المعبي : ضعف الايمان سبب رئيسي في وقوع ابنائنا رهينة للفكر الضال م. البطاطي : سن المراهقة مستهدفة من الجماعات التخريبية الجميعة : إهمال الأسرة للابناء يدفعهم للارتماء في حضن الارهاب د. بيبي : الاسرة المحضن الاهم للتحصين الذاتي للشباب وحمايتهم من الانزلاق معلمون : علينا تنقية المدارس والمناهج من الفكر الخفي حتى نصل الى مقاربة ناجية العمدة بن حيد : العناصر الارهابية قنابل موقوتة يجب كشفها مبكراً
جدة – بخيت آل طالع الزهراني وابراهيم المدني كشفت الجريمة الإرهابية التي تعرضت لها مدينة سيهات بالقطيف بالمنطقة الشرقية مساء الجمعة الماضي كشفت عن أمرين الاول ، الأول ان الجرائم الارهابية يمكن ان تحدث في أي وقت والامر الثاني ان يقظة رجال الامن في بلادنا هي حالة حاضرة في كل لحظة، ولا ادل على ذلك من تصدي رجال الامن للارهابي الذي اطلق النار في سيهات في ذات اللحظة ، وأردوه قتيلا قبل ان يمضي قدماً في مواصلة جريمته التي كان يمكن ان تكون حصيلتها من الشهداء اكبر فيما لو لم تكن العين الساهرة لرجال امننا الاشاوس حاضرة.. ذلك من جانب ومن الجانب الآخر يظل السؤال المهم الذي يفرض نفسه .. كيف يمكن لنا كمجتمع ودولة في المملكة اجتثاث الارهاب ومنع توالده ..
وهذا ما سوف نعرض له من خلال هذا الاستطلاع الصحفي مع عدد من المختصين والمواطنين. بداية تحدث معي عبر الهاتف معالي مدير جامعة الباحة الدكتور عبدالله بن محمد الزهراني فقال: ان ما حدث في مدينة سيهات بالمنطقة الشرقية من اعتداء ارهابي لهو من الاشياء الغريبة – حقيقة – في مجتمعنا العربي الاسلامي المتألق، ذلك لاننا مجتمع متسامح متقارب يحب الحوار مع الاخر، ويدعو للنقاش الموضوعي البعيد عن الغلظة والحديّة. واضاف الدكتور الزهراني : واستطيع ان اقول ان ما حدث هو أمر طارئ وحالة نشاز عن قيمنا وادبياتنا التي تقوم على رحابة الصدر، ونحن أهل حوار في الحقيقة والاصل في الحوار كما هو معروف عدم وصوله الى مرحلة الحدية والتقاطع. ومضى مدير جامعة الباحة يقول ان ما حدث في سيهات وقبلها من حوادث ارهابية مماثلة أمر غريب جداً، ونحن لا نقّره بأي شكل من الاشكال وندعو كل فعاليات المجتمع الى التداعي حول مائدة علاجه ، علاجاً يقوم على دراسة علمية، وبالتالي يقابل بمعالجات علمية، حرصاً من الكل على استئصاله واقتلاع جذوره بالكامل من ارضنا الطيبة، وبلادنا المباركة، فذلك العمل المشين وامثاله هدفه تعريف المجتمع لكننا بحمد الله واعون لذلك ونحن مجتمع يعرف مسؤولياته ولن تهزنا مثل تلك الممارسات الخبيثة بل انها تزيد صلابة وتمسكاً بوحدة وطننا وتسامحنا وتقاربنا. اما عضو مجلس هيئة حقوق الانسان السعودية الدكتور (سعيد بن عائض الزهراني) فقد قال : ان بلادنا الطيبة المباركة كانت وستظل شجرة مثمرة معطاءة بالخير لاهلها.. والوطن في حقيقة الامر لم يقصر مع ابنائه وولاة امرنا لم يقصروا مواطنيهم وكذلك المسؤولين والمشايخ والعلماء يؤدون أدواراً ملحوظة يعتصرني الالم عندما ارى ابناء وطني وهم اللبنات القوية والسواعد العظيمة عندما ارى عددا منهم ينحرف عن طريق الخير والعطاء الى مسالك الشر والضلال فان ذلك يؤلمني كما يؤلم كل مواطن من مواطني هذه البلاد المباركة، ولذلك فان من العجيب ان يظهر من بين ابنائنا من يقلب ظهر المحبين لوطنهم العزيز، ولاخوانهم واهلهم في