ينظر المخرج محمد المريط إلى تجارب الشباب في صناعة الأعمال السينمائية القصيرة كحالة تؤسس لحركة فنية سينمائية بدأت تأخذ وضعها. وقال مريط ل»الشرق» إن دور العرض السينمائية لا تعد عاملاً مهمّاً في السينما المحلية، مؤكداً على أهمية دور وسائل الإعلام في إبراز جهود القائمين على هذه الأفلام، وهذا ما يحرص عليه في برنامجه (سينما شبابية). في هذا الحوار، تحدث المريط عن السينما الشبابية، وأهميتها: * مازال برنامج «سينما شبابية» يلاقي أصداء واسعة من النجاح والتميز، على الرغم من أنه لا توجد لدينا حتى الآن دور عرض سينمائية. ما تعليقك على هذه الأصداء؟ - برنامج سينما شبابية يسد فجوة ناجمة عن عدم وجود دور سينما، لكن نجاح الفيلم السعودي لا يعتمد على وجود دور عرض سينمائية، فكثير من الدول العربية توجد فيها دور سينما، لكنهم مازالوا في بدايتهم. كلٌ يتمنى أن يكون لدينا دور عرض سينمائية، لكن قبل أن تكون لدينا دور سينما، لابد أن تكون لدينا أرض خصبة لصناعة السينما، فصناعة السينما من أخطر الصناعات في العالم، فهي تشبه الصاروخ، وكثير من المخرجين الموهوبين كان لهم دور كبير في عملية الانتشار عن طريق الإعلام الجديد، مثل يوتيوب. وليس كل فيلم يطلق عليه فيلم، وكل الأفلام التي عرضت في برنامج «سينما شبابية» تجارب سينمائية، وليست أفلاما سينمائية، وأغلبها اجتهادات شخصية. * بحكم استمرار عرض برنامج «سينما شبابية» لمدة سنتين. هل تتوقع أن يكون لبرنامجكم دور في زيادة المطالبات بوجود سينما سعودية؟ - سبب استمرارية برنامج «سينما شبابية» هو كثافة الحراك السينمائي في المملكة، ولاشك أن البرنامج حفز على ذلك، ورصد بشغف الأعمال السينمائية الشبابية. وبعد عامين من العطاء، أنا وزميلي المذيع محمد الحمادي، اكتشفنا عدداً من المواهب الشبابية، من جميع أنحاء المملكة، من مخرجين وكتاب وممثلين ومختصين في مجال الأفلام القصيرة، وقدمنا كل ما هو جديد في عالم السينما، ومازال البرنامج يبحث عن مواهب جديدة لإظهارها بشكل لائق للمشاهد. فبرنامج «سينما شبابية» من الشباب وإلى الشباب، ويحاكي ويطرح أفكارهم. لكننا مع ذلك لسنا راضين عن ما قدمناه طيلة السنتين، وهناك مقولة جميلة «إذا رضينا بما قدمنا فكيف نتطور؟»، ونعد الشباب دائماً بالجديد والممتع في البرنامج، ونحرص على أن يكون العمل فيه استمتاع للمشاهد، لأن العمل إذا كان فيه متاع، فمن المؤكد أن المشاهد سيستمتع، وهذا ما نتفق عليه في فريق عمل البرنامج. * السينما الشبابية ارتبطت بتجارب شبابية لإنتاج وإخراج وتمثيل أفلام قصيرة. هل ترى أن مستقبل هذه الأفلام إلى عالم النسيان عندما تكون لدينا سينما محلية؟ - فرس الرهان في هذا الموضوع هو المشاهد، والبقاء للأفضل. المشاهد أصبح واعياً، وهو الذي يقرر إن كان الفيلم ناجحاً، ويمكن أن يستمر لسنين طويلة، وهناك أفلام خالدة في ذاكرة المشاهد، من أفلام قصيرة وروائية. * ضمن مشاركاتكم في بعض المهرجانات الخليجية، كان من المفترض أن يكون برنامج «سينما شبابية» من البرامج المشاركة في المسابقة، إلا أنه في اللحظة الأخيرة لم نجد اسم برنامج. ما سبب انسحابكم؟ - من يقرر مشاركة برنامج معين في أي مهرجان هي إدارة القناة الثقافية، ونحن نطمح دائماً للمشاركة. لنا حضور ومشاركات دائمة في المهرجانات الخليجية، وهذا المهم بالنسبة لنا. * زادت في الفترة الأخيرة المسابقات والمهرجانات الخاصة بالأفلام القصيرة. كيف ترى دور هذه المسابقات في خدمة العروض القصيرة؟ - دورها ريادي في نشر ثقافة الأفلام القصيرة، وتسليط الأضواء عليها، لتحفيز أداء هذا الحراك. وأصبح الفيلم السعودي يسجل اسمه في كل المهرجانات السينمائية.