من سئم السياسة فليلجأ الى القلب .. ومن وجد قلبه مهموما فلينفض عنه همومه .. وما أقسى على المرء من الهموم عندما تجتاح القلب .. وتستقر في العقل .. وأحيانا نصنع هموماً لأنفسنا دون أن يكون لها واقع .. ونجعلها هاجسا يلاحقنا أينما كنا .. وما هي إلا وهم صنعناه من لاشيء. وقد سألت أصدقائي على التويتر والفيس بوك .. أيهما أهم .. القلب أم العقل .. منهم من قال القلب هو الأهم .. ومنهم من قال العقل هو الأهم .. ومنهم من أمسك العصا من المنتصف .. وقال العقل والقلب كلاهما يكمل الآخر .. فالعقل يفكر والقلب يقرر .. وهو مستوطن الأحاسيس والمشاعر. وهناك من يرى أن العقل والقلب لا يمكن أن يتحرك أحدهما دون الآخر .. وأنهما مرتبطان ارتباطا مباشرا ومؤثرا في الكثير من الأمور .. وما ينفذ الى العقل يستقر في القلب .. وما يشعر به القلب يعبر عنه العقل .. وهكذا.. وهناك من قال .. لولا وجود العقل الذي تكمن فيه مراكز العاطفة والاطمئنان والتفكير .. لما بعث اشاراته الى القلب . وقال البعض .. اذا ماتت خلايا العقل فلا فائدة في بقية الجسم .. واذا مات القلب ماتت جميع أعضاء الجسم .. لذا فنحن بحاجة الى الاثنين. وقد عبر بعض الاصدقاء بقوله تعالى (في قلوبهم مرض) .. وقال إن القلب محرك لكل الجسم والفكر .. وإن العقل عضو تقليدي مثل بقية الاعضاء لا فائدة له من دون القلب. وهناك من قال إن حاجتنا للقلب والعقل بنفس المستوى .. فالقلب مصدر الطمأنينة للعقل الذي يتخذ القرارات .. وهو مستقر الأمان ومقر المشاعر. وقال البعض .. أول ما خلق الله العقل .. وقد قيل إن الرجل يفكر بعقله والمرأة تفكر بقلبها .. لذلك جعل الله الطلاق بيد الرجل. ووصف البعض العلاقة بقوله : قلب بلا عقل حماقة .. وعقل بلا قلب جمود. وأقول .. إن القلب هو العاطفة .. والعقل هو الحكمة .. القلب هو الاستقرار والعقل صانع القرار .. القلب هو البيت والقلب مفتاحه .. لا يمكن أن تخترق قلب أحدهم ما لم تتسلل عبر عقله .. في القلب تستقر الأحاسيس والمشاعر والذكريات .. وفي العقل نسترجعها ونختار ما نريده وما لا نريده.. القلب والعقل .. هما قطبا المعادلة اللذان لا يمكن الاستغناء عن أحدهما .. أو التقليل من أهميته .. في الحياة .. وفي الحب .. وفي الأحاسيس والمشاعر .. دامت قلوبكم عامرة بالطمأنينة .. وعقولكم نيرة .. ودمتم سالمين.