في الأيام الماضية كانت هناك أحداث مثيرة في ساحة الوطن -حفظه الله- ففي يوم واحد أصبحنا على تفجير وأمسينا على تفجير، حيث إن تلك التفجيرات طالت ثلاث مدن، جدة والمدينة المنورة والقطيف، وكانت تتابع في أقل من 12 ساعة فقط. لن أتحدث عن التفجير وحيثياته أو حتى عن المجرمين. ما سأتحدث عنه هو ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن بإذن الله، حيث إنه قد سبق أن تكلمت عن التجديد والتحديث والعمل التطوعي الذي بات في هذه الأيام ضرورة قصوى، وليس لحماية الوطن ولكن حتى يتحقق الهدف الأكبر وهو انتشال فئة الشباب المستهدفة من هذا الفراغ الذي احكمت قبضتها عليه الجهات المخربة تجاه البلد. وفي تصوري أن العمل التطوعي والوعي خدمة للوطن، وليس عسكرة للشباب، وإنما حتى يتم حماية التركيبة البشرية في المملكة العربية السعودية. فهل من المعقول أن هذه الفئة المجرمة تستطيع أن تتوصل إلى أمخاخ شبابنا بهذه الطريقة وتتحكم بهم إلى درجة أن يتحول الأبناء إلى قتلة للأبوين والأقرباء، فهذا ما يعني أن هناك خللا جسيما في موقع ما؟ ولكن قد نتفق أن الخلل لا نعلم ماهيته بالصورة التي تزيح الضبابية عن عقولنا وسط هذا التعتيم على الفجوة بيننا وبينهم. ان المملكة العربية السعودية مساحتها شاسعة، ولها حدود عدة ومحاطة بدول لها أطماع في المنطقة، وتفعيل دور الشباب يساهم في تغطية المساحات الكبيرة، كما أنه يُخفّض من نسبة البطالة، والعمل التطوعي خاصة في خدمة الجبهات فكرة رائعة ولن اقول إذا لم تؤثر على دراسة الشاب، بل اقول انه بات من الضروري ان ينخرط فيه الشباب من سن 15 سنة الى 25 سنة وهذه الفئة هي المستهدفة من الجهات المخربة سواء من داعش أو القاعدة أو أي أحزاب أخرى تكون موجهة ضد أمن البلد والمواطن. واعتبره أمراً في صالح الشباب ليعزز مواهبه بالتدريب وخدمة البلد، لو أخذناها من منظار أسري فالعمل التطوعي بابعاده المختلفة يفيد الشاب أكثر! اولا سيجعل التدريب فئة الشباب في دائرة المراقبة الفكرية، التي هي النقطة الأهم التي تستغل من الجهات المعادية، ثانيا القضاء على الكثير من الأفكار الشبابية مثل التفحيط والتشتت الفكري والهياط والكثير من المضاربات، وحتى نبذ العنصرية والطائفية التي تلعب دور البطل في كل المنافذ الى الشباب. والآن بدأت الفكرة تترسخ بشكل كبير في الوقت الحالي، في ظل الاهتمام الكبير من المملكة بالأمن القومي، ودورها المؤثر في المنطقة يقتضي أن يكون لديها شباب واع ومدرب بشكل جيد. ولابد أن نفهم أن العمل التطوعي، خاصة في خدمة الجبهات هو نوع من الالتزام والانضباط، فالجيش من الجهات المنضبطة المنزهة عن الأعمال الإرهابية، ان العمل التطوعي مربوط بعدة أمور أولها الجانب العاطفي والوحدة الوطنية، والأهم من كل كذلك يعلم الشباب حب الاسرة، التي هي لب الوطن. ولكن أن يتحول شبابنا إلى قتلة في عمر الزهور، ما المقابل؟ وما الهدف؟ في اعتقادي انه لا شيء، هل مَنْ مشارك لي في الرأي، أم أني لم اصب كبد الحقيقة وبس.