تنشط الرياح الشمالية الغربية ( البوارح ) اليوم في منطقة الخليج، متواصلة على فترات، حتى نهاية هذا الاسبوع باذن الله تعالى، كما يستمر ارتفاع درجات الحرارة الى القيم الخمسينية مع دخول موسم الجوزاء، وخاصة في المناطق الشرقية من المملكة والكويت والعراق، وتكون الرياح خفيفة الى معتدلة السرعة، وتسكن احيانا مما يساعد على المزيد من اشتداد الحر نهارا، كما تشهد المنطقة الوسطى أجواء حارة جدا، بدرجات حرارة تتجاوز منتصف الأربعينات عند الظهيرة، مع تراجع في سرعة الرياح السطحية، فيما يشتد عصف الرياح المثيرة للغبار في الساحل الغربي، مؤثرة على سواحل جنوبالبحر الاحمر، مع اضطراب حاد في أمواج البحر، وتتجدد فرص هطول الامطار الرعدية، على اجزاء من جنوب غرب السعودية، مع اجواء معتدلة نسبيا خلال النهار، ويشير متابعون لاحوال الطقس، الى احتمال معاودة موجات حر متوالية، في منطقة الخليج العربي، متوقعا ان تشتد بارتفاع لافت في مستوى درجات الحرارة المحسوسة، تزامنا مع نهاية الشهر المقبل، الذي يمثل مرحلة زيادة الرطوبة النسبية. من جهته، يوضح رئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور منصور المزروعي، ان تعريف موجة الحر في علم الأرصاد، أنها فترة طويلة متواصلة (يقصد عدة أيام ) من الطقس شديد الحرارة، وذلك عندما تكون درجة الحرارة العظمى لأكثرمن 5 أيام، بحيث تتجاوز العظمى في المتوسط 5 درجات مئوية، وهناك تعريفات أخرى لموجات الحر، بحيث تعتمد على نظريات علمية متعارف عليها، والمثال القول ( ان الجو حار جداً )، إذا تجاوزت الحرارة 43 درجة مئوية أو أعلى لمدة 5 أيام متتالية، الذي يعني إنه يمكن تسميتها بموجة حر، وهي عادة لا تتجاوز 40 درجة في المدن الشاطئية نتيجة تأثير نسيم البحر، ويمكن أيضا ان يكون التعريف أقوى، في حال الارتفاع إلى قيم أعلى من 46 درجة، وبشكل عام موجة الحر لا بد أن تكون في ثلاثة أيام متتالية على الأقل. وقال الدكتور المزروعي، ان نماذج الطقس التي يتم تشغيلها، بمركز التميز لأبحاث التغير المناخي، من خلال (السوبر كمبيوتر عزيز)، تشير لتأثر المنطقة الشرقية، وأجزاء من جنوب شرق منطقة الرياض، وجنوبالعراق والكويت، بموجة حارة تستمر حتى نهاية هذا الأسبوع باذن الله، وقد تبلغ ذروتها يومي الأربعاء والخميس، ويكون التاثير أقل بهذه الموجة بشكل نسبي على قطر والبحرين، فيما تتفاوت بحسب المواقع، لتكون حول ال47-48 درجة مئوية، وقد تصل أو تتجاوز عتبة الخمسينات، وذلك غالبا في بعض الاجزاء من منطقة الخليج، وهي نتيجة تمدد منخفض الهند الموسمي على جنوب وشرق السعودية، مع تمركز منخفض حراري ثانوي فوق جنوب شرق المملكة، ويصاحب ذلك تواجد امتداد لمرتفع شمال أفريقيا، الشبه المداري فوق معظم شبه الجزيرة العربية. وفي سياق متصل اشار الباحث المختص في الارصاد الجوية والفلك، الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الى ان اليوم الاربعاء يوافق بداية موسم الجوزاء، مصحوبا بارتفاع لدرجات الحرارة، متوقعا ان تبلغ الخمسينات المئوية نهارا، في شرق السعودية والكويت والعراق، مع هبوب سَموم لافح، ونشاط رياح ناهضة ومثيرة للأتربة على الطرق السريعة، موضحا ان موسم الجوزاء يتكون من اثنتين الجوزاء الأولى والجوزاء الثانية، وعدد أيامها مجتمعة 26 يوماً، وكل نوء ثلاثة عشر يوماً، وتتسم الجوزاء بطول ساعات النهار، وأهم ما تتميز به ارتفاع الحرارة الجوية، وشدة لسع الشمس وحمو الأرض، و( بداية ) تدريجية في ارتفاع الرطوبة على السواحل، وشدة هبوب الرياح الشمالية الغربية الحارة، فيما ترجع شدة الحرارة على السعودية ومنطقة الخليج، خلال فصل الصيف عموماً، إلى صفاء الجو وطول ساعات سطوع الشمس، وكبر زاوية سقوط الأشعة وجفاف التربة. وطبقا لمواسم الانواء تعد ( الهقعة ) اول موسم الجوزاء، وتنزلها الشمس ظاهريا لمدة 13 يوما، اعتبارا من 3 تموز/يوليو، وقد يتقدم او يتأخر موعدها بين عام وآخر، وتقع بين منزلة الدبران في الشمال الغربي، وبين منزلة الهنعة في الشمال الشرقي، وهي ثلاثة نجوم من القدر الرابع، وسميت الهقعة تشبيهاً بدائرة تكون في عنق الفرس، وتعرف على انها فترة اشتداد الحر، وتنصرف فيها الشمس إلى الجنوب، وتكثر في ايامها العواصف الترابية، مع استمرار هبوب الرياح الشمالية المحملة بالغبار والأتربة (البوارح)، التي تمتاز بأنها رياح جافة حارة وغير مستقرة، تنشط على فترات وتبلغ ذروتها وسط النهار حتى منتصف شهر يوليو، وهي الفترة الجافة من فصل الصيف، ويبلغ في هذه المنزلة متوسط درجة الحرارة نهارا، إلى متوسط الأربعينات، في حين يستمر الليل بأخذ درجتين من النهار ( 9 دقائق )، حتى يبلغ طوله في نهايتها، وعرفت موسما تنضج خلاله الفواكه الصيفية، وباكورة الرطب في واحات المنطقة الشرقية، كما تعد ( الهقعة ) أول بارح الجوزاء، والمنزلة الثالثة من فصل الصيف.