في الشهر الماضي، أمر قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية شركة فولكس واجن التوصل إلى خطة بحلول 24 مارس لإصلاح ما يقرب من 600 ألف مركبة ديزل باعتها في الولاياتالمتحدة مع برمجيات هدفها تزويراختبارالانبعاثات. وفي 23 أبريل أعلنت الشركة أنها قررت تخصيص مبلغ 18.2 مليار دولار من حسابات عام 2015 فقط للتعامل مع تكاليف المطالبات القانونية والأجهزة التنظيمية. باعتباري أحد الأشخاص الذين يملكون سيارة فولكس واجن التي تعمل بالديزل، ولست سعيدا تماما بذلك، أنتظر لأرى ما سيحدث، وأسمح لنفسي بتقديم نصيحة صغيرة مجانية إلى ماتياس مولر، الرئيس التنفيذي لشركة فولكس واجن. عزيزي ماتياس: أولا وقبل كل شيء، لك الشكر الجزيل المتأخر على بطاقة الهدية بمبلغ 500 دولار، والتي أصبحت في المتناول خلال أيام العطلة. (اشتريت بالمبلغ ثلاثة أجهزة للتنفس لأغراض التخزين - نكتة!) الواقع أني لم أتمكن من إنفاق بطاقة ال 500 دولار الأخرى على موزع فولكس واجن المعتمد لدي، في الغالب لأنني لا أستطيع أن أواجه بعد حتمية هوامش الربح والطرق الذي يستخدمها الموزع لإقناع الزبون بشراء منتجات أغلى عندما أحضِر سيارتي. وعلى أي حال، نحن نعلم جميعا أن هذه الهدية الصغيرة تعني بالنسبة لهم أكثر مما تعنيه بالنسبة لي. أنا مدرك لذلك. نحن جميعا بحاجة للأكل، ثم إن الأمر ليس وكأن فولكس واجن تبيع الكثير من السيارات بشكل كبير في هذه الأيام. الحقيقة هي أنني أحب سيارتي المناسبة لعمري. عزم الدوران خارج عن المسار. وهي تقطع مسافة 47 ميلا للغالون الواحد. المقاعد الخلفية فسيحة والصندوق الخلفي كبير. وعندما قلتم لي يا رفاق إن السيارة تعمل بالديزل النظيف، شغفت بها - وخاصة الحقن المباشر التوربيني. ولكن الآن أشعر تماما وكأنني شخص أحمق. أرى منظر الديزل القذر الذي أعبئه في موقف مركز التسوق. يا للحسرة. كنت في الماضي أسخر من سائقي سيارات بريوس الهجينة الصغيرة من تويوتا. الآن أنا أختبئ منهم خجلا. وهو أمر صعب، لأن لدينا واحدة منهم في كراج بيتنا أيضا. وسيارتي التي تعمل بالديزل ليست فقط قذرة، بل قاتلة. فكما تعلمون، أشار أشخاص في معهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا في الخريف الماضي إلى أن الانبعاثات الزائدة التي تنبعث من مركباتكم ذات البرامج المزورة سوف تؤدي إلى أكثر من 50 حالة وفاة مبكرة، وأكثر من 30 حالة إضافية من التهاب الشعب الهوائية المزمن وحالات تتطلب دخول المستشفى، ناهيك عن 120 ألف يوم من الأيام التي لا يستطيع الناس أن يعملوا فيها بدوام كامل، إلى جانب 210 آلاف يوم تضيع بسبب أيام الإجازات المرضية بسبب أعراض الجهاز التنفسي، و33 ألف يوم من استخدام موسِّعات القصبات الإضافية. وقدرت الدراسة أنه من 2008 إلى 2015، كانت تكاليف الوفيات المبكرة النقدية لهذه الانبعاثات المتزايدة حوالي 450 مليون دولار. يمكننا أن نختلف حول تفاصيل الدراسة، ولكن ألا تعتبر حالات الوفيات المبكرة ناجمة عن «الانبعاثات الزائدة» أنها كبيرة فوق الحد؟ وحتى تقدير الوفيات الأكثر تحفظا لا يغير من الحقائق: فولكس واجن انخرطت في مجال الدعاية الكاذبة، وتعين مهندسيها لخداع المستهلكين والأجهزة المنظمة. ولكن دعونا ننظر إلى المستقبل وليس الماضي. فكما تشير الدراسة أيضا، إذا أصلحت فولكس واجن جميع محركات الديزل الأمريكية بحلول نهاية هذا العام، يمكنها أن تنقذ 130 شخصا من الموت. فما هي الخطة؟ أنا أعلم أنك لا تزال تتجادل حول التفاصيل مع وكالة حماية البيئة ووزارة العدل، وأنا لا أريد أن أتدخل في تلك المتعة. لكن اسمحوا لي أن أقترح ما يمكنه إعادة المتعة لواحد على الأقل من أصحاب سيارات الديزل الأمريكية المتضررين (وهو أنا). أولا، أريد الشفافية التامة حول نتائج التحقيق الداخلي لديكم وكيف حدث هذا، وإطلاقه في الوقت المناسب. (لمعلوماتك، أخي أليكس غيبني مخرج الأفلام الوثائقية والحاصل على جائزة أوسكار، الغاضب، هو صاحب جيتا TDI سبورتواجن، يقول لي إنه لا توجد لديه خطط حالية للقيام بفضح شركة فولكس فاجن، لكنه دائما على استعداد للتفكير في مشاريع جديدة.) ثانيا، إجراء بعض الإصلاح البيئي البعيد المدى للأضرار المتراكمة من الانبعاثات الزائدة. لو كنت مكانك، سوف أحاذر المجازفة في هذا الباب بالذات. ثالثا، تحتاج إلى التوصل إلى بعض الحوافز المقنعة لأصحاب هذه السيارات لإصلاحها أو استبدالها. كل ما يمكن فعله لسيارات الديزل هذه من المحتمل أن يقلل الأداء واستهلاك الوقود. حتى الذين يحبون البيئة يمكن أن يغفر لهم التهيب عندما ينتهي بهم الأمر بسيارة أصغر. أستطيع أن أفكر في الكثير من الأفكار لخدمة مصالحي الذاتية هنا. هل هناك مجال في أن تدفع لي كامل قيمة سيارتي التي يحددها الكتاب الأزرق عندما أستبدلها بسيارة أخرى؟ (الكتاب الأزرق هو دليل من شركة مشهورة للأبحاث في تقييم السيارات وأسعارها، وهو معتمد على نطاق واسع من قبل المستهلكين والصناعة في الولاياتالمتحدة.) أضف مبلغا آخر مقداره 2800 دولار (التكلفة الإجمالية للوفيات لكل مركبة في دراسة معهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا إذا لم يكن هناك سحب للسيارة) إذا كنت سأختار واحدة من السيارات الهجينة أو ذات المكونات الإضافية. ضع خطة طموحة يا عزيزي ماتياس! أمامك تلة طويل لا بد لك من أن تتسلقها. (زوجتي ربما لن تقبل أبدا أن أشتري فولكس فاجن أخرى. وعائلتها تمتلك أربعة). ولكن لاحظ أن فولكس واجن مرَّت بهذا الوضع من قبل. فقد قامت الشركة بنجاح بإعادة تأهيل سيارة كل شخص «القوة من خلال الفرح» والتي احتضنها النظام النازي التابع لهتلر إلى ما أصبح بحسب تعبير مجلة دير شبيغل في الخمسينيات «الطفل المفضل في المعجزة الألمانية»، والسيارة المفضلة للهيبيين من كل المشارب والجنسيات بعد ذلك.