24 ساعة وقد تزيد ساعات قليلة، ويكون الكل على موعد استثنائي «خالص» .. المكان.. جنوب عروس البحر الأحمر.. وتحديدا في درة ذلك الجنوب المسماة «ستاد الأمير عبدالله الفيصل» .. الوقت مساء الجمعة .. والحدث قد تتعدد عناوينه وصفاته.. ففي ذلك المكان وفي ذلك المساء سنكون موعودين بأكثر من مناسبة .. ولعل الوعد الأهم لن غير لقاء الأب الراعي.. المحب والمحبوب.. الملك الإنسان «عبدالله» بالأبناء المحسودين على حضورهم «موعد الحب» .. يحضر الوالد لرعاية ختام الموسم الرياضي .. وتتويج بطل الأبطال على كأسه الغالية .. التي سيتنافس للظفر بها «نصر» يرغب في جمع الاسم مع المسمى و«أهلي» يرفض أن يرحله عن داره وأهله .. حينما سنتحدث عن المواجهة ستكثر الاستثناءات والمفارقات فالحديث هنا عن نزال يأتي فيه الضيف «النصر» وفي عينه إصرار يوازي سنين عجافا في أن يكتب عهدا جديدا مع البطولة تكون بداية حروفه «البطولة الأغلى» ويعي كل من ينتمي له أنها فرصة «ذهبية» من الصعب تكرارها. بينما يدخل الأهلاويون المواجهة بأكثر من هدف، فهم المدافعون عن كأس لازال بحوزتهم.. وهم الذين سطروا أجمل الفنون الكروية هذا الموسم ويحتاجون لنهاية توازي تلك الفنون.. وهم أخيرا أصحاب الضيافة ولن ترضى جماهيرهم عن الكأس إلا الكأس.. النصر يأتي إلى المواجهة بعد أن قدم للأهلي «رسائل تهديد لا مباشرة»، حيث بدأ «قفز الحواجز» بالحاجز الأكبر هذا الموسم وبطل الدوري «الشباب» الذي كسر عنفوانه ذهابا وإيابا ليواجه الفتح الذي كان العامل الأقوى في حرمان الأهلي لقب الدوري ويتجاوزه في مجموع المباراتين ويصل النهائي عن جدارة.. فيما يدخل الأهلي مباراة الجمعة بعد اجتياز حصان الدوري الأسود «الفيصلي» بطريقة ونتيجة عبرت عن تعريف فرقة الرعب الخضراء، ليصطدم بالزعيم «الهلال» ويقدم في الدرة عرضا فنيا افتقدته الكرة السعودية منذ زمن ويغادر الرياض بفوز جدير كاد أن يكرره في جدة لولا الحظ، الذي لم يمنعه من الوصول إلى ختام «الأبطال» الذي سبقته مباراة آسيوية صعبة في طهران الإيرانية قلل مدرب الأهلي من مدى تأثيرها .. طموح وخبر ة جاروليم يبقى متفوقا على ماتورانا بحكم الفترة التي قضاها مع الأهلي حيث أن المدرب الكولمبي لم يتعاقد معه النصراويون إلا منتصف الموسم وبرغم ذلك تمكن من عمل خلطة فنية جميلة كان نتاجها الوصول إلى النهائي، فيما كان جاروليم الأميز حضورا وتألقا للفرقة الخضراء التي قدمت معه كل شيء هذا الموسم إلا التتويج. الشباب بين الخشبات الثلاث يتصدى لحراسة المرمى الأهلاوي الحارس الشاب عبدالله المعيوف الذي قدم في المباريات الأخيرة مع الفريق مستويات لافتة أكدت لمحبي الأهلي أن الحراسة الخضراء بخير. في المقابل يخشى النصراويون اهتزاز الأداء الذي يعيب حارس فريقهم عبدالله العنزي الذي يتراوح من مباراة إلى أخرى بين جيد وسيىء، وقد يقدم المطلوب منه ويتألق في نهائي الجمعة. والخبرة في «الحسّاسة» في منطقة الدفاع «المنطقة الحساسة» تميل الكفة للأهلي الذي يمتاز بتفاهم أفراده حتى إن تغيرت الأسماء من مباراة لأخرى فبالمينو وكامل الموسى شكلا ثنائيا متميزا في آخر المواجهات والتميز ينطبق على أظهرة الفريق «المر» و«منصور»، فيما يظل حسين عبدالغني القائد المحنك في النصر سرّ المنطقة الخلفية وهو العالم بخفايا الأهلي أكثر من غيره بحكم السنين الطويلة التي قضاها داخل القلعة ويشاركه ذات الخاصية محمد عيد إضافة ضالة النصر في الظهير الأيمن خالد الغامدي ويوسف خميس يسارا. وسط ناري وفي الوسط «منطقة العمليات» يتميز في الأهلي قائده الفعلي تيسير الجاسم ورمانة الأهلي كماتشو وأمامهم «النحلة» عبدالرحيم جيزاوي الذي يقدم أوج ألقه أخيرا، يبرز في ذات المنطقة نصراويا خالد الزيلعي والغالب إبراهيم ويتقدمهم سعود حمود الذي بدأ يجد نفسه أخيرا. هجوم ضارب وفي الهجوم «منطقة الإبداع» يطغى الهجوم الأهلاوي على النصر لما يمتلكه من أسماء ذات ثقل كبير، حيث نتحدث هنا عن هداف الدوري البرازيلي فيكتور ووصيفه العماني عماد الحوسني، بينما يظل السهلاوي مبدعا وحيدا في النصر مع حضور متقطع للحاج بوقاش الذي استعان به الفريق الأصفر منتصف الموسم، فيما لازال مالك يبحث عن ذلك المهاجم «الهالك» للخصوم في زمن مضى. مجانين يتحدون الشمس لن يكون منظر اكثر روعة من تلك اللوحة التي سيتناوب على تلوينها مجانين الأهلي وأضواء الشمس، وبحق كانوا السمة الأبرز والأمتع والأكثر تأثيرا على مستوى جماهير الفرق ككل، وأعطوا مثالا فاعلا للتشجيع، الحب، والانتماء، ليجعلوا الجميع ينتظر ويترقب ما سيتم رسمه في مدرجات ستاد الأمير عبدالله الفيصل «درة جنوبجدة». الخلاصة أننا على موعد «استثنائي» مع مباراة «استثنائية» وبحضور «استثنائي» تحت رعاية ملك «استثنائي»، ومع كل تلك الاستثناءات يبقى الأهم أن يأتي ختام الموسم الكروي «مسكا» يفوح في حضرة «ملك».