لم يعلم اللاعب البرتغالي إيدر لوبيز (28 عاماً) أن الهدف الذي سحق به فرنسا أمس (الأحد) على أرضها بتسديدة صاروخية، سيجعل منه صانعاً لتاريخ البرتغال بعدما منحها اللقب الأول في تاريخها، بتتويجها بطلة ليورو 2016، ومنحها 300 ألف يورو مكافأة. وهنا لا بد من الإقرار بأن كرة القدم أنجبت بطلاً جديداً كان مغموراً تحت أسماء كبيرة مثل رونالدو وبيبي وكواريزما وغيرهم، عندما أحرز بصورة غير متوقعة الهدف الحاسم الذي فازت به البرتغال ببطولة كأس أوروبا 2016 لكرة القدم بانتصارها المفاجئ (1-0) على فرنسا في باريس. وقال المهاجم لصحيفة «أو جوجو» البرتغالية: «أخبرني رونالدو أنني سأسجل هدف الفوز من أجل الفريق، منحني القوة، هذه الطاقة كانت مهمة للغاية». وشارك الهداف الجديد في الدقيقة 79 من المباراة النهائية أمس، عندما شعر المدرب فرناندو سانتوس بالحاجة إلى لاعب يتمتع بقوة بدنية كبيرة في خط الهجوم، وقال سانتوس عن ذلك: «أدركت أن ايدر هو اللاعب المطلوب للسيطرة على الكرة في الهجوم وخلق مشكلات للاعبي فرنسا في الكرات العالية»، وأضاف «عندما نزل قال إنه سيحرز الهدف وفعل، وهو يستحق التهنئة على ذلك، البطة القبيحة تحولت إلى بطة جميلة. لعب المهاجم الطويل إيدر واسمه الكامل إيدرزيتو أنطونيو ماسيدو لوبيز وطوله (190سم) 13 مباراة في الدوري الانكليزي الممتاز مع سوانزي سيتي الموسم الماضي، لكنه لم يهز خلالها الشباك قط قبل إعارته إلى ليل الفرنسي، وقال في تصريح صحافي: «شعرت أن المدرب سانتوس يعرف قدراتي منذ إعلان تشكيلة المنتخب، وضع ثقته في واليوم أثبت أنني أهل للثقة وأنا في غاية السعادة لذلك». وكان وجوده في التشكيلة النهائية للمنتخب البرتغالي محل شك حتى الدقيقة الأخيرة وكان هدفه الكبير أمس هو الهدف الرابع له في 29 مباراة دولية، ويعتبر واحداً من خمسة لاعبين في منتخب البرتغال ولدوا خارج أوروبا إلى جانب دانيلو بيريرا من غينيا بيساو، وبيبي البرازيلي وناني من الرأس الأخضر ووليام كارفاليو الأنغولي، ولم يسبق له اللعب لواحد من الأندية الثلاثة الأكبر في البرتغال. ولد إيدر في غينيا بيساون وانتقل في طفولته للعيش بالبرتغال، حيث ظل في نادي أداميا طوال مرحلة الناشئين، ومنذ عام 2006 تنقل بين عدة أندية، منها صفوف فريق الدرجة الثالثة توريزينسي ثم انضم إلى اكاديميكا كويمبرا وأمضى معه أربعة مواسم قبل الانتقال إلى براغا لمدة ثلاثة مواسم سجل 26 هدفا في 60 مباراة، في الأعوام بين 2012 و2015، وشارك للمرة الأولى مع منتخب البرتغال في مباراة أمام أذربيجان في 2014 لكنه ظل لاعبا غير أساسي بعد ذلك. وبعد البراغا انتقل إيدر إلى البريمرليغ وتحديدا نادي سوانزي سيتي في الموسم الماضي، ولم يحقق أي هدف خلال 15 مباراة ليقرر الرحيل إلى نادي ليل الفرنسي في كانون الثاني (يناير) الماضي على سبيل الإعارة، وفعلاً عدّل مستوى أدائه ما شجّع النادي على التوقيع معه لينتقل إليه بصورة رسمية، ويوقع على عقد لمدة 4 سنوات، ويتمكن في الوقت نفسه من حجز مكان له في قائمة منتخب البرتغال لبطولة يورو 2016.