هذا الوطن المبارك. وانا اتساءل حقيقة الم يقرأ اولئك النفر الشباب الخارجون عن جادة الصواب قول الله تعالى (ومن يقتل مؤمناً معتمداً فجزاؤه جهنهم خالداً فيها..) الآية.. فكيف بأولئك وهم يقتلون الكثيرين في جهالة وسفاهة ومن دون ذنب او جريرة، وسواء كان المقتول سنياً او شيعياً فالجميع مسلمون وابناء وطن واحد مركبنا واحد وهدفنا واحد ومصيرنا واحد.. انه لو نأمل اولئك بعض بديهيات ديننا الاسلامي العظيم لوجدوا فيه ما يمنعهم من تلك الاعمال الارهابية فحتى فرعون امر الله تبارك وتعالى لموسى وهارون عليهما السلام: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) وهنا تبرز الحكمة في الدعوة والحوار والنقاش مع الاخر حيث لا غلظة في القول ولا حدة في النقاش فضلا عن انه لا مكان اصلا للقتل والتفجير والتدمير. واضاف الدكتور سعيد بن عائض يقول : ان اولئك الفئة الضالة هم ممن تم غسل عقولهم ودمغ ادمغتهم بخاتم الضلال والانحراف وانا كمواطن يعتصرني الألم الشديد على وصول اولئك الى ذلك الدرك الهابط من قلة الوعي والدين والفهم الصحيح لابجديات الحياة والتعامل الصحيح مع الآخر. وختم الدكتور سعيد قائلا انني اوجه من هذا المنبر دعوة خالصة لكل علمائنا بانه ينزلوا الى ابنائنا جميعاً في محاولة جادة لانتشالهم من ذلك المستنقع الكريه من الكراهية وانعدام الوعي والجهالة وان يعمل العلماء على تبصير الشباب بحقيقة الدين الوسطي الصحيح الذي جاء من عند الله تعالى وشرحه لنا كاملا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وان يضحوا بأوقاتهم من اجل عودة من انحرف من شبابنا الى جادة الطريق المستقيم وانني ختاما اتساءل .. اولئك الفئة الضالون من اين أتوا بتلك القناعات العجيبة التي سوغت لهم ما يقومون به من ممارسات قبيحة وكيف اقحموا الدين اقحاماً في اعمالهم المشينة تلك والدين منهم براء؟. وتحدث الدكتور والمستشار وعضو لجنة المحكمين (أحمد المعبي) فقال لقد هزتنا بالفعل حادثة سيهات الارهابية كما هزنا ما حدث قبلها من ممارسات ارهابية في هذا البلد الطيب المبارك وانني على يقين تام ان اولئك المارقين انما هم ضعاف دين بكل تأكيد لم يتعرفوا على جماليات الاسلام العظيم ولم يقفوا على ما فيه من الخير والتسامح والمحبة والخيرية ولذلك فقد اعتسفوا الدين اعتسافاً وفهموا النصوص مقلوبة فكان من نتائج ذلك تلك الاعمال الارهابية التي قاموا بها هنا وهناك وهي في الواقع اعمال قبيحة تدمي القلب، وتذرف الدمع لانها غريبة عن هذا الوطن وعن اهله البلاء الكرام. واضاف الدكتور المعبي يقول ولذلك وجب عليها جميعاً ان نزيد من دائرة وعينا واهتمامنا بمعالجة ذلك السلوك المعّوج لتلك الفئة الضالة من شبابنا بحيث يمكن لنا احتواؤهم في محيط واحد، يمنع اتساع شرهم الى غيرهم من الشباب الاخرين، وكذلك ان يكون لعملنا مجتمعين اثر ايجابي في تبصيرهم بالخلل الكبير في فهمهم للدين والحياة. ومضى الدكتور المعبي يقول ان الامن هو مسؤولية الجميع وليس الجهات الرسمية الامنية فقد، فوسائل الاعلام عليها دور مهم وعليها الحقيقة ان تقم بتشخيص مواطن الخلل والانحراف ثم القيام بتوضيح المفاهيم الصحيحة للشريعة وما تنطوي عليه من قيم اسلامية انسانية جليلة ومن تسامح وتعاون بين البشر كما ان على المدارس والجامعات والمساجد دور حيوي مهم في هذه الناحية حتى