امرأة تحمل طفلا رضيعا وتتسول في الشارع منتصف النهار والحرارة لا تقل عن 45 درجة، تستعطف الناس مستغلة ذلك الطفل بلا رحمة أم «ان كانت هي فعلا الأم» ولا شفقة بشر يخاف الله ومع ذلك تجد من يعطيها دون تفكير منه بانه يساهم في ذلك العمل الذي يفتقد لكل ماهو انساني. كثيرا ما ننقاد بسهولة عن طريق استغلال عواطفنا فنتصرف دون أن نفكر.. حتى أفسحنا المجال لكل من لديه المقدرة على احتراف تجييش المشاعر والتلاعب بالعواطف فامتلأت الساحة بالمتلونين ليكونوا هم المؤثرين ونبقى لهم مصدقين ولأهدافهم متعاطفين. البعض لا يحسن النظر إلا من زاوية واحدة للكثير من الأمور وينجر وراء العواطف مصدقا كل ما يسمع ومطبلا لكل مايقال ولا يحسب العواقب حتى لو أخذته العزة بالاثم!! في وسائل التواصل الاجتماعي هناك من ينجرف وراء الكثير من الوسوم أو ما هو متعارف عليه ب(الهاشتاق)، حيث يكون التفاعل والمشاركة لمجرد التنفيس الذي لا يحكمه لا مصداقية ولا وعي.. فقط لأن هناك من أثار المشاعر وتلاعب بالعواطف لتأتي الانفعالات والردود المشحونة بلا تحقق. في قنواتنا الفضائية الشعبية يتم تشويه الكثير من العادات والتقاليد بالخروج عن سياق العقل والمنطق بتأجيج المشاعر ليكون القبول لكل ما لا يقبل.. وما يتم من بعض الفضائيات والمنابر التي تستغل النفس الطائفي ليكون ذريعة لشحن المشاعر وتجييش عواطف المتلقي وتغييب عقله لأهداف خبيثة ينقاد لها البعض بحماس دون تفكير واع ليكون التطرف والإرهاب ومخالفة كل ما جاء به دين الرحمة. للأسف في واقعنا هناك من ينقاد لفئة جعلت من الدين وسيلة للتأثير على عواطف ومشاعر الخلق ليكون منها كل ما هو شاذ لا يمت للإسلام بعفوه ورحمته وبصيرته. نحن بحاجة لأن نتبع نهج الدين القويم الذي يوجه بأن نفكر ونتدبر ونعقل ونتعظ بعيدا عن الشعارات التي تثير العواطف وتحرك المشاعر لمن لا يشعرون بأنهم في غفلة عن كل ما حولهم حتى أنفسهم!!.