انطلقت المراهنات الكروية في أوروبا أواخر السبعينيات تقريباً، حيث أصبحت مكاتب المراهنات سابقاً ذات صبغة شرعية وقانونية في المنظومة الكروية الأوروبية والعالمية، لتتنقّل هذه المكاتب إلى عدّة مراحل، لتصبح تلك المكاتب الصغيرة والمتواضعة في غضون أربعة عقود فقط كبرى شركات أوروبا، كشركة «بيفين» التي كان يتزيّن بها قميص ريال مدريد كراعٍ رسمي للفريق، وشركة «ليسبلاي» الراعي الرسمي لفريق لاتسيو الإيطالي، وكل تلك الأموال المدفوعة والمكتسبة لتلك الشركات كانت عن طريق المراهنات المالية على مختلف الرياضات وبخاصة لعبة كرة القدم. وتختلف تلك المكاتب وشركات المراهنة فيما بينها من حيث المكافآت واحتمالات الفوز والرهان وخلافه، وكل ذلك يقدّم في صورة جميلة من الظاهر للراغبين بالمراهنة، غير أنها تحمّل في طيّاتها الديون والإفلاس لهؤلاء المتراهنين، حيث أصبحت تلك الشركات لا تستهدف الجمهور الرياضي فحسب، بل إنها طالت كبار اللاعبين في أوروبا والعالم على وجه التحديد، ولتتلطّخ سمعة هؤلاء النجوم بهذه الشركات لتصل إلى الإيقاف عن ممارسة اللعبة أو الشطب أو الحظر أو السجن، بل وقد وصلت أحياناً إلى القتل كما يذكر الجميع حادثة نجم منتخب كولومبيا إيسكوبار حينما قتل في الولايات المتحدّة الأمريكية بعد هدفه في مرمى منتخب بلاده، لتقوم المافيا الكولومبية باغتياله بسبب خسارتهم لملايين الدولارات من شركات المراهنة آنذاك. وتعتبر بطولات كأس العالم وكأس أمم أوروبا لكرة القدم ودوري أبطال أوروبا أبرز الأحداث الرياضية، التي تنتظرها شركات المراهنات بفارغ الصبر من أجل زيادة الغلّة من قبل المراهنين، وبارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في كأس أمم أوروبا 2016 بفرنسا من 16 منتخبا إلى 24، فإن تلك الشركات في انتظار عوائد مالية هي الأضخم في تاريخ هذه المسابقة.