تستمر موجات الغبار بالساحل الشرقي خلال 72 ساعة بإذن الله، ثم تنحسر تدريجيا يوم السبت المقبل، وتتحرك الرياح الشمالية (البوارح) خلال هذه الفترة بسرعات عالية، تبلغ اقصاها 40 كيلومترا في الساعة مؤديةً الى اثارة الغبار، وحالات من تدني مدى الرؤية الافقية، وبخاصة في شمال المنطقة وعلى الطرق السريعة بين المدن والمحافظات، وفي اتجاهات السفر الى دول الخليج العربي والمناطق الداخلية للمملكة، فيما تكون هذه الرياح عادةً من العوامل المباشرة في التخفيف من حدّة تعامد اشعة الشمس؛ بسبب الذرات الكثيفة العالقة في الجو، وبالتالي بعض التراجع في درجات الحرارة، ويُتوقع ان تسجل درجات منخفضة الى متوسط الاربعينيات في ساعة الظهيرة اليوم الخميس بالدمام، وهي أقل المستويات في مثل هذه الفترة من موسم الصيف، ويكون الطقس حار جدا ومرهقا ومشمسا بشكل عام، حيث تساعد رطوبة مرتفعة نسبيا الليلة في الاحساس بشدة الحرارة على الرغم من التراجع الملحوظ في الدرجات المسجلة. وبالمثل تكون الاجواء مغبرة في المنطقة الوسطى واجزاء من الغرب والمناطق الجنوبية، مع حرارة صيفية مرتفعة ورطوبة عالية، خاصة في المواقع المطلة على البحر الاحمر، كما تشهد المناطق الجبلية العالية أجواء معتدلة الى حارة نسبيا، وتتشكل السحب الركامية الرعدية على اجزاء من الجنوب الغربي تغطي السماء بمرتفعات الباحة وعسير، وهي المناطق التي تتهيأ لموسم الامطار خلال الايام المقبلة بمشيئة الله، ممتدة في التوقعات بهذا الموسم الى اجزاء من منطقة مكةالمكرمة، وطبقا لخبراء الطقس تشير التوقعات الى بداية الفترة الحاسمة للصيف بإذن الله، عندما تشتد سيطرة منخفض الهند الموسمي في أجواء المنطقة الشرقية خلال الاسبوع المقبل، والذي يعمل على ارتفاع درجات الحرارة الى معدلات قياسية، تزامنا مع بداية شهر الصوم الذي يشهد طول ساعات النهار. وفي سياق متصل، يرى خبير الطقس والفلك الدكتور عبدالله المسند، استاذ الجغرافية بجامعة القصيم، أن رمضان لهذا العام هو الاخير بفصل الصيف، والعام المقبل بإذن الله، يصادف فصل الربيع بعد 9 سنوات في المواسم الحارة، وهو شهر يجوب الفصول الأربعة خلال 33 سنة قمرية ليكمل دورة كاملة تقريباً، الذي يعني انه سوف يعود لفصل الصيف عام (1462ه)؛ وذلك بسبب أن السنة الهجرية القمرية أقصر من السنة الميلادية الشمسية بين 10- 12 يوماً، موضحا أن شهر رمضان يتقدم كل عام بمعدل 11 يوماً بالنسبة للسنة الميلادية، ومن جانب آخر فإن فصل الصيف يدخل في 21 يونيو من كل عام وفقاً لحركة الشمس الظاهرية، فلكيا، فيما لا ينسجم ذلك مع واقعنا في كثير من المتغيرات، والذي ينبغي أن يكون القياس وفقاً لاعتبارات طقسية وليس فلكية، بحيث تعتمد على عنصر درجة الحرارة، فمتى ما شعر الإنسان بالبرد فنحن بفصل الشتاء، ومتى ما شعر الإنسان بالاعتدال في درجة الحرارة فنحن في فصل الربيع أو فصل الخريف، ومتى ما شعر الإنسان بالحر نكون بفصل الصيف. من جهتهم، يوضح متابعو الأنواء ان ارتفاع مستوى الرطوبة بالسواحل هو المعني بأشد مستويات الحرارة، حيث يؤثر ذلك في الاحساس بدرجات اعلى من الفعلية، حيث تتمكّن مؤثرات العوامل الجوية خلال موسم الجوزاء من المنظومة المناخية، وهو المتوقع في الاسبوع الثاني من رمضان، كما تتميز فترة الجوزاء بارتفاع حرارة الأرض وبداية ارتفاع الرطوبة على السواحل، واستمرار هبوب الرياح الشمالية (البوارح)، التي ينشط معها الغبار مع بداية شروق الشمس، وتشتد مع الظهيرة، وتخف حدتها وتهدأ مع غروب الشمس، ومن ثم يترسب الغبار على الأشياء، وعند دخول (الهقعة) ضمن منزلتي الجوزاء في مطلع يوليو المقبل تكون شدة الحر وكثرة السَموم والعواصف، وارتفاع الرطوبة وحدوث بعض فترات السكون التامة للرياح، والهقعة تتمثل في ثلاثة نجوم شامية، وهي المنزلة الثالثة من منازل فصل الصيف وأول منزلة من منازل نوء الجوزاء وينضج فيها العنب والرطب وبواكير النخيل وتتوفر الفواكه الصيفية.