يمكن لنا ان نحتوي شبابنا منذ سن مبكرة في دائرة الاسلام بعيداً عن الغلو والتطرف ، وكذلك التمييع والانصهار. ويقول الدكتور (صالح بيبي) للمملكة العربية السعودية جهود كبيرة في محاربة الارهاب بل ان دور المملكة رائد في هذا الاتجاه ويعتبر نموذجا يحتذى بعد ان اكتوينا بنار الارهاب البغيض في محاولة جادة مخلصة من بلادنا لمقاومة تلك الآفة الخطيرة وجهود وزارة الداخلية واضحة في التصدي للارهاب من خلال العمليات الاجهاضية الاستباقية وكذلك من خلال آليات التحصين الفكري عبر وسائل الاعلام وادراج بعض المواد ضمن مناهج التعليم لتكون تحصيناً لشبابنا كل ذلك من جهود المملكة لاحتثاث الارهاب. وقال الدكتور صالح وبظل السؤال المهم كيف نواصل بنجاح التصدي للارهاب؟ وللاجابة على هذا السؤال فانني اظن ان من بين المحاور المهمة الاهتام بالتربية الاسرية الروحية والعقلية وتنقية المناهج من كل نبرات الغلو، واحتضان ابنائنا بطريقة افضل ليكون في مأمن من قرناء السوء ودعاة الضلال. وقال الاساتذة (عبدالله الصائغ وابراهيم شلبي وطلال غريب) معلمون متقاعدون : ان حادثة سيهات الارهابية كشفت لنا مثل سابقاتها من الاعمال الارهابية ضحالة تفكير عدد من شبابنا وتناقص وعيهم وادراكهم الى درجات مخيفة مما جعلهم لقمة سائغة وكرة يتقاذفها من غسل ادمغتهم فتحول أولئك الفتية من سواعد للبناء كنا نعول عليها الكثير من الطموحات الى مجرد ادوات كريهة للقتل والتدمير والكراهية عندما باعوا عقولهم للشيطان وارتهنوا لدعاة الضلال فصاروا في مهب التريح تتقاذفهم طرقات الشر الى كل عمل خسيس كريه. واضافوا قائلين لعلنا في حقيقة الامر نبدأ الآن مرحلة جديدة وبأطر خاصة وآليات مختلفة مما سبق يكون في مقدورها ان تثمر لنا ولوطننا نتائج باهرة علينا ان نتبني مشروعاً وطنياً مهما للغاية وليكن اسمه تحصين الشباب ضد الغلو ينطلق من البيت من الاسرة التي لها دور كبير في حماية النشء من الانحراف البكري خصوصا والجماعات الارهابية قد سلكت كل الطرق للوصول الى ابنائنا في مقر غرفهم المغلقة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي نراها الآن بين ايديهم. ولذلك تعاظم دور الابوين والاسرة عموما في الرقابة والتوعية والتبصير بالحكمة لابنائهم بين وقت وآخر، لتكون تلك الجرعات من الاسرة هي بداية الطريق لتحصين الشباب ضد الغلو والتطرف. كما ان من المهم جداً ابعاد النشء عن قرناء السوء فاولئك هم بالفعل شياطين الانس وكما قال الشاعر : (عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه .. فكل قرين المقارن يقتدي).. ولذلك وجب على الاسرة ان تضطلع بدورها في اقامة وصناعة ما يمكن ان نقول عنه اللبنات الاولى للتحصين الذاتي للنشء ومتى تم ذلك اصبح من العمل السهل اضافة لبنات الخير والصلاح الاخرى للنشء من خلال المسجد والمدرسة والجامعة ووسائل الاعلام، وبالتالي يصبح من الصعب اختراق شبابنا من قبل دعاة الفتنة والضلال. وختموا بالقول عليا تنقية مدارسنا ومناهجنا من المنهج الخفي ومن كل ما يغذي الغلو والتشدد بحيث تصبح المدارس نقية صافية تقدم لابنائنا المنهج الاسلامي الوسطي، وهي بالفعل كذلك ما عدا بعض الحالات القليلة، والتي نتمنى القضاء عليها، لان المدارس هي المكان الرئيسي لتنشئة شبابنا من الجنسين، ولذلك يجب ان تكون هي المخض المهم الآمن. استغلال