أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن سلطات الأمن السورية سلّمت بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة جثامين ستة قتلى إلى ذويهم في قريتي الصحن واللج في سهل الغاب الشمالي بمحافظة إدلب، شمال سوريا المتاخمة للحدود التركية. وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه امس الجمعة أن تلك الجثامين تعود لأشخاص «فقدوا قبل يومين». في غضون ذلك، قال المرصد إن اشتباكات دارت صباح امس الجمعة بين مجموعة منشقة وقوات الامن السورية التي كانت تقوم بإنزال علم الاستقلال الذي رفعه الثوار في مدينة ادلب. كما اعتبر المرصد السوري أن مصير القيادي المعارض البارز محمد جبر المسالمة عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي لا يزال مجهولًا منذ اعتقله جهاز المخابرات الجوية بريف دمشق السبت الماضي. وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية امس الجمعة، أن المسالمة «70 عامًا» يشغل منصب أمين عام فرع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض بمحافظة درعا، وكان قد تعرّض للاعتقال مرتين منذ انطلاق الثورة السورية. وطالب المرصد السلطات السورية بالكشف عن مصير القيادي المعارض المسالمة والإفراج الفوري وغير المشروط عنه، كما كرّر مطالبته للسلطات السوريةبالإفراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير والمتظاهرين السلميين في السجون والمعتقلات السورية. كشف البيان ان من المقرر أن يطلب وفد المجلس الوطني السوري من الأمين العام للجامعة والوزراء العرب الذين سيلتقي بهم «العمل على نقل الملف الى مجلس الامن للحصول على قرار يتيح انشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية». كما يعتزم المجلس الوطني السوري الطلب من الجامعة العربية نقل الملف السوري الى الاممالمتحدة لإنشاء منطقة عازلة وفرض حظر جوي ويسعى الى ان يتضمّن تقرير المراقبين اشارة الى ان ما يرتكبه النظام لمواجهة الحركة الاحتجاجية يمثل «جرائم إبادة» بحق الإنسانية و»جرائم حرب». وقال المجلس في بيان ان رئيسه برهان غليون توجّه الى القاهرة مع عدد من اعضاء المكتب التنفيذي للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب. وكشف البيان ان من المقرر أن يطلب وفد المجلس الوطني السوري من الأمين العام للجامعة والوزراء العرب الذين سيلتقي بهم «العمل على نقل الملف الى مجلس الامن للحصول على قرار يتيح إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية». واضاف ان هذا القرار من شأنه ان «يشكّل عنصر إلزام يمنع النظام من الاستمرار في قتل المدنيين ويرتب عليه عقوبات رادعة، بما في ذلك استخدام القوة لمنعه من مواصلة عمليات القتل والتنكيل بالسكان». كما اكد البيان ان الوفد سيشدّد خلال لقاءاته على ان «يتضمّن التقرير نصًّا واضحًا يشير الى ان ما ارتكبه النظام وما يقوم به يمثل «جرائم إبادة» بحق الانسانية وجرائم حرب يرتكبها بحق مدنيين عُزل». ويتوقع ان يقوم رئيس بعثة المراقبين العرب الى سوريا التي تواجه انتقادات جمة لعجزها عن وقف اراقة الدماء المستمر منذ عشرة اشهر، بتسليم تقرير «حاسم» في غضون الساعات الاربع والعشرين في حين يواصل النظام حملة القمع مستفيدًا من انقسامات دولية. ومنذ بدء مهمة بعثة المراقبين العرب في 26 ديسمبر، قتل مئات الاشخاص بحسب المعارضة والاممالمتحدة. وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري غدًا الاحد في القاهرة لدراسة التقرير وتقديم توصياتها الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب يعقد الاحد ايضًا. ويصادف هذا التقرير مع دعوة جديدة اطلقها ناشطون مطالبون بالديمقراطية الى تظاهرات الجمعة ووضعت هذه المرة تحت شعار «جمعة معتقلي الثورة». وكان ممثلون عن اكثر من 140 منظمة حقوقية ومن المجتمع المدني طالبوا الاربعاء الجامعة العربية بسحب بعثة مراقبيها وبتحرّك الاممالمتحدة لوقف العنف المستمر في سوريا منذ عشرة اشهر. كما طالبوا مجلس الامن «باتخاذ قرار بشأن التعامل مع العنف في سوريا» المستمر منذ 15 مارس 2011.