ظلت المملكة على الدوام تطرح رؤية استراتيجية بعيدة لمحاربة التنظيمات الارهابية المتطرفة، تستند الى ضرورة وجود ارادة دولية واحدة لمواجهتها، والعمل على حل الازمات وانهاء الصراعات، والحيلولة دون جعلها بيئة جاذبة للارهابيين والمتطرفين، ومحاسبة الدول التي تأوي هذه الجماعات، وتعمل على تعزيز صلتها بها، وتجفيف منابعها المالية، واضعاف امكانية استفادتها من تقنيات الاتصال الجديدة، وأكدت المملكة مرارا على ان الارهاب حالة شاملة، وأن تعثره في مكان لا يعني أن الأماكن الأخرى ستبقى آمنة فعالم اليوم يعيش حالة غير مسبوقة من التشابك في المصالح والعلاقات، وان أي بلد يؤثر ويتأثر في غيره من الدول. لقد تمكنت المملكة بجهودها ان تكون حالة استثنائية في محاربة تنظيمي القاعدة وداعش، وان تحارب الارهاب والتطرف والغلو والتشدد، وكانت لديها تجاربها الخاصة في هذا الجانب، جعلتها من بين الدول الرئيسة صاحبة السبق في اجتثاث هذه التنظيمات ومحاربتها، غير ان محاربة هذه التنظيمات لن تنجح في وقت تبدي فيه بعض الدول دعما لهذه التنظيمات، وتستثمرها وتوظفها في الصراعات والنزاعات الاقليمية، وتعتبرها جزءا من ادوات نفوذها الخارجية، فالدول التي تدعم انشاء مكونات واحزاب ذات طبيعة عسكرية، هي دول تعمل على تعزيز الفوضى في هذه الدول، واضعاف سلطتها، وتعريض امنها واستقرارها للخطر، وتدفع بها باتجاه الحرب الاهلية. ان المملكة كانت سباقة في انشاء التحالف الاسلامي، لمحاربة الارهاب، وكانت واضحة في هذا التوجه بأنه لا يستهدف امن واستقرار اي بلد، وإنما تضاعف دور الارهاب، تطلب وجود موقف واضح لدول العالم الاسلامي من الارهاب وكيفية محاربته، خاصة وان بعض الدول تتخذ من محاربة الارهاب ذريعة للعبث الطائفي والتهجير الديمغرافي وضرب وحدة المجتمعات والعبث بالهندسة الاجتماعية لها، الامر الذي يدخل هذه الدول في دوامة من الحروب وعمليات القتل والدماء. إن ترؤس ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفد المملكة في الاجتماع الثاني للتحالف الدولي لمحاربة داعش وذلك في القاعدة العسكرية في ماريلاند الأمريكية لمناقشة تطورات سير العمليات العسكرية للتحالف في محاربته لداعش وعدد من المسائل المتعلقة بهذا الشأن، يؤكد أن المملكة واضحة في اهدافها وفي افعالها، وان الارهاب الذي تشهده دول العالم ليس له علاقة بالاسلام والمسلمين، وانما هناك جهات توظف الارهاب لخدمة سياساتها، -وللأسف- فقد ادرك العالم هذه الحقيقة بشكل متأخر جدا، فمن يدعم الفوضى في سوريا وفي اليمن، ويحول دون الحلول السلمية، هو من يدعم الارهاب في مختلف دول العالم. ان زيارة ولي ولي العهد الى واشنطن، تؤكد أهمية ومحورية دور المملكة في محاربة الارهاب، فقد طال الارهاب معظم مناطق المملكة، وكانت ذروته مؤخرا عندما استهدف الارهاب الحرم النبوي الشريف في العشر الأواخر من رمضان الفائت، ليؤكد ذلك ايضا على ازدواجية البعض الذي يحاول لصق الارهاب بالاسلام وبالمملكة في ازدواجية عجيبة، في وقت لم تستقبل ايران طيلة فترة نشوء الارهاب أي عملية، بل استقبلت ايران وآوت قيادات تنظيم داعش، فيما تنبئ اعترافات الارهابي (ابو تراب) بصلة داعش بالمخابرات الايرانية والسورية.