? ? يجزم أصدقائي النصراويون بأن الكأس في هذا المساء الجداوي الرياضي الكبير ستكون لهم، وأنهم أعدوا دولابًا خاصًا للكأس الملكية ليعوض موسمهم الباهت، بل إنهم بالغوا في التفاؤل في التأكيد على أن الأزمة النصراوية الطاحنة لن تكون لها انعكاسات سلبية على اللاعبين، في الوقت الذي يشعر فيه الأهلاويون بعلو كعبهم وأنهم شربوا من كأس (النصر) طويلًا، وسيطروا على جل المناسبات، التي تجمعهم بمنافسهم النصر في السنوات الأخيرة، ولكن هذا التفوق لن يشفع لهم بتكرار ذلك التفوق ما لم يكن الفريق الأخضر في مستواه، الذي كان عليه في مسابقة دوري جميل، وأن يتحرر من نرجسية البطل ويخرج من منصة أفراحه لكون المنافس فريقًا قويًا ويملك من العناصر والأدوات ما يجعله مرشحًا أيضًا للظفر بكأس المليك الغالي، فالأهلي الذي يدخل النهائي بطموح الجمع بين الدوري والكأس -كما فعل ذلك مرتين في تاريخه مدعومًا بالوجود على أرضه وبين جماهيره- يجابه رغبة النصر في إنقاذ موسمه وإطفاء أزمته المتصاعدة ونزاعاته الشرفية الرامية لتحديد مستقبل النصر قبل تحديد وجهة الكأس، وهذه النزاعات في ظن أغلب النصراويين لن تؤثر على الوضع المعنوي أمام بطل الدوري والفريق الأقوى هذا الموسم..! ? ? في أزهى عصور الناديين غنى طلال مداح -يرحمه الله- للأهلي (بطل الدوري وبطل الكأس)، وغنى للنصر (أحبك يا نصر) كان حينها الناديان يسيطران على الساحة الكروية، ويقدمان أفضل العروض والنجوم، ورغم الفوارق هذا الموسم في المستوى والإمكانات إلا أن مباريات النهائي لا تخضع عادةً للتوقعات والترشيحات، فكل الاحتمالات واردة في عالم كرة القدم، الذي لا يعترف بالأفضلية والتفوق بقدر ما يعترف بالجد والبذل تسعين دقيقة، وفي النهاية يفرح مَنْ قدم المهر الغالي للكأس الغالية، فقد يشرب الأهلي من كأس النصر مجددًا متى ما استعاد سيناريو ليلة الهلال واكتمال بدر (الدوري)، ولعل تصوير النصر في هذه المرحلة بالرجل المريض الذي يعاني من العلل والديون ربما يكون تشخيصًا صحيحًا وواقعيًا قد يستفيد منه النصراويون في مواجهة عنفوان الأهلي، وورقة رابحة قد تفاجئ الأهلي في النهائي فيصحو على كابوس ما لم يتدارك الأهلاويون هذا الأمر باحترام النصر وإمكاناته حتى إن كان الأهلي مسيطرًا على مواجهاته مع النصر في الفترة الأخيرة.. ? ? هذه ليلتي وحلم حياتي.. عبارة يرددها الأهلاويون والنصراويون خاصة، والرياضيون عامة في ليلة الرعاية الملكية الكريمة لختام الموسم الرياضي الطويل، فيما تتجلى الكأس الغالية كنجمة ساطعة في هذا المساء يطمح الملكي والعالمي في الوصول إليها والظفر وإسعاد جماهيرهم بها، فما أجملها من فرحة أن يضيف الأهلي الكأس للدوري ليثبت أنه الفريق الأقوى والأجدر هذا الموسم، وما أجمل أن يمسح النصر إخفاقاته وموسمه الباهت ببطولة تعيد الثقة في إدارة كحيلان وتزيح عن كاهلها هموم الانتقادات.. ? ? النصراويون يخشون السومة وإبداعاته أمام كل ما هو أصفر أو أزرق أو كلاهما معًا، ويخشون أن يلج مرماهم الهدف المبكر، الذي إن حدث سيحيل المباراة إلى مهرجان من الأهداف، وقد حدث ذلك معهم مرات عديدة، والأهلاويون يخشون مهارة الفريدي ومفاجأة النصر أمام جماهيرهم، التي ستقف معهم وفي ذاكرتها نهائي الأربعة وليلة المواساة الملكية عندما أوجز الملك عبدالله -رحمه الله- حال النصر بقوله (جيد أنكم أحرزتم هدفًا)..! ? ? الأهلي والنصر عنوان كبير لنهائي ملكي مثير منتظر يحتمل كل التوقعات.. يا أخضر، يا أصفر..!