لا تزال ايادي الإرهاب تعبث في كل مكان في العالم، ولم تسلم منه اي دولة وهو لا يقتصر على بلد دون آخر، ولا جماعة دون اخرى، وإن اختلفت الآراء حول مفهوم الإرهاب الا انه اي فعل يتصف بالعنف أو التهديد أو القتل، ايا كانت بواعثة واغراضه، ويقع تنفيذا لمشروع اجرامي سواء كان فرديا اوجماعيا، والهدف منه بث الخوف والرعب بين الناس، أو ايذائهم، أو تعريض حياتهم أو حرياتهم، أو امنهم للاخطار أو الحاق الضررالبيئي أو تعريض الاملاك العامة والموارد الوطنية للخطر. ولكون الإرهاب اصبح ظاهرة خطيرة تحظى باهتمام كبير من قبل الحكومات والمجتمعات وكذلك الرأي العام على المستوى العالمي كظاهرة خطيرة تهدد الاستقرار والامن القومي وكظاهرة اجرامية منظمة تمارس العنف اليومي ضد الابرياء والممتلكات والتأثير في الاوضاع السياسية والاقتصادية والسياحية وخلق حالة من الفوضى العامة كان لابد من وضع حد له ومواجهتة بكل حزم وصرامة، وهي خطوة بادرت اليها المملكة في تشكيل تحالف إسلامي عسكري يتكون من اربعة وثلاثين دولة إسلامية لمواجهة الإرهاب، والتصدي له وكف اخطارة وضرب كل تمويل أو تجييش لكل منظمة إرهابية التي باتت من اهم المشكلات المعاصرة، ونالت اخطاره المسلمين وغير المسلمين وهي خطوة مهمة في سبيل القضاء على آفة الإرهاب التي عانت المملكة وعدة دول إسلامية منه، وهو يعد خريطة طريق لمواجهة الإرهاب والتطرف الفكري وكل تنظيماته بدءا بالقاعدة ومرورا بتنظيم داعش الإرهابي ومن يسير خلفه وعلى خطاه. وهذا التحالف يتصدى بلا شك لجميع المخططات الاجرامية التي تسعى لتفكيك وحدة الدول الإسلامية التى اصبحت واضحة للعيان واشعال فتيل الإرهاب واثارة الفتن في كل دول العالم بشكل عام، والعالم الإسلامي بشكل خاص، وهو نابع من التوجيه الرباني الكريم (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)، وكذلك تعليم الشريعة الإسلامية التي تحرم الإرهاب وتنبذ العنف والتخريب والافساد في الارض لكونه جرائم نكراء وتعديا وظلما. إن تشكيل هذا التحالف يعد قرارا استراتيجيا مهما ويعزز المكانة والقوة في الدول الإسلامية ويؤكد أن الإسلام والدول الإسلامية تحارب الإرهاب والإرهابيين فكريا واعلاميا، واصبح الآن عسكريا كقوة خليجية وعربية وإسلامية لمواجهة الاخطار التي تحيط بالمنطقة وحماية المصالح المشتركة ضد الإرهاب والتطرف، وهذا التحالف يأتي متوافقا مع مواثيق الاممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك الاعراف والمواثيق الدولية التي تصف الإرهاب بالخطر والآفة التي لابد من مكافحتها ومحاربتها والقضاء عليها، وهو لا يقتصر على محاربة جماعة أو تنظيم واحد فقط، وانما يشمل جميع التنظيمات الإرهابية التي تعبث بالأمن واستقرار العالم الإسلامي ايا كانت اهدافها وتصنيفاتها.