وافق مجلس الشورى في جلسته المنعقدة الشهر الماضي على «رؤية 2030م» تحت شعار «السعودية... العمق العربي والإسلامي... قوة استثمارية رائدة... ومحور ربط القارات الثلاث» متضمنة تلك الرؤية 24 هدفا، وهذا بلا شك ما كنا نصبو إليه كوننا نمتلك كل المقومات التي تضعنا في مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات، فجميل أن تكون لدينا رؤية نحلم بالوصول إليها، وجميل أن يكون لدينا أهداف نشدو بها محققين آمال وتطلعات كافة أطياف المجتمع السعودي، ومن الطبيعي أن يكون لكل هدف خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل وتقييم مرحلي لكل منها للوصول لتلك الأهداف وبالتالي تحقيق «رؤية 2030م» بإذن الله. ولكن بما أننا نتحدث عن «رؤية 2030م» فنحن نتحدث عن 15 عاما سنواجه بالتأكيد خلالها العديد من التحديات والصعوبات لتحقيق تلك الرؤية قد يكون بعضها سياسيا والبعض الآخر اقتصاديا وقد يكون اجتماعيا أيضا، كل تلك التحديات وأكثر، لن نستطيع مجابهتها بعد توفيق رب العالمين إلا من خلال التسلح بالموارد البشرية (السعودية) المتميزة، وهم كُثر ولله الحمد بشهادة العالم أجمع لأن «زمن الشركات الاستشارية الشقراء قد ولى» وهذه ميزة استثنائية تنافسية تتمتع بها المملكة وتحلم بها باقي دول العالم، لذا نحن بحاجة إلى ثورة موارد بشرية لتمكين الأكفاء من شبابنا وبناتنا القياديين ممن يمتلكون المؤهلات والخبرات اللازمة لتنفيذ كل تلك الخطط، وممن سطروا قصص نجاح سواء في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي أو حتى في القطاع الثالث وتغلبوا على تحديات وصعوبات جمة. نحن نحتاج إلى من يؤمن بتلك الرؤية ويراها قبل أن تتحقق، نحن نحتاج من يفكر خارج الصندوق بإبداع، نحن نحتاج من يعرف كيف يخطط، نحن نحتاج من يعي أبعاد الأمور قبل أن تحدث، نحن نحتاج اللبق الذي لا يجامل، نحن نحتاج قائدا للأوركسترا ولكن لا يطبل، نحن نحتاج من يرى في التحديات فرصا، نحن نحتاج من لا يرى في الكوب إلا النصف الممتلئ فقط، باختصار نحن نحتاج إلى أشخاص «فل أوبشن»، وطالما أن الفترة 15عاما فذلك يعني وجوب استهداف فئة عمرية معينة من الموارد البشرية السعودية لقيادة هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ السعودي وهم من وُلدوا في السبعينات والثمانينات الميلادية كونهم في فئة عمرية تحصلوا من خلالها على تعليم عالٍ مميز واكتسبوا خبرات قيمة «حديثة» تتناغم مع معطيات ومتغيرات العصر ولديهم الدافع والطموح لعمل الفارق وليكونوا بعد 15 عاما بعمر و«صحة» تؤهلهم ليكونوا عرابين لتلك الرؤية، ولولا وجود برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية، لطالبت بمركز متخصص لإدارة الموارد البشرية المتعلقة بتحقيق «رؤية 2030م». الخلاصة: الموارد البشرية السعودية هي الحصان الأسود الذي يجب أن يراهن عليه الجميع.