المراهقين من جانبه دعا المهندس عبدالمجيد بن سعيد البطاطي الى ضرورة تحمل المواطن المسؤولية والمشاركة في أمن الوطن. واضاف: يجتهد رجال الامن في الداخلية لمحاربة الارهاب بكل انواعه وكذلك تتبني ايضا محاربة الفكر المؤدي الى الارهاب. ويتعرض رجال الامن للقيام بهذا الجهد الى مختلف المخاطر سواء في المواجهات المباشرة او غير المباشرة وكذلك محاربة الادوات المستخدمة في التجهيز للعمليات الارهابية او ادوات جذب الشباب للانضمام الى الخلايا الارهابية مثل المخدرات والالعاب الالكترونية والتجمعات المشبوهة وعمليات التواصل الالكتروني. بالجماعات المخربة وتركز على الشباب في سن المراهقة باعتبارها السن المناسبة لتجنيد الشباب للانضمام الى الخلايا الارهابية. فهل نترك الداخلية تحارب لوحدها؟ هذا سلوك جاهل ان نترك الداخلية تقاتل لوحدها لان جهادها فقط يكون مقبولا لإيقاف ومطاردة القائمين بالأعمال التخريبية وهو دور ناجح حتى الان ويشكرون عليه ولكن المؤلم انهم مهما قبضوا على المخربين لازال التجنيد قائما واستغلال التأثير الفكري والديني للشباب بما يتوافق مع رغباتهم الطائشة والاستقلالية في لحظة الجموح في سن المراهقة واستخدام كل ما يتاح لهم لتجنيد الشباب. وهذا يعني ان على كافة الجهات المختلفة ان تعمل لتخفيف العبء عن الداخلية والقيام بمهام رئيسية للوقاية من السقوط في براثن الجماعات المتطرفة او المخربة. واود ان اتطرق الى اهم الامور التي يجب تبنيها للوقاية. واضاف: تطوير دور المشرف التربوي ولان بيئة المدرسة هي المستهدفة لذا يجب ان يكون لدى المدارس مشرفين اجتماعيين ومشرفيين نفسيين بما لا يقل عن مشرف لكل خمسين طالب وان تكون هناك برامج لمتابعة السلوكيات العامة لدى الطلبة. يجب ان تكون هناك مناهج دينية مكثفة تدعوا وتنبه الى ضرورة ان تكون مسلما متسامحا بانيا ولبنة صالحة في المجتمع. يجب ان تكون هناك برامج تحفيزية لتعطي الطلبة وتلزمهم بان يقوموا بأعمال مجتمعية في مساعدة الاخرين وان تكون جزءا تعليميا اساسيا. ويجب ان يكون هناك تعليم وتوجيه بأسلوب التلقين والبحث والتطبيق العملي لعملية بر الوالدين. هذه اساسيات ضرورية لبناء مجتمع صالح وايقاف الدعوة الجهادية وان كانت اساسية في الدين الا انه ليس وقتها لما لها من سلبيات في وجود حشد ارهابي تخريبي يستند اليها فيعاد صياغتها وربطها بالولاء والمواطنة الصالحة وليس عملية سلوكية ليس لها ضوابط. التوعية الدينية والالتزام ببر الوالدين وحماية المجتمع ومساعدة الناس من اهم العناصر التي تحارب الفكر المتطرف والجماعات المخربة. تأثير وزارة الاوقاف في تشكيل المجتمع وثقافته وسلوكياته من خلال المساجد ومدارس تحفيظ القران مهم جدا ولكن من خلال كفاءات يتم تأهيلها للقيام بهذا العمل فليس من المعقول ان يترك الامر بلا ضوابط حتى يمارسها من هو غير مؤهل او يمارسها مخرب يستفيد من تلك الشريحة العمرية لاصطيادهم من خلالها. هناك امر اخر له نفس الدرجة من الاهمية وهي تركيز وزارة الشؤون الاجتماعية على الجمعيات الخيرية بان يتم دعمها وتوجيهها لاستقطاب الشباب للعمل في العمل المجتمعي والخيري وتبني جمعيات مراكز الاحياء بجدية لتكون اداة مجتمعية مهمه في توجيه وتنمية قدرات الشباب ليكونوا عناصر بناءة في المجتمع. اشغال الشباب بالمفيد التركيز على اشغال وقت الشباب