أكد عدد من المختصين على أن دخول المملكة في خطوات جادة لإنهاء خطر تنظيم "داعش" الإرهابي، وإشراكها أبنائها في شن الغارات الجوية عليه، وكذلك سجل المملكة الحافل بمحاربة الإرهاب والتطرف بمختلف أنواعه، دليل على التزام المملكة حكومة وشعباً بواجباتها التي تفرضها مكانتها في قيادة العالمين الإسلامي والعربي، مشيرين إلى تطابق رأي الدولة والشعب في هذه الخطوة. وكان بيان سماحة المُفتي الشيخ "عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ" -رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء- الذي صدر عنه مؤخراً، وما صدر عن الهيئة واضحاً في دعم حرب الدولة ضد الفكر المتطرف والأعمال الإرهابية التي ينفذها تنظيما "داعش" و"القاعدة"، وأن هذه الجهات ومن شابههم هم "العدو الأول للإسلام"، مؤكداً على أن هذه الجماعات المتطرفة لا تُحسب على الإسلام. ضد الإرهاب وقال" د. إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم كتبي" -مدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة الملك عبد العزيز: إن خطوة المملكة جاءت جريئة وجادة وبشكل يتلاءم مع موقعها كقبلة للمسلمين وقائدة للأمة العربية، فهي أولاً وبحربها التي تخوضها حالياً مدافعة عن الدين الذي يشوهه تنظيم داعش بإرهابه وسفكه للدماء، مضيفاً أننا كسعوديين حكومة وشعباً مؤمنين بأن ديننا هو دين تسامح وحق منذ بعث الله نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- برسالته، ولا يرضينا أن تخرج فئة مثل "داعش" الإرهابي أو غيرها لتشوهه، مبيناً أن حرب المملكة في هذا الجانب ليست جديدة، فعلى مدى سنوات واصلت الحكومة السعودية حربها ضد الإرهاب والفئات الباغية بشتى الصور والأشكال سواء بالمواجهة الفعلية أو الفكرية، أو عبر تجفيف مصادر التمويل، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمبادراته وقيادته المساعي السياسية لتجريم الإرهاب حول العالم والدعوة لتظافر الجهود الدولية في مكافحته سباقاً في حربه على الإرهاب، الذي يمثل تنظيم "داعش" اليوم صوراً من صوره. صورة جماعية للطيارين السعوديين بما يثبت عدم تخوفهم من أي تهديد للتنظيم دفاع عن الإسلام وأوضح " د. حبيب الله تركستاني" -رئيس مجموعة أبحاث الاقتصاد- أن الشعب السعودي العظيم يقف قلباً وقالباً خلف أبنائه من منسوبي القوات المسلحة والجيش في حربهم ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي تعكس وتعري زيف الاتهامات التي تطلقها الأبواغ المغرضة، التي ما فتئت تصفه بالتهاون والتساهل في محاربة الإرهاب بمختلف أشكاله وأطيافه، مضيفاً أن المملكة ومن منطلق كونها قبلة للمسلمين أثبتت بحربها هذه أنها جديرة بالدفاع عن الإسلام ومقدساته، فالإسلام هو دين معايشة وتسامح وما نراه من التنظيم المتطرف من سفك للدماء ووحشية هو خطر ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم بأسره، وعلى حقيقة الدين الإسلامي، في رد أعمال أهل الشر من التكفيريين والإرهابيين الذين أحدثوا في الأمة حدثاً عظيماً، وسببوا الكثير من الفرقة والفوضى في عدد من بلاد المسلمين، مبيناً أنه كان لزاماً التصدي له ومحاربته قبل أن يمتد وتقوى شكوته، ذاكراً أن رأي وتوجيه علمائنا كان واضحاً في هذا الموضوع، ليزيل عنّا أي لبس أو شك في حقيقة مثل هذه التنظيمات والفرق التكفيرية التي عبثت بعقول النشئ والأحداث في مختلف دول العالم، مؤكداً على أن شبابنا من جنود المملكة البواسل قادرين على أداء واجبهم في صد هذه التنظيمات أين ما كان، ومتى ما احتاج الأمر لتدخلهم. رسالة للعالم وأكد " د. وليد عرب هاشم" على أن محاربة التطرف واجب علينا كدولة الإسلام، ورسالتنا هي رسالة الدين الحنيف الذي أكرمنا الله عز وجل بخدمته وانبثقت من أراضينا رسالته، مضيفاً أن من هذا المنطلق والمسؤولية كان لزاماً علينا أن نكون أول من يتصدى لمحاربة كل الخوارج الذين يفترون على الإسلام ويقتلون باسمه وهو براء منهم ومن أفعالهم، مبيناً أن المشاركة التي تتم الآن في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي هي رسالة للعالم أجمع أن دولة الإسلام لا تقبل هذا التطرف وتحاربه فعلياً على كل الأصعدة، وأن المملكة هي أكثر دولة تحارب التطرف والإرهاب بكل أشكاله؛ لأن دينها دين الوسط والحق والعدل لا دين القتل والترويع وإزهاق النفس التي حرم الله إلاّ بالحق. كفاءة وقدرات وقال " د. صالح الكريم": إن أهمية مشاركة المملكة في توجيه ضربات جوية لتنظيم "داعش" الإرهابي هو إبراز موقفها من الإرهاب والتطرف وكل متطرف يلبس ثوب الإسلام وهو في حقيقة الأمر يتصرف بتصرفات بعيدة كل البعد عن الإسلام الحقيقي والوسطية والمنهج المعتدل، مضيفاً أن هذه الضربات التي تشارك بها المملكة تبين موقف هذه البلد حكومة وشعباً من أنها دولة معتدلة ووسطية، ناهيك عن أن لديها قدرة من التواصل والمعايشة مع كافة الأديان والأمم التي تنشد السلم ولا تفرق بين إنسان وإنسان، كذلك هذه الضربات تبرز كفاءة وقدرات المملكة العسكرية وتدخلها عن الحاجة لتعديل مسار ما يحدث في المنطقة من مستجدات، والحرص على إعادة المفهوم الإسلامي الصحيح لمعنى الجهاد في سبيل الله ومناصرة الشعوب المحتاجة لمن يدافع عنها من ظلم الآخرين مثل "داعش". وحدة الصف وأشار " د. الكريم" إلى أن رؤيتنا للجهاد ليس القتل ولا أذية الشعوب، وإنما إعلاء كلمة الله والدفاع عن الأمة الإسلامية والوطن، والجهاد كقرار مرتبط سياسياً وعسكرياً بيد ولي الأمر وليس للأفراد أي تصرف في هذا الشأن ولا حتى العلماء والدعاة، ذاكراً أن تنظيم "داعش" الإرهابي التي صنعها أعداء الوطن وجعلوها تحيط به من كل جانب، خاصة شماله وجنوبه، آلة ضالة شوّهت الدين وهي تملك اليوم من السلاح والعتاد ما لا تملكه دول، وعندها من شتات الأفكار ما يبيح لها قتل الشعوب، فإن أردنا مواجهتهم وأن نغلبهم ونحافظ على وطننا منهم ومن غيرهم فليكن السبيل إلى ذلك هو وحدتنا والسير خلف قيادتنا وولي أمرنا. جنود المملكة البواسل أثبتوا أنهم محل ثقة المليك والوطن