تتراجع سرعة الرياح نسبيا اليوم، وتستمر شمالية ومتغيرة الاتجاه، في المنطقتين الوسطى والشرقية خلال 48 ساعة، بإذن الله، كما تبدأ درجات الحرارة بالزيادة الملحوظة، مقارنة بالتراجع المحسوس في اليومين الماضيين. ويكون الطقس حاراً وجافاً بشكل عام في معظم المناطق، مع احتمال أمطار محدودة على المرتفعات الجنوبية الغربية، وتنخفض درجات الحرارة مجددا، على المناطق الشمالية الغربية من المملكة، اعتبارا من اليوم، مع نشاط الرياح الشمالية الغربية المثيرة للغبار، وذلك بسبب اندفاع كتلة هوائية رطبة وتميل للبرودة نحو حوض شرق المتوسط وبلاد الشام، مصحوبة بتساقط زخات الأمطار المتفرقة والأجواء الباردة المتوقعة بمشيئة الله تعالى، خلال 24 ساعة القادمة. ويتبع ذلك انحسار تأثير هذه الكتلة، يوم الخميس، فترتفع درجات الحرارة مجددا لتقترب من معدلاتها العامة في مثل هذا الوقت من العام، في حين تعود هجمة الرياح قوية، يوم الأربعاء، على أجزاء واسعة، تشمل شرق وبعض مناطق السعودية ممتدة إلى دول الخليج العربي والعراق. وفي التوقعات للفترة القريبة القادمة، يتزامن شهر الصيام لهذا العام مع مربعانية القيظ، وتعرف بدايتها بمؤشر تقريبي، عند ظهور نجوم الثريا في الأسبوع الأول من يونيو، مصاحبا لذروة نشاط (البوارح)، حيث تشتد الرياح الشمالية على فترات متقاربة. ويساعد ذلك في بعض التخفيف من لهيب الحرارة، بنسبة تصل إلى 20 بالمائة طبقا لتقديرات المختصين في الطقس، باعتبار أن الرياح وما تحملة من ذرات الغبار، يؤدي إلى كسر أشعة الشمس بالإضافة إلى الحد من زيادة الرطوبة، حتى موعد ما يعرف ب(الانقلاب الصيفي)، الذي يعني بداية فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وتصل الشمس إلى أقصى نقطة لها باتجاه الشمال، وتكون ساعات النهار أطول من ساعات الليل، والشمس تشرق وتغرب في أقصى الشمال، والسبب في ذلك أن الأرض تدور حول الشمس ومائلة حول محور دورانها حول نفسها بمقدار 23 درجة ونصف درجة، في حين يحدث العكس في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية جنوب خط الاستواء، ويكون هذا اليوم في الثلث الأخير من شهر يونيو المقبل، موافقا لمنتصف رمضان، إن شاء الله. وفي سياق متصل، كانت إشارة الدكتور خالد الزعاق، عضو الجمعية العربية لعلوم الفضاء والفلك، إلى أن مربعانية القيظ تستمر لمدة أربعين يوماً، وفيها يبدأ الحر اللاهب فتوقد الشمس نارها وتنكي أوارها، وتشتعل جمرة القيظ في الهاجرة. وأضاف: إن في موسمها العديد من المتغيرات، فينتهي الموسم الطبيعي لنزول الأمطار على المناطق الشمالية والشرقية والوسطى من المملكة، ويبدأ البحر ينشر رداء الرطوبة تدريجيا على سواحل الخليج والمناطق الساحلية الغربية، وبدخولها يكون فصل الصيف الحار قد بدأ فعلاً. ويتمثل ذلك بهبوب رياح شمالية غربية مشوبة بالسموم أحيانا، غير رتيبة في أول موسمها مع كثرة الزوابع الترابية، ثم تمتاز بالرتابة حيث تهب الرياح مع طلوع الشمس ويشتد عصفها بالتدريج مع اشتداد الحرارة، ثم تهدأ مع غياب الشمس ويترسب الغبار على الأشياء، وسوف ترتفع درجات الحرارة لأعلى مستوياتها في نهاية موسم المربعانية، إن شاء الله. وفي أول المربعانية موسم (طباخ العنب)، حيث يبدأ العنب بالنضج، وكذلك التين، أما في منتصف مربعانية القيظ، فينعدم الظل وتتعامد أشعة الشمس، وتبدأ الأرض تنفث وتشعشع ما في جوفها من حرارة، فيبلغ النهار طوله والليل قصره، وهو موسم (حر الانصراف)، الذي يقال فيه لا حر إلا بعد الانصراف ولا برد إلا بعد الانصراف، حيث يشتد الحر بالتدريج، وتبلغ درجة الحرارة حد الإرهاق إلى مستويات لا تطاق، وخاصة إذا سكنت الريح وتخلقت السحب الكاتمة للجو. وفي نهاية مربعانية القيظ، تكون الأرض في أبعد نقطة لها من الشمس، بما يسمى بالأوج الأرضي، ويخبو سطوعها بسبب الغبار العالق ويبدأ نضج النخيل، وتسمية المربعانية لأن مدتها أربعون يوماً، والمربعانية اثنتان مربعانية القيظ ومربعانية الشتاء، فمربعانية القيظ تبدأ بطلوع نوء الثريا وتستمر لثلاثة منازل (الثرياء والدبران والهقعة)، وكل نوء ثلاثة عشر يوماً، أما مربعانية الشتاء فتبدأ بنوء الإكليل، ولها من الأنواء (الإكليل والقلب والشولة).