في المدارس بممارسة الرياضة وتفريغ الطاقة في الانشطة الرياضية لم يعد مطلب رياضي بل هو حاجة مجتمعية وامنية، حيث يتكاتف بشان التأسيس لها رعاية الشباب والتربية والتعليم. فيمكن قيام مسابقات كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وتنس الطاولة والتنس الارضي ومسابقة الالعاب الالكترونية بحيث تكون العاب مختارة تساعد على تطوير الذات وليس تلك التي تخرب الشباب. كما وان هذه الانشطة يجب ان تستوعب كل المراحل الدراسية للطلبة. استيعاب الطاقة الشبابية الامر الاخر الذي ارى فيه اهمية كبرى ولان الشباب لهم اهتمامات مختلفة تستوجب مراعاة كل شرائح الشباب السنية بكل اهتماماتهم، ارى ان على وزارة العمل ان تفتح المجال امام العمل الجزئي للشباب ويشمل ذلك الطلبة وان يؤثر ذلك على نظام السعودة في الشركات بالية منظمة تشجع الشركات على تعيين الشباب في اوقات مختلفة في الاعمال بدلا من استقدام عمالة رخيصة فيجدون ان الشباب ممكن ان يغطي ذلك المجال والشركة تستفيد بذلك بنسبة من السعودة فتكون المنافع للطرفين ولحماية المجتمع في اخر المطاف. على ان يبقى الطلبة منتظمين بدراستهم كشرط للعمل الجزئي. واعتقد ان على الداخلية ان تضغط في هذا الاتجاه. التحصين اولا من جهته دعا الاستاذ وليد بن علي الجميعة رجل الاعمال المعروف كافة افراد المجتمع والمؤسسات التعليمية الى تحصين الشباب ومتابعتهم في سن المراهقة وعدم تجاهل طلباتهم وقلال ان التحصين من وجهة نظري هو الدرع الواقي بمشيئة الله ضد الافكار الهدامة واضاف من الملاحظ ان معظم من انخرطوا في تنظيم داعش هم فئة كانت مهملة من قبل اولياء امن اختراق داعش لعقولهم. واستطرد الاستاذ علي الجميعة يقول المسؤولية تقع على الجميع بدءاً من رب الاسرة مروراً بالمعلم في المدرسة وامام المسجد في الحي والاستاذ في الجامعة وانتهاء بجار النزل والبيئة التي يعيش فيها المراهق واكد الجميعة ان المسؤولية مشتركة وعلى الكل القيام بدوره وواجباته التي يفرضها ديننا الحنيف والذي اكد ان النصيحة هي سلاح المؤمن. العيون اليقظة تحتاج لدعمنا وفي الاطار نفسه اعرب الاستاذ عبدالعزيز بن حيد الزهراني عمدة حي مدائن الفهد بجدة عن امله في القضاء على الارهاب في وطننا وقال:ان التطرف والارهاب وباء وداء هذا العصر الذي ابتليت به كثير من الاوطان ومنها المملكة وقد أصبح هاجس المؤسسات الامنية و مؤسسات المجتمع المدني وهاجس كل مواطن مخلص يشعر أن المسئولية مشتركة تجاه مواجهة واجتثاث هذا الوباء العصري استشعاراَ من الجميع بخطورة العناصر الاجرامية التي تقود هذا الفكر وتوجه دفته نحو دهاليز مظلمة مضللة للفكر والعقول وتقود الاجساد للهلاك والاوطان للتخريب والعقائد للتشكيك. ومن هنا أصبحت هذه العناصر الارهابية المضللة بمثابة قنابل موقوته غادرة بحق البشرية والاوطان وتعكر صفو ورغد العيش بخطورتها و ما تشكله من قلق و هيمنة على المجتمعات دعت كافت الاجهزة الامنية والجهات المعنية لمواجهة هذا الفكر الضال بضربات استباقية أثمرت في كثير من المواقع في كشف العديد من الخلايا الارهابية متعددة الافراد و متعددة الاهداف ، قتلاً و تخريباً وتدميراً إلا إن يقظة رجال الأمن والاجهزة الامنية المعنية بمكافحة التطرف والارهاب تقف لهم بالمرصاد وما كُشِف من مخططات وتدمير مواقع و أوكار ارهابية قد لمسنا