تشرفنا يوم الاثنين الماضي في لقاء مطول مع سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مناقشة «رؤية المملكة 2030» بكل شفافية مع سموه، ووجهنا عدة أسئلة لسموه عن رؤية المملكة المعلنة وكانت إجاباته واضحة وبأعلى درجات الشفافية، وقبل الإعلان كنت متفائلا جدا في رؤية المملكة للخمس عشرة سنة القادمة، ولكن بعد لقاء سموه ومناقشة الرؤية زاد تفاؤلي بشكل أكبر مما كان عليه. أكثر ما أثار انتباهي في لقاء سموه هو مقدار الاطلاع والمعلومات الاقتصادية العديدة التي يملكها، وجميع إجاباته كانت مدعومة بأرقام اقتصادية للوضع الحالي في المملكة ومقارنته بالوضع الحالي لدول عديدة سواء كانت عربية أو عالمية، وبالإضافة الى ذلك كان الحماس والشفافية ملازمين لإجابات الأمير كاملة، وكان هناك حرص كبير من سموه في مشاركة الجميع لنجاح رؤية المملكة وذلك بالاستماع لكل الآراء مما يؤكد أن أبواب المسؤولين مفتوحة بشكل أوسع للوصول إلى الأهداف المرجوة. ذكرت في مقال سابق عن الأساس في برنامج التحول الوطني والذي يعتبر أحد البرامج التي ستعتمد عليها رؤية المملكة بالإضافة إلى برامج عديدة متنوعة، وأن أهم مرحلة لنجاح هذا التحول تكمن في عملية التنفيذ والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الإستراتيجية، والعنصر البشري هو الأساس الذي سيعتمد عليه هذا التحول، وبسؤالي في المؤتمر الصحفي لسمو الأمير عن أهمية العنصر البشري وكونه أحد مقومات نجاح رؤية المملكة، كان جوابه صريحا بأن المملكة حريصة على إعداد قادة التحول من مختلف الأطياف فكريا وعلميا وعمليا لتحقيق الرؤية، وهذا دليل على حرص المملكة في تطوير كوادرها البشرية والانتقال إلى إبداعات مضافة لها انعكاس كبير في نمو مستدام المرحلة القادمة مرحلة خير على الجميع وللأجيال القادمة، وما زالت كلمات قائد مرحلة الرؤية تكفي عن تفاصيل كثيرة، فالأمير حدد مسار الطريق بجملة واضحة وصريحة وهي «رؤية المملكة التي تم الإعلان عنها ليست حلما، هذه استراتيجية ستطبق بإذن الله»، وأقل تفسير لذلك هو أن المرحلة القادمة هي مرحلة عمل وإنتاجية وليست مرحلة تقاعس، والمرحلة القادمة ستكون مرحلة انتقالية كبيرة لمستقبل مشرق بإذن الله. بعد لقاء سموه، أُبشر نفسي وأُبشركم في مستقبل مشرق للمملكة بإذن الله، وكما كان اعتمادنا شبه كلي على النفط خلال السنوات الماضية، فالرؤية الحالية لن تحتاج إلى الاعتماد على أسعار مرتفعة لأنها رؤية ثاقبة تتعامل مع أقل الأسعار.