في الوقت الذي يربط فيه البعض تراجع مستوى الرياضة السعودية فنيا مع المبالغة في عقود اللاعبين، مما انعكس على النتائج الخارجية والانجازات حتى باتت المشاركات السعودية خجولة لا ترتقي إلى تحقيق تطلعات الجماهير السعودية التي «هجرت مدرج المنتخب» خلال الفترات الماضية بل أصبح دعمها وتشجيعها للنادي أكثر من المنتخب بشكل «محزن وغريب». الخلاصة من الحديث والذي أعني به اللاعبين في المقام الأول وتراجع مستوياتهم الفنية بشكل «مخيف» حتى أصبحوا «أجسادا بلا روح» داخل المستطيل الأخضر، بل باتوا غير قادرين على التحرك في أرجاء الملعب والتنقل بالشكل الطبيعي الذي كانوا عليه في السابق قبل دخولهم في عالم الشهرة والنجومية ومطاردة الجماهير والإعلام لهم. نماذج «تمرد وتراجع» عطاءات اللاعبين عديدة ولا يمكن حصرها في زوايا معينة، والادهى والأمر في هذه القضية أن الحديث عنها لا يمكن أن يضيف شيئا جديدا إلى هذه القضية، لان هناك من سبق وأن «وضع يديه على تلك الجروح» ولكن دون جدوى لان الجميع للأسف بات لا يريد الحل. ولكن دعوني أطرق باب «ناديين كبيرين غريمين وجارين» هما الهلال والنصر وما قدماه في الموسم الحالي على الرغم من اختلاف المقارنة فيما بينهما، فالأول وأقصد به الهلال حقق هذا الموسم بطولتين وهما كأس السوبر اللندني والبطولة المحببة كأس ولي العهد ولكن المعروف عن الهلاليين أنهم تعودوا على ذلك بل أن هذا الأمر لا يكفيهم في كل موسم ويبحثون فيه عن تحقيق لقب دوري جميل للمحترفين لكرة القدم الذي كان الفريق قريبا من تحقيقه وسط منافسة الفريق الأهلي الذي توج بلقبه، بالاضافة إلى توديع دوري أبطال آسيا بطريقة لا تليق بحجم الفريق الهلالي، أما في الطرف الآخر الفريق النصراوي الذي كان «بعيدا عن أن يسمى ما يقدمه لاعبه بلمسات كرة القدم». الهلال والنصر هما نموذجان لتشبع لاعبي كرة القدم من اللعبة «وعجزهم» عن تقديم ما يشفع لهم في المحافظة على النجومية التي اكتسبوها في بدايتهم مع أنديتهم، فالهلال الذي ساهم لاعبوه مع المدرب «المطرود دونيس» في توديع البطولة الآسيوية ودوري جميل للمحترفين لكرة القدم غريب وقلتها سابقاً ان توديع البطولة خير للفريق من الاستمرار الذي ستكون النتائج من خلاله مفجعة للجماهير، أما النصر فلاعبوه بتصوري هم من رسموا «روح الانهزامية» لأنفسهم بعد أن تخلوا عن تواجدهم الملفت للانتباه في هذا الموسم.