تستمر درجات الحرارة في التصاعد بالمنطقة الشرقية، حتى الخميس المقبل، وتسجل أعلى من معدلاتها الموسمية في مثل هذه الفترة من العام، بمتوسط زيادة ب 5 و7 درجات في حاضرة الدمام، حيث تبلغ منتصف الأربعينات المئوية ظهرا خلال 72 ساعة. وتنخفض بعد ذلك خلال يومين، قبل أن تعاود الارتفاع مجددا إلى القيم الصيفية مطلع الاسبوع المقبل بإذن الله تعالى، فيما يؤثر ارتفاع نسبة الرطوبة، في الإحساس بحرارة مرهقة، فتكون الدرجة المحسوسة أعلى من المعلنة أرصاديا بحسب مدى القرب من سواحل البحر. وفي توقعات الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، يكون الطقس، اليوم الثلاثاء، حارا على معظم مناطق المملكة، وشديد الحرارة على الأجزاء الداخلية من الغربية، وأجزاء من الشرقية، مع استمرار نشاط الرياح السطحية، المثيرة للأتربة والغبار، وتؤثر في مدى الرؤية الأفقية، على مناطق الشرقيةوالرياض، يمتد تأثيرها إلى منطقة نجران والأجزاء الشرقية لمنطقتي المدينةالمنورة، ومنطقة مكةالمكرمة، كذلك على مناطق تبوك والجوف والحدود الشمالية. كما تتهيأ الفرصة لتكون السحب الرعدية الممطرة بمشيئة الله تعالى على مرتفعات مناطق جازان وعسير والباحة، وفي مؤشر هيئة الأرصاد، يتضح ارتفاع على درجات الحرارة، فتبلغ اليوم بداية ومنتصف الأربعينات بمكةوالمدينة، ومدن مناطق الرياضوالقصيموالشرقية والغربية، وبعض الأجزاء في الشمالية. وفي سياق متصل، كان توضيح الدكتور عبدالله المسند، الأستاذ المشارك في قسم المناخ بجامعة القصيم، في أن طبيعة الرياح الشمالية الحالية والغبار في المنطقة الشرقية، لا تندرج تحت تأثير نظام رياح البوارح الصيفية، مشيرا إلى أن موسمها يبدأ بعد نحو 20 يوماً تقريباً. وقال: «إن العامل الجوي المؤثر في اليومين الماضيين، يمثل تموضعا لضغوط جوية مرتفعة، في طبقات الجو العليا والسطحية، وبسبب تواجد مرتفع جوي يتربع حاليا فوق أجواء السعودية، فإنه يساعد في حالة من الاستقرار الجوي بوجه عام، مع استمرار هبوب رياح مختلفة في الاتجاه والسرعة، قد تثير الغبار في بعض المناطق بين وقت وآخر». وبحسب الدكتور المسند، فإن تحليلات المعطيات المناخية الرقمية لمسرح رياح البوارح الجغرافي، واستقراءً للموروث الشعبي والتاريخي في المنطقة، فإنها تشير إلى أن الرياح الشمالية الغربية، تبدأ نشاطها بإذن الله تعالى في حدود العشر الأول من شهر يونيو، في كل عام، وتتتواصل حتى العشر الأخير من شهر يوليو. وهذا يتزامن مع ما يسمى محلياً بموسم البوارح، وتسمى أيضاً مربعانية الصيف، والتي تبدأ من ظهور طالع الثريا في 7 يونيو ولمدة أربعين يوماً تقريباً. وإحصائياً ثبت أن العواصف الرملية والغبار، يزداد خلال مربعانية الصيف، في المنطقة الشرقية خاصة، وحوض الخليج العربي الشمالي بشكل عام، وتمتد احيانا إلى أجزاء من المنطقة الوسطى. وأضاف إن رياح البوارح تبلغ أوجهها في النصف الثاني من شهر يونيو، وتتسم هذه الرياح عادةً، أنها لا تستمر على نمط واحد، فتتوالى في موجات زمنية، قد يصل طولها من 3- 10أيام، ثم تهدأ لبضعة أيام، ثم تعود لنشاطها مرة أخرى، علما أن الأحوال الجوية بما فيها البوارح، لا تتكرر زمانياً ولا مكانياً بنفس الخصائص. وهنالك احتمالية أن تتقدم أو تتأخر بضعة أيام، وربما تتسع أو تضيق مكانياً، أو تشتد وتضعف بين سنة وأخرى، وتأثيرها السلبي يكون في تدني مدى الرؤية الأفقية، مما يشكل خطورة بالغة في حركة وسائل النقل البرية والجوية والبحرية على حد سواء، وتسبب أمواجاً قد يصل ارتفاعها إلى ثلاثة امتار. وفي معظم الاحوال تكون مؤديةً الى تلوث الأجواء بالعوالق الترابية، وبالتالي الاضرار الصحية، خاصة لدى المصابين بأمراض الحساسية والربو، وفي طبيعتها انها تنشط قبل منتصف النهار، وتخف قبل منتصف الليل، فيما ترتبط الرياح بالضغط الجوي، وهو من اهم العوامل المؤثرة في الطقس، نتيجة الفروقات في قيم الضغط الجوي من مكان إلى آخر، وما بين منخفض ومرتفع. وكلما زادت الفروق بينهما تعاظم انحدار الضغط الجوي، ومن ثم زادت سرعة الرياح، وتبدأ رياح البوارح بالانحسار، عندما تنصرف الشمس من تعامدها على مدار السرطان بعدة أسابيع، حيث تبدأ درجة الحرارة بالارتفاع، تزامنا مع اتساع دائرة منخفض الهند الموسمي صيفا، الأمر الذي يؤدي إلى تغير اتجاه وسرعات الرياح.