انهمرت دموع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مرتين خلال مباراة واحدة، كانت الأولى دموع اليأس عندما خرج مبكرا بسبب الإصابة والثانية كانت دموع الفرحة عندما توج المنتخب البرتغالي بلقب كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) التي أقيمت بفرنسا. فقد تغلب المنتخب البرتغالي على نظيره الفرنسي 1 / صفر على ملعب استاد «دو فرانس» في سان دوني بالقرب من العاصمة باريس، في المباراة النهائية التي حسمت في الوقت الإضافي ليكون اللقب الأول للبرتغال في تاريخ مشاركاتها بالبطولات الكبرى. وبدت فرصة البرتغال في الفوز خلال مباراة ضعيفة بخروج قائد المنتخب رونالدو 31/ عاما/ في الشوط الأول من اللقاء بسبب إصابته في الركبة، والدموع تنهمر من عينيه. وتوجه رونالدو إلى غرف تغيير الملابس فور خروجه ثم عاد إلى مقاعد البدلاء مع بداية الوقت الإضافي الذي شهد الهدف الحاسم الذي سجله البديل إيدر لوبيز في الدقيقة 109، ليعتلي بعدها رونالدو منصة التتويج ويرفع كأس البطولة للمرة الأولى بقميص المنتخب. وقال رونالدو: «عاندني الحظ بالإصابة، ولكنني دائما أثق بأن زملائي اللاعبين قادرون على الفوز مع استراتيجية المدرب. إنها لحظة سعيدة للغاية. لحسن الحظ، سارت الأمور لصالحنا.. إنها بالنسبة لي لحظة استثنائية مذهلة لا يمكن أن تنسى». وقال زميله المدافع بيبي الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة، في تعليقه على إصابة رونالدو: «كان الوضع صعبا، فقدنا نجمنا الأهم... خسرنا اللاعب الذي يمكنه هز الشباك في أي وقت. ولكن العناية الإلهية ساعدتنا، كنا مقاتلين على أرض الملعب. تعاهدنا على الفوز من أجله وفزنا من أجله (رونالدو). وعوض المنتخب البرتغالي جماهيره عن فقدان اللقب الأوروبي في نسخة 2004 عندما خسر الفريق النهائي على أرضه أمام اليونان، وقد كان رونالدو لاعبا واعدا في التاسعة عشر من عمره حينذاك». وقال فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي: «إنه انتصار للبرتغال. لقد كانت ليلتنا». وسادت نشوة الفوز معسكر المنتخب البرتغالي الذي احتفل مع مشجعيه باستاد «دو فرانس»، ولم يكن الانتصار ثمرة جهد خط الهجوم فقط وإنما أدى الدفاع دورا بارزا في اعتلاء منصة التتويج. وتجدر الإشارة إلى أن البرتغال حققت الفوز في الوقت الأصلي مرة واحدة فقط خلال مبارياتها السبع في البطولة، ورغم أن حارس المرمى الفرنسي هوجو لوريس قدم التهنئة على الفوز باللقب، قال إن المنتخب البرتغالي: «لا يقدم كرة قدم جيدة». وصعد المنتخب البرتغالي إلى الدور الثاني للبطولة بثلاثة تعادلات في مبارياته بدور المجموعات أمام أيسلندا والنمسا والمجر واحتاج إلى وقت إضافي للفوز على كرواتيا في دور الستة عشر كما حسم مواجهة بولندا في دور الثمانية بضربات الجزاء الترجيحية قبل أن يهزم ويلز 2 / صفر في الوقت الأصلي في الدور قبل النهائي، ويهزم فرنسا في الوقت الإضافي للمباراة النهائية أمس. ولكن المنتخب البرتغالي قد لا يهتم كثيرا بما يقال بشأن مشواره في البطولة بعد أن حقق ما أخفقت في تحقيقه أجيال سابقة شهدت نجوما كبار مثل إيوزيبيو ولويس فيجو. وقال بيبي: «بغض النظر عما قاله المشككون والمنتقدون، كانت لدينا أهداف محددة. كنا نرغب في الفوز بهذه المباراة. وكتبنا صفحة رائعة في تاريخ البرتغال». وقال فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي قبل مباراة أمس: «لسنا أفضل منتخب في العالم ولكننا أيضا لسنا لقمة سائغة». وعقب المباراة، صرح المدرب قائلا: «سجلنا ولم تسجل فرنسا. فرنسا كانت الأكثر استحواذا ولكننا كنا نعرف أن السبب في ذلك هو الدعم الجماهيري. كنا رائعين في الجانب الدفاعي ونجحنا في إبطال مفعول نقاط قوتهم. قدموا كل المحاولات لكننا كنا أقوياء للغاية». وحالف الحظ المنتخب البرتغالي في أكثر من مناسبة خلال المباراة كما تألق حارس مرماه روي باتريسيو في التصدي لأكثر من كرة خطيرة. فقد تصدى القائم الأيسر لكرة خطيرة من الفرنسي البديل أندري-بيير جينياك في الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي، ولكن العارضة تصدت أيضا لكرة سددها البرتغالي رافاييل جيريرو في الوقت الإضافي قبل أن يسجل إيدر لوبيز الهدف الحاسم في الدقيقة 109. وقال إيدر عقب المباراة: «كان هدفا شديد الخصوصية، فهو هدف الفوز. لكن النتيجة كانت ثمرة عمل الفريق ككل، إنه مجهودنا جميعا». ولم يحصل إيدر، مهاجم ليل الفرنسي، على فرصة مشاركة كبيرة تحت قيادة سانتوس في البطولة، لكن المدير الفني دفع به أمس لتنشيط الجانب الهجومي خلال الشوط الثاني، وقال سانتوس: «لدى دخوله إلى أرضية الملعب، قال إنه سيسجل وقد فعلها».