بعد تقديمه مئة وخمسين حلقة من برنامج (سينما شبابية) على القناة الثقافية السعودية منذ ثلاث سنوات؛ يبدو أن عدوى الأفلام انتقلت للإعلامي السعودي محمد الحمادي، ليخوض مغامرة تجربته الأولى مع الفيلم الوثائقي (البسطة) والذي عرض في جمعية الثقافة والفنون بالدمام. معلقاً دون تردد: "صناعة الفيلم الوثائقي أصعب مما تخيلت ويبدو لي أنها قد تكون أصعب من الفيلم الروائي". مضيفاً: "لأنك تتعامل مع أشخاص حقيقيين وليسوا ممثلين يديرهم المخرج وفق ما يريد". واشار الحمادي خلال الأمسية إلى أن بيئة عمل الفيلم الوثائقي هي المجتمع العام بما فيه من تناقضات بعيداً عن لوكيشنات التصوير الجاهزة. متوقفاً عند تجربته الأولى في الإخراج الوثائقي (فيلم البسطة) بالقول: " شعرت بأنني أستطيع أن أقدم شيئاً من خلال الوثائقي ولشغفي بالأفلام الحقيقية التي لا تحتاج لممثل ربما يقنعك أو لا يقنعك اتجهت لأبدأ تجربتي من الفيلم الوثائقي وسأستمر بإذن الله بعد أن لمست تفاعل العديد من المهتمين والمشاهدين مع عملي الأول لكنني بالتأكيد سأتجاوز العديد من النقاط التي اكتشفتها لاحقاً". موضحاً بأن فيلم "البسطة" يتنقل بين عدة بسطات وينقل الصورة بشكل مختلف ليرسم ملامح المعاناة اليومية كما يرسم الطيبة والحب في قلوب حتى الذين يعيشون حياة قاسية. جانب من الحضور وأشاد الحمادي من خلال حديثه بالتجارب السعودية من خلال المهرجانات العربية والخليجية والمحلية وامتلاك المخرجين السعوديين الشباب المؤهلات الفنية والبصرية، ولديه قناعة وثقة كبيرة بأنه لو توفرت الإمكانات المادية والمعنوية والنفسية لكان إنتاجهم أفضل وأرقى وحضورهم أقوى خاصة وأنهم برغم نقص الإمكانات وخاصة البيئة في العمل، وهي مهمة جدا للمخرج السينمائي؛ ينتجون ويشاركون ويحصدون الجوائز في المهرجانات الخارجية. وبين الإعلامي محمد الحمادي أن الفيلم يعتبر تجربته الأولى في مجال السيناريو والإخراج، معتبراً أن 17 دقيقة كفيلة في الاختصار وتقديم الرسالة، موضحاً أن الترجمة العربية والانجليزية في الفيلم لوجود بعض المفردات غير مفهومة لدى البعض وأيضاً لرغبته في عرض الفيلم في بعض الدول العربية مثل المغرب وتونس "ولربما يكون صعبا عليهم فهم المفردات المحلية". وأضاف الحمادي أن الفيلم تم عرضه في مهرجان "نقش" في البحرين، ومهرجان مسقط السينمائي الدولي، وهو من تصوير هادي الحمادي ومونتاج محمد البصري وموسيقى الفنان حسين المياد، مؤكداً وجود الأخطاء وبعض النواقص في الفيلم، معللاً السبب في ضعف وقلة الإمكانات، وعن الصوت الذي تساءل عنه الكثير من الحضور أجاب بأن السبب هو أن إنجاز الفيلم كان وسط شارع مزدحم ووجود سيارات بشكل كبير.