة الناس، حيث أن هذا الخوف أكبر بكثير من الشعور العادي بالخجل أو التوتر الذي يحدث عادة في التجمعات، بل ان الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يضطرون لتكييف كل حياتهم ليتجنبوا أي مناسبة اجتماعية تضعهم تحت المجهر، كما أن علاقاتهم الشخصية ومسيرتهم التعليمية وحياتهم العملية معرضة جميعها للتأثر والتدهور الشديد، حيث تبدأ حالة الخوف أثناء المراهقة وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة، وقد تجر إلى حالات أخرى كالاكتئاب والخوف من الأماكن العامة والواسعة. والرهاب الاجتماعي لم يكن اضطرابا مستقلا، بل كان ضمن عدة أنواع من الرهاب تحت عنوان الرهاب المحدد أو الرهاب البسيط؛ مثل رهاب الظلام، رهاب السفر بالطائرة، رهاب الخوف من الأماكن المفتوحة، حتى جاء البروفسور أيزك ماركس، أستاذ الطب النفسي في معهد الطب النفسي في جامعة لندن، وقام بتقسيم اضطرابات الرهاب في العام 1969، وقال بأن الرهاب الاجتماعي اضطراب منفصل لوحده عن بقية أنواع اضطرابات الرهاب الأخرى، وأنه يجب ألا يوضع تحت اضطراب الخوف المحدد أو البسيط، فهناك الكثير من الخصائص التي تتنافى من أن يكون الرهاب الاجتماعي تحت مظلة اضطراب الرهاب البسيط أو المحدد، وظل العاملون في مجال الصحة النفسية لا يتعرفون بذلك حتى ظهر الدليل الأمريكي لتقسيم الأمراض العقلية والنفسية في الطبعة الثالثة عام 1980 وفي هذا الدليل تم الاعتراف بأن الرهاب الاجتماعي اضطراب مستقل بحد ذاته ومنفصل عن اضطرابات الهلع الأخرى. ووفقا للدراسات فإن أسباب الخوف الاجتماعي ترتبط بعوامل وراثية وعائلية وعوامل تربوية وسلوكية ونفسية وأخرى اجتماعية، وله علاج دوائي فعال وآخر نفسي مثل العلاج السلوكي والمعرفي وتنمية المهارات، والعلاج العقلاني الانفعالي، حيث يتم فيه تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المريض وتدريبه على بعض الأساليب وطرق المواجهة والحديث أمام الآخرين، والتي تشمل التدريب على مهارات التغلب على الضغوط النفسية وكذلك تمارين الاسترخاء. (*) استشاري الطب النفسي