أكد الفنانان السينمائيان محمد سلمان ومحمد الحمادي، على أهمية تكريس جانب التغذية البصرية والمعرفية في الصورة السينمائية بما يساهم في تعزيز المنحنى والمفاهيم الحقيقية لها وذلك في الأمسية التي أقامها ملتقى إبداع الثقافي بالقطيف، وحملت عنوان (حديث في السينما)، فيما أدارها الكاتب المسرحي عباس الحايك. في البداية، شدد المخرج محمد سلمان على ضرورة تفعيل جانب القراءة والاطلاع، حيث إن عدم التمكن منهما يؤدي لعدم الاستيعاب، منوها لصعوبة الجانب السينمائي الذي يحتاج لتنافس ومشاهدة وقراءة أكثر، إذ أن صنع الأفلام القصيرة يعد صورة قائمة على الاختزال والتكثيف وعدم ترجمة الفعل بصورة مباشرة للمشاهد، مبينا بأن التفاعل والاحساس شعور داخلي وجداني لا يمكن للجميع أن يقوم عليه بأسلوبٍ واحد. ولفت سلمان إلى الأهمية الكبيرة للمهرجانات المحلية التي تفتح للسينمائي نافذة تمكنه من التواصل مع جمهوره في الداخل، مشيرا لسبب انخفاض مستوى الفيلم السعودي والذي يعود لظهور اليوتيوب وانشغال الشباب في الانتاج وبث أعمالهم من خلاله، وقال: «مستوى الفيلم في 2008 من ناحية النص والفكرة أفضل من عام 2016، ولكن مع وجود مهرجانات الأفلام المحلية سنشهد مستقبلا تفوق بمراحل كبيرة، مع ضرورة الانتباه إلى أن الانطلاق للمشاركات الدولية، لا بد أن تكون بدايتها من المحلية «. وعن بداية انطلاقته الفنية ومشواره السينمائي، قال سلمان إنه تأثر منذ طفولته بحلم الدهشة السينمائي وكيف كان يرى نفسه داخل الصورة، ليلجأ بعدها لدراسة فن الرسم وبعدها اتضحت له الصوره اكثر مع ثورة الانترنت والبحث عن المعلومات الأكاديمية للوعي الفني ومرحلة التعليم الذاتي. بينما تحدث الإعلامي والمخرج محمد الحمادي عن أهمية الاطلاع على المشاهدات والتجارب السابقة لمن قدموا أفلاما ناجحة؛ من أجل اتساع بوابة التفكير، مشيرا لبدايته التي كانت منطلقا من قراءات مختلفة حتى استطاع الوصول لفيلم وثائقي جيد. وقال إن كافة الأفلام الروائية والوثائقية تظل في محيط التجربة وتحتاج الكثير من التطوير والأفكار، فالرؤية عبارة عن تجارب، والأفلام القصيرة تعد مدرسة بحد ذاتها ويختلف وقعها من منطقة لأخرى، فضلا عن احتياج المهتمين بهذا الشأن لدراسة السينما التي تعد فضاء كبيرا جدا، موضحا احتياج السينما السعودية إلى الكثير من الاشياء لا سيما وأن الجمهور ثري ويتابع كل جديد. وأشار إلى سهولة صناعة الفيلم في الوقت الحالي، وتغلب الكثير من الفنانين على مشاكل الأمور الفنية، والتقنية التي أصبحت في متناول اليد، مسلطا الضوء على ضعف السيناريو المستمر على مدى 3 دورات من مهرجان الافلام السعودية بالدمام، إضافة لبعض المشاكل في فهم النص وتطبيقه بين المخرج وكاتب السيناريو وهو ما يحتم طرح تساؤل (ماذا بعد مهرجان الأفلام؟ وهل الصناعة تحقيق لذات أم رسالة؟). وأشاد الحماد في نهاية مشاركته بما يحمله الجانب الوثائقي من ملامسة للناس البسطاء وطرق للحياة العفوية والطبيعية بعيدا عن التكلف. الحمادي والحايك وسلمان خلال الأمسية محمد الحمادي