بتوجيه من قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لدعم العلاقات السعودية الروسية في كافة المجالات بدأت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزيرالدفاع أول أمس الى روسيا؛ لبحث مختلف أوجه التعاون المثمر بين المملكة وروسيا الاتحادية في مسارات عديدة لعل أهمها تنشيط التبادلات التجارية ودعمها. والعلاقات بين البلدين ليست جديدة في حد ذاتها فهي راسخة وقديمة وتعود بداياتها الى عام 1926م، حيث اعترف الاتحاد السوفيتي آنذاك بالمملكة بعد توحيد أركانها على الكتاب والسنة ليصبح الاتحاد السوفيتي -روسيا الحالية- أول دولة في العالم تعترف بقيام المملكة، وتبعا لذلك فقد ارتفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين حيث تحولت القنصلية السوفيتية في جدة الى سفارة عام 1930م. وتلك العلاقات التاريخية الاقتصادية التي بدأت بين المملكة وروسيا منذ نحو خمسة وثمانين عاما تزداد مع مضي الوقت رسوخا وتناميا لاسيما في المجالات التجارية تحديدا، حيث من المتوقع أن يرتفع التبادل التجاري بين البلدين الصديقين الى عشرة مليارات دولار حتى عام 2025م، مما يؤكد على عمق العلاقات السعودية الروسية واستمرارية العمل على تصاعدها وتطويرها على جميع الأصعدة لاسيما على صعيد الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين. والطموحات الكبرى التي تراود القيادتين بإمكانية زيادة التعاون بين البلدين دفعت القيادة الرشيدة بالمملكة استجابة لدعوة الحكومة الروسية بتنظيم الزيارة التي يقوم بها حاليا سمو ولي ولي العهد لروسيا لتفعيل تلك الطموحات ودفع مساراتها في كل الاتجاهات للوصول الى أقصى غايات وأهداف التعاون المثمر بين البلدين بما يعود على الشعبين الصديقين بمنافع عديدة. ولا شك أن التعاون السعودي - الروسي بين البلدين شهد تطورا ملحوظا في السنوات العشر الأخيرة لاسيما في مجال الاستثمار والتبادل التجاري، غير أن الطموحات التي تراود القيادتين السعودية والروسية تستهدف زيادة حجم التعاون وتفعيله ليصل الى مستويات أعلى، لاسيما أن جمهورية روسيا الاتحادية تتمتع باقتصاد قوي ومتين بما يدفع الى تحقيق شراكات سعودية روسية لرفع التبادل التجاري بين البلدين وتنمية مجالاته. وثمة فرص متعددة لإمكانية زيادة التعاون بين البلدين في عدة مجالات حيوية بما فيها المجال الاستثماري والتجاري، فالفرص مواتية ومتاحة لإنشاء شراكات استراتيجية بين البلدين الصديقين بما يزيد من زخم التعاون الوطيد بينهما، ويفتح مجالا واسعا لزيادة وتيرة التعاون المثمر بينهما لما فيه تحقيق المصالح العليا للبلدين مما يتيح أفضل السبل لصناعة مستقبل واعد من التعاون المأمول بين البلدين. ولعل الزيارة الحالية التي يقوم بها سمو ولي ولي العهد لروسيا تذكر بالزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- لموسكو عام 2003م عندما كان وليا للعهد، حيث رسمت تلك الزيارة الهامة جملة من الخطوط العريضة التي كان من شأنها دعم العلاقات التاريخية التي تربط البلدين في كافة مجالات التعاون، وقد أسفرت تلك الزيارة عن توقيع الاتفاقية المعهودة للتعاون العلمي والتقني بين البلدين. وبما أن روسيا تعد من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم فإن التعاون بينها وبين المملكة سوف يرمي الى دعم السياسة النفطية المشتركة بين البلدين؛ للحفاظ على أسعار متوازنة وعادلة للنفط، وسوف يؤدي التعاون بين البلدين في هذا المجال الحيوي الى استقرار أسواق النفط العالمية والحيلولة دون حدوث التذبذبات السعرية المؤثرة على تلك الأسواق، والمؤثرة بالتالي على اقتصاديات الدول النامية على وجه التحديد. ويبدو أن العلاقات السعودية الروسية في شتى المجالات سوف تشهد مزيدا من التطور خلال السنوات المقبلة سواء فيما يتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري، أو ما له علاقة بدعم مسارات التعاون المثمر في شتى المجالات الاقتصادية المختلفة، وهو أمر سوف يعود على البلدين الصديقين بخيرات وفيرة وإنجازات باهرة، لاسيما أن العلاقات بين البلدين الصديقين متميزة وقوية في شتى مجالات التعاون واتجاهاته. * كاتب وإعلامي