افتتحت اليوم (الاثنين) في نواكشوط اعمال القمة العربية التي ستعقد في نهاية المطاف ليوم واحد بدلا من اثنين، بحضور ستة قادة فقط. ويضم جدول الاعمال في الاصل العديد من القضايا منها امن العالم العربي، اضافة الى مشروع قوة عربية مشتركة لهذا التكتل الاقليمي الذي تتعدد فيه الازمات والنزاعات من ليبيا الى العراق وسورية، مرورا باليمن والقضية الفلسطينية. وحضر الى نواكشوط رؤساء اليمن والسودان وجيبوتي واميرا قطروالكويت، حيث استقبلهم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. وكان اعلن عن مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، لكن اعلن لاحقا انه لن يحضر "لاسباب صحية". كما غاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد الاعلان عن مشاركته لاسباب تتعلق "باجندة داخلية محملة بالمواعيد"، بحسب مصدر في الامانة العامة للجامعة العربية التي تضم 22 عضوا. وستعقد القمة التي كان من المقرر ان تستمر يومين، يوم الاثنين فقط بسبب "اكتظاظ جداول اعمال القادة الحاضرين"، بحسب مصدر ديبلوماسي موريتاني. وهي المرة الاولى التي تحتضن فيها موريتانيا قمة عربية منذ انضمامها الى الجامعة العربية في 1973. ويشارك في أعمال هذه القمة التي أطلق عليها "قمة الأمل" عدد من قادة الدول العربية وممثليهم ورئيس الاتحاد الإفريقي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، وعدد من ممثلي الهيئات الدولية. وأكد الرئيس الموريتاني خلال كلمته بعد تسلمه رئاسة القمة من جمهورية مصر العربية "ان الأمة العربية تواجه تحديات كبيرة لا سيما القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى"، مشيراً إلى أن المنطقة ستبقى في حالة عدم استقرار ما لم تحل القضية الفلسطينية. وقال إن "الأزمات التي تعصف بالدول العربية بحاجة لحلول شاملة"، مؤكداً أن الإرهاب يعد أحد التحديات التي تواجه الأمة العربية ويشكل تحديا عالميا ويتطلب استئصاله استراتيجية جماعية. وفي الشأن اليمني، أكد الرئيس الموريتاني أن التوافق السياسي يحافظ على بقاء هذا البلد موحدا، مثمنًا دور دولة الكويت في استضافة مشاورات السلام اليمنية. كما أكد أنه لا بديل عن اتفاق سياسي في سورية، مشددا على ضرورة دعم جهود الليبيين لتحقيق توافق ينهي أزمة بلادهم. وعبر رئيس مجلس الوزراء المصري ممثل بلاده في أعمال القمة شريف إسماعيل في كلمة عن أمله في نجاح هذه القمة لكل ما يخدم المصالح العليا للأمة العربية. وقال إن "مصر عملت خلال رئاستها على تعزيز العمل العربي المشترك ترجمة لتطلعات الأجيال الصاعدة في الأمة العربية نحو تحقيق مستقبل مشرق طال انتظاره، كما عملت على توظيف علاقاتها على الساحة الدولية لهذا الغرض". وأضاف ممثل مصر في كلمته بأعمال القمة العربية السابعة والعشرين أنه "يتعين علينا مواجهة التدخلات الخارجية في الشأن العربي ومجابهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة. وأشار إلى أن الأوضاع في سورية وليبيا يتعين تسويتهما من خلال حلول سياسية تحفظ دماء الشعبين وتحفظ كيان الدولتين، مضيفاً: "اننا نحتاج إلى إخلاء المنطقة في الشرق الأوسط من الصراعات والتوجه نحو تحقيق التنمية لبلدان المنطقة". واستعرض الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط رؤيته لمسيرة العمل العربي المشترك، التي ترتكز على تسع نقاط رئيسة، موضحا أن هذه الرؤية ترتكز بخاصة على حتمية ايجاد التكامل العربي، وهو ما يتطلب تطوير الجامعة العربية لمواكبة التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية، كما ترتكز على اليقظة إزاء ما يحدث في المنطقة والعمل على وقف العنف وعدم استقرار عدد من الدول العربية، وعلى الحرب ضد الإرهاب. وقال في كلمته إن إعادة الاستقرار للمنطقة سيسهم في تجفيف منابع الإرهاب، مؤكدا أن القضية الفلسطينية "ستواصل تصدر أولويات العمل العربي المشترك، مما يتطلب نهج سياسة جديدة بناءة وجادة لتعديل المعادلة الدولية والاستفادة من بوادر الزخم الدولي للتوصل إلى حل الدولتين".