أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان برنامج تنمية الموارد البشرية إيمانا منه بأهمية العنصر البشري في المنظمات الحكومية وضرورة مواكبة التحولات والتطورات العصرية، لان العنصر البشرى بمثابة رأس المال الفكري الذي يفكر ويتوقع ويخطط ويدير كل العمليات والأنشطة، لذا فإن تطبيق الإدارة الاستراتيجية ينبغي أن ينطلق من إدارة الموارد البشرية قبل غيرها، من اجل استثمار الطاقات البشرية ذات الكفاءة والفاعلية لرسم الاستراتيجيات الادارية المختلفة، وفى ضوء ارشادات خادم الحرمين وتوجهاته تم التوجه بكافة مجهودات الخدمة المدنية نحو تحقيق الهدف بالتركيز على أهمية توفير الكوادر البشرية لكافة الوزارات، لذا يسعى برنامج الملك سلمان الى تعظيم العائد من الأداء البشرى ورفع مستويات الأداء الى أعلى مستوى في ظل انطلاقة غير مسبوقة برؤية استراتيجية طموحة عبر وزارة الخدمة المدنية تستهدف الارتقاء بمستويات الأداء لرأس المال البشري في كافة القطاع الحكومي والوزارات والمؤسسات سعيا الى تحقيق أعلى مستويات جودة الأداء من منظور الكفاءة والفاعلية لخدمة المواطن السعودي بأسلوب جديد يتواكب مع مفهوم الرفاهة الاجتماعية وتحقيق كافة سبل الرعاية والخدمة التي تستهدف تحقيق رضاء العملاء بمقاييس عالمية. إن برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية يعد صحوة ادارية سوف تسهم في تغير العديد من المفاهيم التي ظلت عاقلة بالقطاع الحكومي لفترة طويلة، فهذا البرنامج لا يعرف الروتين والبيروقراطية، بل هذا البرنامج يتسم بالنزاهة والشفافية والمرونة والرؤية المستقبلية التي تتطلع الى صياغة براقة لكافة اجراءات العمل بالمؤسسات الحكومية في كل الوزارات بالمملكة، فهي تتضمن استقطاب القيادات المبدعة والقادرة على الابداع ذات الكفاءة مع مظلة عامة تستهدف تدريب الموظفين الحاليين في جميع المؤسسات والوزارات بمنظور متطور وسياقات تدريبية اكثر حداثة، بما يتضمن طرح المنظومات الحديثة وما تنطوي عليه من مفاهيم وعمليات ادارية حديثة ونماذج للممارسات لتنمية الموارد البشرية وادارتها وتشغيلها مع شرح الأساليب الحديثة لبناء الجدارات الوظيفية والتخطيط والتشغيل الاستراتيجي. ويتسم برنامج خادم الحرمين الشريفين بالحرص على تطوير المنظومة التقنية والتكنولوجية في كافة الوزارات والمؤسسات وأهمية تدريب كافة الموارد البشرية العاملة بتلك الوزارات والمؤسسات على كيفية استخدامها وتحقيق الأهداف الاستراتيجية لايصال الخدمة بالمستوى المطلوب لمستحقيها من ابناء الوطن. وقد طرح في اطار ذات السياق العديد من الادلة الارشادية للعمليات الاجرائية والتشغيلية لرفع جودة أداء الموظف الحكومي وإنتاجيته في العمل وتطوير بيئة العمل ووضع سياسات وإجراءات واضحة لتطبيق مفهوم الموارد البشرية وإعداد وبناء القادة من الصف الثاني، والحقيقة ان بناء ادارة للموارد البشرية تتولى مسؤولية المتابعة والتشغيل للبرنامج بكافة الوزارات بالتعاون مع وزارة الخدمة المدنية يعد دليلا على توافر منظومة متخصصة وادارة واعية للكيفية التي يمكن بها تحقيق أهداف البرنامج. وقد طرحت تلك الادارة المتخصصة العديد من الورش التدريبية وورش العمل في عدد من الوزارات التي تستهدف تدريب الموظفين على الاداءات الحديثة للعمل كل وفق تخصصه. كما تم طرح وانشاء وحدات ادارية جديدة تحت مظلة ادارة الموارد البشرية مثل ادارة تطوير الموارد البشرية وإدارة التواصل الداخلي من أجل التطوير والتحديث في مسارات العمل. ويتضح من خلال المراحل الاولى لتنفيذ البرنامج مدى الالتزام بالنزاهة والشفافية خاصة فيما يتعلق باستقطاب واختيار الموظفين لتحقيق العدالة والموضوعية في إجراءات التوظيف وحتى أساليب الترقي سوف تتم عبر الاستخدام الإلكتروني في ظل تحديد مسارات وظيفية محددة واضحة ومنظمة، وان أهداف هذا البرنامج باتت واضحة جلية. فقد بات واضحا اننا نحو طريق اكثر أملا، اكثر ابداعا، فنحن نتجه نحو ثقافة ادارية اكثر اشراقا ونهج مستقبلي اكثر ابداعا، وهذا البرنامج يجعلنا نحلم بتطلعات جديدة لنجد ان منظومة العمل في كافة الوزارات تكتسي ثوبا جديدا براقا يبهر أبناء الوطن بمسارات مرنة.