لست هنا بصدد التوجيه والإرشاد فذاك شأن العارفين في مجالهم وإن كان التخطيط هو أس الحياة ليتحقق الهدف سواء في أمور الدنيا وما بعدها.. ولكن ما أود الحديث عنه هو ذلك التخطيط الذي يعني تجنب العشوائية التي يعانيها الأحياء في واقعنا عندما يودعون موتاهم بدءا من الازدحام في مواقف المساجد التي يتم الصلاه فيها على الجنازة لمحدودية مواقف السيارات وما يصاحب ذلك من عشوائية وازدواجية في حركة السيارات وعدم التقيد بالنظام حيث لا وجود للتنظيم.. ومرد ذلك كون تلك المساجد من الاساس غير مهيأة من حيث الطاقة الاستيعابية لوقوف السيارات لأنها أقيمت داخل الاحياء المزدحمة أو على طرق رئيسية.. وتستمر المعاناه في حركة المشيعين للوصول إلى موقع المقبرة لبعد المسافة نسبيا والازدحام في الشوارع حيث يستعجل الناس لمن يصل اولا.. وفي المقبرة يعود المشهد مجددا في الازدحام للسيارات ووقوفها بطرق عشوائية.. الجميع يريد أن يقف بسيارته قريبا من مكان الدفن.. وعندما تكون هناك أكثر من جنازة يحتار الناس الى اين يتجهون لأن الدفن يكون في أماكن متباعدة.. ويتجمهر المشيعون على هيئة كتل بشرية كل في عجلة من امره ويريد المشاركة والقيام بالواجب ومنهم من ينتهك بدون قصد حرمات القبور بالمرورعليها. وفي الأحوال الجوية السيئة وخاصة في فصل الصيف يعاني الجميع لعدم وجود ما يستظلون به فلو تم إيجاد ما يساعد حتى ولو كان بصفة مؤقتة بأن يتم ازاحته بعد انتهاء الحدث (إلا إن كان هناك مانع شرعي) فالرأي لمن هم أهل له.. ما اود ان اصل إليه هنا هو أنه لم يستحكم الأفق علينا حتى لا نتمكن من التفكير والتخطيط بإيجاد ما يمكن أن ييسر ويسهل على الناس بعيدا عن المعاناة والعشوائية في أمر من أمور حياتنا.. وفي ذلك نعول على المختصين من المهندسين في أمانة الدمام وكليات الهندسة والعمارة والتخطيط في جامعاتنا وهيئة المهندسين والجهات المعنية في الأمور الإرشادية والدينية والمرور.. والموضوع لا يحتاج إلى عصف ذهني لتأتي الحلول بقدر ما نقر به جميعا لمعاناة حلها في عدم استمرارها بمحدودية المساجد التى يصلى فيها على الجنائز داخل الاحياء المزدحمة وبعدها عن المقبرة علما بأن مقبرة الدمام حاليا تقل طاقتها الاستيعابية بشكل مستمر.. وان اشكلت الحلول فلا ننسى أن هناك الكثير من أهل الخير ممن يتمنون الدعم والبذل والعطاء وهم كثر والحمد لله.. فقط أرجو ألا يكون خوفنا وتجاهلنا للموت هو نفس السبب لاستمرار المعاناة!!