نتائجها في القضاء على تلك النوايا الخطرة التي كانت تستهدف المواطن و أمنه واستقراره بكل أدوات الافساد والتدمير فنرى بين حين و أخر ليس بالبعيد يزف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بشرى للوطن والمواطن المخلص بتمكن الاجهزة الامنية من كشف الخلايا الارهابية في مناطق المملكة كحالة استباقية اجهضت نوايا تلك الخلايا وبعثت الطمأنينة في نفوس المواطنين بأن هناك أعمال أمنية على قدر كبير من المسئولية والاصرار المتواصل منها في اجتثاث هذا الافكار الضالة والاثبات للعالم مهارات رجال الامن المخلصين في الوقوف بحزم لإحباط تلك المحاولات اليائسة لهذه العصابة الاجرامية التي تحاول التمويه على رجال الأمن من خلال توزيع مواقع تواجدهم في مناطق وأماكن متفرقة و التلون بمظاهر التدين و البراءة مستخدمين جميع وسائل التمظهر الخادع المزيف لصناعة مخططات إجرامية لإقناع المشككين و المنحازين لهذه النوايا القذرة بالاتباع و تنفيذ الاهواء والرغبات تحت تأثير هذا الفكر المتجاوز المنحرف المغرر بالعقول والافكار الذي يهدف إلى إشاعة الفوضى وتكريس مظاهر القتل والتخريب في وطننا ومحاولة جره إلى مستنقع الفوضى والتشريد وخصوصاً بأن شبابنا اليوم يعيش في عالم متغير تطورت فيه وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بشكل كبير ملحوظ و معقد تنوعت بها الافكار والدعوات الضالة التي يسوقها دعاة وجماعات التكفير والتدمير إلى الشباب وهو في منزله ، في متجره ، في أماكن تجمعه مع اصدقائه وهو أمر إذا لم يكن الشاب على وعي بأهدافه ومراميه قد ينخدع به وقد أكد المتخصصون بأن هذه الفئة حسب المعطيات والقراءات النفسية والفكرية لهم بأن لديهم القدرة على اصطياد الشباب وإقناعهم بهذا الفكر وإيقاعهم في براثن الاعمال الارهابية ضد ابرياء لا ذنب لهم من أجل زعزعة أمن واستقرار وطنه ومجتمعه ويتعين لنا من خلال هذه الحزمة من المتغيرات بأنه لابد من وضع استراتيجية دينية واجتماعية وعلمية لتحصين الشباب ضد الفتاوى المضللة والصور المزيفة الخادعة من قبل معتنقي ذلك التنظيم ويجب أن لا تقتصر على مؤتمرات الحوار الوطني أو ندوات عابرة عن الارهاب والتطرف وإنما يجب أن تمتد إلى منابر الاعلام والمساجد والمؤسسات التربوية من خلال توعية ممنهجه علمية مؤثرة والاهم تفعيل دور العلماء و المهتمين واصحاب الشأن بهذا الجانب وإيجاد برامج فاعلة تمتد إلى تطبيقها في المدارس والجامعات لتوضيح الصور المغلوطة والمشوهة عن الاسلام والمسلمين من أصحاب هذا الفكر وإنني أرى بأنه أن الأوان بإعطاء الشباب اهمية بالغة و بثقافتهم والحرص على تحصين أفكارهم وإيجاد البيئة المناسبة التي تحتضنهم وذلك بتحويل رعاية الشباب إلى وزارة الشباب على أن تتظافر الجهود من الجهات ذات العلاقة للمشاركة في تكوين اروقة هذه الوزارة وإعداد استراتيجيات عامة لخطط وبرامج واسعة النطاق والمعرفة من أجل تنشئة اجتماعية واعدة تهدف إلى احتواءه اوقات فراغ الشباب وتحصين أفكارهم وإعطائهم المساحات الواسعة للتعبير عن أراءهم ومشاركاتهم والتشجيع على هواياتهم ومناشطهم المختلفة سواء الرياضية و الثقافية و الاجتماعية و الدينية داخل هذه الوزارة من أجل بناء شخصياتهم بالمنهج السوي السليم وحتى نستطيع أن نقطف ثمار هذه الاعمال بمشاركاتهم الايجابية لخدمة دينهم و وطنهم.