كانت شركة فولكس فاجن تغش في اختبارات الانبعاثات التي تجريها حكومة الولاياتالمتحدة لسنوات. وقد كانت مؤسسة بحوث مستقلة صغيرة، وليست وكالة حماية البيئة، هي التي ضبطت شركة فولكس فاجن أثناء فعلتها هذه. أي من هذه الحقائق تجدها مسيئة أكثر من غيرها يعتمد في جزء منه على رأيك في ما هو الأسوأ: مخالفات الشركات أم عدم كفاءة الحكومة؟ لا توجد هنالك إجابة صحيحة. في هذه الحالة، على أية حال، تشير الحقائق إلى ضرورة إجراء تحقيق جنائي مع فولكس فاجن - والذي بدأته فعليا وزارة العدل. تبين وكالة حماية البيئة وجود نمط مذهل من الازدواجية من جانب شركة فولكس فاجن. عندما تم تحذير وكالة حماية البيئة ومجلس موارد الهواء في كاليفورنيا في مايو من عام 2014 حول نتائج دراسة أجريت بتكليف من قبل المجلس الدولي لوسائل النقل النظيفة، والتي أظهرت المشاكل في مركبات شركة فولكس فاجن، ألقت الشركة اللوم على المسائل الفنية وظروف الاستخدام غير المتوقعة. في ديسمبر من عام 2014، قامت باستدعاء نصف مليون مركبة لمعالجة المشكلة. لكن تجارب المتابعة التي أجرتها كاليفورنيا ووكالة حماية البيئة أظهرت أنه ليس فقط لا يزال هنالك ارتفاع في الانبعاثات، بل إن الأجهزة المخصصة لفحص المركبات لم تتمكن من اكتشاف مواطن الخلل. فقط عندما هددت كلتا الوكالتين بالامتناع عن إصدار الشهادات البيئية لموديلات شركة فولكس فاجن لعام 2016 اعترفت الشركة بذنبها: بدءا من عام 2009، قامت الشركة بتنزيل برمجية تقوم بتشغيل جميع ضوابط الانبعاثات في المركبة فقط عندما كانت المركبة توضع ضمن أجهزة اختبار الاتبعاثات. في ظل ظروف القيادة العادية على الطريق، قد تقذف محركات الديزل لمركبات فولكس فاجن من 10 إلى 40 مرة من كميات أكسيد النيتروجين التي كانت تنبعث منها خلال فترة الاختبار. يتفاعل أكسيد النيتروجين مع غيره من المركبات لتكوين جزيئات صغيرة تعمل، كما تشير وكالة حماية البيئة، على اختراق الأجزاء الحساسة من الرئتين بعمق وبإمكانها أن تؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، مثل انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية، ويمكنها أيضا أن تؤدي إلى تفاقم أمراض القلب الموجودة، مما يؤدي إلى زيادة الدخول في المستشفيات والوفيات المبكرة. أوقفت شركة فولكس فاجن مبيعات السيارات المتضررة، الجديدة والمستعملة على حد سواء. قال الرئيس التنفيذي مارتن وينتركورن إنه يعبر عن أسفه العميق وإن الشركة "ستبذل كل ما يلزم من أجل عكس الأضرار التي تسببت في هذا". وقد اضطر وينتركورن إلى الاستقالة، ويعقد مجلس إدارة الشركة اليوم الجمعة اجتماعا لاختيار خلف لوينتركون. تصدرت أسهم شركة فولكس فاجن الأخبار. تمتلك وكالة حماية البيئة السلطة لفرض عقوبات مدنية تصل إلى 37500 دولار عن كل مخالفة - أو حوالي 18 مليار دولار. أما الدعاوى الجماعية الخاصة بالمستهلكين فهي قد بدأت لتوها. وإذا ثبت أن ادعاءات وكالة حماية البيئة المتعلقة بالاحتيال في شركة فولكس فاجن صحيحة، فإن المسؤولين عن ذلك التحايل سيجدون أنفسهم يدافعون ضد اتهامات أكثر خطورة من الحملة التسويقية اللامعة لشركة فولكس فاجن الخاصة بتكنولوجيا "محركات ديزل تي دي آي النظيفة".