بدأت اليوم في نواكشوط أعمال القمة العربية العادية في دورتها السابعة والعشرين برئاسة جمهورية موريتانيا الإسلامية . ويرأس وفد المملكة العربية السعودية إلى أعمال القمة معالي وزير الخارجية الاستاذ عادل بن أحمد الجبير . ويبحث القادة والرؤساء العرب 16 بندا في مقدمتها القضية الفلسطينية وما يتعلق بعملية السلام والقدس والاستيطان واللاجئين والأونروا . كما يتضمن جدول الاجتماعات تطورات الأزمة السورية والوضع في كل من ليبيا واليمن ودعم الصومال وخطة تحرك السودان لتنفيذ استراتيجية خروج اليوناميد من إقليم دارفور واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاثة " طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى " ، بجانب التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ، ومكافحة الإرهاب،وتطوير جامعة الدول العربية ، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك . وتتناول بقية الموضوعات المدرجة على جدول الاعمال تحديد موعد ومكان الدورة العادية ال 28 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة . ويشارك في أعمال هذه القمة التي أطلق عليها "قمة الأمل" عدد من قادة الدول العربية وممثليهم ورئيس الاتحاد الإفريقي ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الاستاذ إياد بن أمين مدني ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وعدد من ممثلي الهيئات الدولية . وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز - خلال كلمته بعد تسلمه رئاسة القمة من جمهورية مصر العربية - ان الأمة العربية تواجه تحديات كبيرة لا سيما القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى ..مشيرًا إلى أن المنطقة ستبقى في حالة عدم استقرار ما لم تحل القضية الفلسطينية . وقال إن الأزمات التي تعصف بالدول العربية بحاجة لحلول شاملة ، مؤكدًا أن الإرهاب يعد أحد التحديات التي تواجه الأمة العربية ويشكل تحديًا عالميًا ويتطلب استئصاله استراتيجية جماعية . وفي الشأن اليمني أكد الرئيس الموريتاني أن التوافق السياسي يحافظ على بقاء هذا البلد موحدًا ، مثمنًا دور دولة الكويت في استضافة مشاورات السلام اليمنية . كما أكد أنه لا بديل عن اتفاق سياسي في سوريا ، مشددًا على ضرورة دعم جهود الليبيين لتحقيق توافق ينهي أزمة بلادهم . وعبر رئيس مجلس الوزراء المصري ممثل بلاده في أعمال القمة شريف إسماعيل في كلمة عن أمله في نجاح هذه القمة لكل ما يخدم المصالح العليا للأمة العربية . وقال إن مصر عملت خلال رئاستها على تعزيز العمل العربي المشترك ترجمة لتطلعات الأجيال الصاعدة في الأمة العربية نحو تحقيق مستقبل مشرق طال انتظاره كما عملت على توظيف علاقاتها على الساحة الدولية لهذا الغرض . وأضاف ممثل مصر في كلمته بأعمال القمة العربية السابعة والعشرين في نواكشوط أنه "يتعين علينا مواجهة التدخلات الخارجية في الشأن العربي ومجابهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة . وأشار إلى أن الأوضاع في سوريا وليبيا يتعين تسويتهما من خلال حلول سياسية تحفظ دماء الشعبين وتحفظ كيان الدولتين، مضيفًا "أننا نحتاج إلى إخلاء المنطقة في الشرق الأوسط من الصراعات والتوجه نحو تحقيق التنمية لبلدان المنطقة" . واستعرض الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط رؤيته لمسيرة العمل العربي المشترك، التي ترتكز على تسع نقاط رئيسية، موضحًا أن هذه الرؤية ترتكز، خاصة، على حتمية ايجاد التكامل العربي، وهو ما يتطلب تطوير الجامعة العربية لمواكبة التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية، كما ترتكز على اليقظة إزاء ما يحدث في المنطقة والعمل على وقف العنف وعدم استقرار عدد من الدول العربية، وعلى الحرب ضد الإرهاب . وقال في كلمته إن إعادة الاستقرار للمنطقة سيسهم في تجفيف منابع الإرهاب ، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية "ستواصل تصدر أولويات العمل العربي المشترك، مما يتطلب نهج سياسة جديدة بناءة وجادة لتعديل المعادلة الدولية والاستفادة من بوادر الزخم الدولي للتوصل إلى حل الدولتين " .