تستمر الرطوبة السطحية منخفضة في الساحل الشرقي حتى المنتصف من شهر الصيام، وتسجل تراجعا ملحوظا مطلع الاسبوع؛ نتيجة هبوب الرياح الشمالية في موجة جديدة للبوارح، التي تساعد ايضا على إعادة درجات الحرارة الى المعدلات الطبيعية على نحوٍ مؤقت بحسب خبراء الطقس، حيث تشير التوقعات الى مستويات حرارة عالية مع بداية موسم الجوزاء في طالع (الهقعة)، الذي يُصحب عادةً بارتفاع درجة الحرارة وشدة لسع الشمس، وحمو الأرض وزيادة الرطوبة على السواحل، مع نشاط رياح السموم التي تبلغ ذروتها في ساعات الظهيرة، وتخف حدتها وتهدأ مع غروب الشمس، مستمرةً في موسمها الثالث ابتداءً من اليوم السبت حتى 3 يوليو المقبل، وتعد من أشهر الظواهر الجوية الصيفية في منطقة الخليج العربي، وتتميز بهبوب رياح نشطة مثيرة لعواصف ترابية، وتشمل مناطق واسعة بما فيها المنطقة الشرقية والخليج العربي وجنوب إيران والعراق، وتمتد بنسب متفاوتة الى المناطق الداخلية في المملكة، كما تتأثر بها اجزاء من الساحل الغربي أحيانا، وذلك بسبب تعمق منخفض الهند الموسمي، وتعد ال10 الأيام القادمة ضمن فترة الاجواء الجافة، وتبلغ درجات الحرارة خلالها منتصف الاربعينات في المتوسط، ثم تلامس الخمسينيات المئوية في نهاية موسم البوارح. وفي سياق متصل، قال الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك: إن غدا الأحد الرابع من شهر رمضان المبارك هو النهار الأطول خلال العام، ويستمر خلال العشرة الأيام القادمة طول النهار وقصر الليل، فيما يكون يوم الثلاثاء السادس من رمضان أقصر وقت لفترة الإفطار، وسوف يظل كذلك لأسبوعين تقريبا، ويشتد الحر في الاسبوع القادم متزامنا بما يسمى (حر الإنصراف)، وهو الموسم الذي يقال فيه: لا حر إلا بعد الإنصراف، أي لا يأتينا الحر اللاهب إلا بعد ان تنصرف الشمس، وقال الدكتور الزعاق موضحا: إن من علامة اشتداد الحر على الأحساء بداية زراعة الرز الحساوي الهجين، وتستمر زراعته لعشرين يوما، وخلال هذه الأيام سنلاحظ كثرة النمل داخل المنازل، وهذا مؤشر على بداية اشتداد الحر، إذ إنها تهرب من الحرارة إلى الأماكن المظللة، مشيرا الى انه كلما تعمق شهر رمضان كلما زادت الحرارة، وشدتها لهذه السنة ستكون في أواخر شهر شوال وأوائل شهر ذي القعدة، وفي منتصف شهر الصيام سيحل علينا موسم الجوزاء الأولى والذي يقول العامة فيها «لا دخلت الجوزاء فاملأ (الحوزا) حوض النخل». من جهتهم، قال الفلكيون إن منزلة (الهقعة) تبدأ في 3 يوليو، ويسبق ظهور نجمها بعدة ايام في هذا العام، لدى البعض، وتعد الجوزاء الأولى، ومن أبرز الملامح الطبيعية في هذا النوء هو سيطرة منخفض الهند على أجواء المنطقة ويشتد الحر خلالها خلال فترة ما يسمى ب(جمرة القيظ) وكثرة السموم والعواصف وكثرة الغيوم المتجهة من الشرق إلى الغرب، وارتفاع الرطوبة، وحدوث بعض فترات السكون التامة للرياح، إضافة الى نضوج ووفرة الفواكه الصيفية وبواكير نخيل التمر، ويسود السواحل خلالها ارتفاع في درجة الحرارة وفي معدلات نسب الرطوبة وتستمر بشكل متكرر، والهقعة خواصها ثلاثة كواكب تشبه الأثافي، و(الأثافي) هي الحجارة التي توضع تحت القدر من ثلاث جهات، ويمثل المنزلة نجم من النجوم الشامية والمطر فيه نادر، وجاءت التسمية تشبيهاً بدائرة تكون في عنق الفرس، وهي المنزلة الثالثة من منازل فصل الصيف، وأول منازل نوء الجوزاء، وفيه يستمر قطع الأعشاب حتى نهايته وتغطى بورقها لئلا تفطرها الشمس، ويزرع فيها بعض الخضراوات والفواكه وينضج فيها العنب ويجب فيها التوقف عن ري أشجاره، وينصح فيها المزارعون بكثرة السقي مع تقصير فترات الري وعدم الإسراف في الماء.