نسبة حوادث المعلمات في تنامٍ والنقل المدرسي مكانك سر، والمسؤول عنه جهتان فقط هما وزارة التعليم ووزارة النقل، ماذا قدمتا حتى الآن من حلول للمشكلة؟ أغلب المعلمات والمعلمين في الأماكن النائية لا تتوافر لهم مواصلات ولذلك يتجمع عدد من المعلمات ويستأجرن (باص أو صالون سيدان) والسائق وافد ويعمل لحسابه الخاص غالبا ويأخذ اشتراكا شهريا وقد يزيد حسب قرب أو بعد المكان والمرور وأمن الطرق في إجازة مفتوحة من تطبيق النظام على المركبات والسرعة واهلية السائق والضحية المعلمات. في هذه الأيام ونحن نعيش أيام الاختبارات فإن معلمات الابتدائي يحضرن للمدارس منذ أسبوعين لأجل توقيع الحضور والانصراف فقط، ويُعّرضن حياتهن للخطر من أجل التوقيع، شيء محزن جدا ومؤلم كثرة حوادث المعلمات والوفيات والمحزن اكثر أن الاطفال ينتظرون عودة امهاتهم من المدرسة فيأتيهم خبر الوفاة أو الإصابة، لا اعتراض على قدر الله ولكن يجب على وزارتي النقل والتعليم فرض أنواع النقل من السيارات، كما أن إنشاء المجمعات التعليمية قد يحل المشكلة لتعدد فوائده في المدارس البعيدة والقرى النائية فمثل تلك المجمعات أُنشئت للمعلمات في دول مجاورة كالإمارات وفي عمان وهي مهيأة للسكن ومؤثثة بالكامل ومجمعات أُخرى للرجال ووسائل نقل للمواصلات للتسوق وقضاء الإجازة عند الاهل. ينفطر قلبي من الألم عندما تنطلق رحلات جديدة مع مطلع كل صباح تنتقل خلالها آلاف المعلمات باتجاه مدارسهن في مختلف أنحاء المملكة لأداء مهمة تعليمية محفوفة بالمخاطر والمآسي، فقد فيها الوطن العديد من بناته المعلمات على طرقات المملكة، ومع الإيمان بقضاء الله وقدره إلا أننا أُمرنا بالأخذ بالأسباب، وهناك مسببات كثيرة لتلك الحوادث أُشبعت طرحاً من قبل الزملاء الكتاب، وعلى المسؤولين في وزارة التعليم أو وزارة النقل التعامل مع مآسي المعلمات بجدية، حقناً للدماء النازفة على الطرقات. لماذا تقوم وزارة التعليم بالتوسع في إنشاء المدارس بالقرى والهجر والتجمعات السكانية الصغيرة التي لا يتجاوز سكانها 1000 نسمة، مما تسبب في تشتت الخدمات وتبعثرها في تلك القرى والهجر قليلة السكان، وبالتالي أصبحت المعلمات يقطعن يومياً مئات الكيلومترات للانتقال من مكان سكنهن إلى أماكن عملهن، وذلك لعدم قدرتهن على السكن بالقرب من مدارسهن التي تقع في قرى نائية غير مكتملة الخدمات، وكان الأجدى العمل على تحجيم عملية التوسع في إنشاء المدارس بالقرى والهجر الصغيرة بحيث تتم إعادة النظر في معايير إنشاء المدارس في تلك التجمعات، ويكتفى بإنشاء مجمعات تعليمية تخدم عدة مراكز وقرى. كما أن على وزارتي التعليم والنقل العمل بجدية على توافر النقل العام بين المدن والقرى، حيث إن غيابه لسنوات أثر سلبًا على كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، فهناك عدد كبير من شرائح المجتمع التي تحتاج إلى هذه الوسيلة في الانتقال والتحرك وعلى رأسها المعلمات الراغبات في التنقل من المدن إلى خارجها نحو القرى والمراكز الصغيرة. إن مشكلة حوادث المعلمات من السهل التغلب عليها ولكن إدارات التعليم لم تقم بعمل نظام معلومات دقيق يشمل اسم المعلمة ومكان اقامتها وعمل زوجها والمدارس القريبة من الحي الذي تسكنه ومن ثم تعيين كل معلمة في مكان اقامتها ومكان عمل زوجها حفاظاّ عليهم من الحوادث وبناءً عليه تُلغي اختيارات المدن والمحافظات والقرى في برنامج تكامل عند التعيين او النقل وهذا الأمر لا يحتاج إلى اجتهاد ولا دراسات ولا مؤتمرات؟! إن واقع الحال والمآسي المتكررة يومياً تستدعي من وزارة التعليم ووزيرها الدكتور أحمد العيسى إيجاد حلول عاجلة ومستقبلية لإنقاذ أرواح المعلمات البريئات بحيث يتم وضع قائمة بالمؤسسات والشركات المؤهلة لنقل المعلمات تشرف عليها هيئة النقل العام، وتلتزم بتوفير حافلات خاصة مع سائقين أكفاء، ومطابقتها لاشتراطات وزارة النقل، أو تأسيس شركة نقل مُخصصة لنقل المعلمات على غرار (حافلات الأمين) كحلٍ عاجل، ومن ثم النظر في الحلول الأخرى التي تعالج كافة مسببات المشكلة.. الأسباب واضحة جدا.. والحلول بسيطة للغاية.. ولكن أين الذي يبحث عن الاسباب ويتقدم بالحلول المناسبة لها؟!