خصَّ صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم (الجزيرة) حينما كان نائبًا لأمير المنطقة بحديث أبحر من خلاله في كل ما يهم أبناء المنطقة في وضوح وصراحة وشفافية والذي نشرناه هنا بالجزيرة عبر صفحتين متقابلتين بتاريخ 27 / 8 / 1430ه الموافق 18 / 8 / 2009م في حوار مشوّق وشامل استجاب فيه للكثير من تطلعات المواطنين.. نستعرض في هذا الإصدار هذا اللقاء لنستذكر أبرز ما تطرق إليه من موضوعات ومحاور مهمة. *سمو الأمير.. بعد مضي ثلاث سنوات تقريباً منذ تعيين سموكم نائباً لسمو أمير منطقة القصيم.. كيف رأيتم هذه الحقبة الفارطة؟ وما تقييم سموكم للمنطقة في إطارها العام؟ - منطقة القصيم لم تكن في يوم من الأيام غريبة علي بحكم ارتباطي سابقاً بسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز.. هذه المنطقة التي تحتل مساحة حب كبيرة في وجدان سلطان الحب والإنسانية والوفاء.. انطلاقاً من نظرة القيادة عموماً ووفائها مع أبنائها، من هنا كانت القصيم أرضاً وإنساناً وتاريخاً وتنمية حاضرة في قائمة فكري قبل أن أتشرف بالعمل رسمياً نائباً لسمو أمير منطقة القصيم، ولكن بطبيعة الحال وبعد مباشرتي العمل في المنطقة تعرفت على أشياء كثيرة بحكم القرب عن كثب، فوجدت هذه المنطقة تنبض بالحب والولاء والتقدير لقيادتها.. ووجدت أبناءها وبناتها صغاراً وكباراً يستحضرون أدوارهم الوطنية ويتشرفون بالقيام بكل متطلباتهم التي يمليها عليهم الدين والواجب الوطني، وهذه الأشياء في مجملها لم تكن غريبة على الإطلاق من أبناء هذه المنطقة الذين قدموا صوراً وضاءة وعطاءات رائعة لهذا الوطن. وجدت هنا في القصيم روح المبادرة والأفكار الأخاذة، والتفاعل الإيجابي والحراك الاجتماعي المثالي الذي يسعى دائماً نحو البحث عن التميز والإبداع. وجدت في تلك المنطقة مناخاً رائعاً للعمل الجماعي وتقديم النماذج الفاعلة في المنظومة الحضارية. كل هذه المعطيات جعلتني أنظر بعين التقدير والإجلال والإكبار لهذه المنطقة ولرجالاتها النبلاء.. كما أنني أجزم بأن هناك صوراً إيجابية أخرى ستكون ماثلة أمامي في القادم من الأيام. هنا في القصيم مناخ حضاري للمسؤول كي يقدم عملاً يتواكب وطموحات القيادة. وأنا ومن هذا المقام وتقديراً لأبناء القصيم فإنني أؤكد لهم جميعاً أنني سأقدم كل ما في وسعي، وما أملك من جهد في سبيل خدمة المنطقة وسأبادل الوفاء بالوفاء وسنكون جميعا يداً واحدة - بإذن الله تعالى - خدمة لهذا الجزء الغالي في ظل قيادتنا الماجدة، وما تمتاز به منطقة القصيم من مقومات رائعة تؤهلها لأن تكون رائدة في عدد من المجالات التنموية. * سمو الأمير.. في ظل تلك الإشادات بأبناء المنطقة.. والثقة فيهم.. هل سموكم راضٍ عما تقدمه الإدارات الحكومية من خدمات متعددة؟ - في هذه الحالة تحديداً أستطيع أن أقول لكم: إن رضائي نسبي ومتفاوت من قطاع لآخر.. هناك إدارات حكومية تقدم عملاً متميزاً، وعلى الجانب الآخر إدارات تقدم خدمات محتشمة وخجولة جداً لا ترتقي إلى حجم الطموحات التي نتطلع إليها، على الرغم من توافر الإمكانات لديها.. الحاكم الإداري ونائبه يرحبان دائماً بكل مبادرة جميلة وفكرة جديدة، تصب في مصلحة الوطن والمواطن.. نحن ننتظر عطاءات القطاعات الحكومية غير التقليدية. نريد مبادرات ولن نرضى أبدا بالعمل التقليدي (الكلاسيكي). الإدارات الحكومية في المنطقة تعمل في جو إداري أجزم بأنه مثالي وحضاري بعيداً عن الضبابية، وهذا ما تفعله إمارة المنطقة الآن والدور على القطاعات والقائمين عليها. أنا أؤكد لكم أن المرحلة تتطلب عملاً مضاعفاً وفكراً قيادياً فعالاً.. لا نريد انطباعات مؤطرة بقوالب لفظية مستهلكة، نحن أمام مستهدف تنموي سنطالب به مع نهاية كل عام مالي. لن نتردد أبداً في أن نحدد أوجه القصور في أي إدارة حكومية أو جهة مسؤولة.. سنواجه ذلك والمواطن نفسه هو من يستطيع الكشف عن الخلل من خلال نوعية الخدمات المقدمة له والإجراءات التي تطالب بها الإدارات، نملك - بحمد الله - قدراً كافياً من الشفافية والوضوح وسنقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت بحثاً عن المصالح الوطنية العليا.. أتمنى ألا نصل لمرحلة الإعلان عن الجهات التي لا تقوم بأدوارها على الوجه المطلوب ما لم يعالج القصور بشكل سريع.. وأحب أن أشير في هذا الجانب إلى أنه ليس هناك أمر خافٍ فكل المعطيات والمؤشرات على طاولة المسؤول أولاً بأول. شخصياً أشيد بمن يعمل ويقدم وأشكره في كل حين.. ومن هو خلاف ذلك عليه أن يعدل من وضعه.. ولن نجامل أحداً فالوطن والمواطن أولاً وأخيراً, وأنا بطبيعتي صريح جداً وأتعامل بالشفافية المطلقة خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بإبراء الذمة تجاه المسؤولية الملقاة على عواتقنا, ولإبراء ذمة ولاة أمرنا، ثم لإبراء ذمتنا جميعاً فيما أوكل إلينا من أعمال ومسؤوليات يجب أن نؤديها بأمانة وإخلاص، لأننا مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى عن ذلك. * سمو الأمير تحدثتم عن أداء القطاعات الحكومية وهناك من يرى ضرورة التوأمة بين الدور الأهلي والرسمي من خلال إنشاء هيئة لتطوير مدينة بريدة أسوة بالمدن الرئيسية؛ لتشارك في دعم المسيرة التنموية في قاعدة القصيم الإدارية وواجهتها الحقيقية مدينة بريدة.. فهل يرى سموكم حتمية هذه الخطوة.. ومتى سترى النور؟ - الحقيقة أن الوطن دائماً وأبداً بحاجة إلى أبنائه في كل المجالات ومختلف النشاطات والفعاليات، ومدينة بريدة ولما تمثله من أهمية كبيرة على خريطة منطقة القصيم بحاجة إلى تفاعل وتناغم القطاعات الحكومية والجهود الأهلية والتعاون المشترك فيما بينهما لتعزيز مسيرة التنمية ودعم المشروعات الخدمية. وفيما يتعلق بهذه الهيئة أنا أباركها وأؤيدها لكن شريطة ألا تكون نوعاً من أنواع التقليد والمحاكاة للهيئات الأخرى في المدن الرئيسة، بغض النظر عن الأدوار والنتائج نحن لا تنقصنا المسميات.. ما نريده فعلاً هو المخرج الحقيقي الماثل للعيان، أنا لا أؤمن بأي عمل يأتي كردة فعل لأنه حتماً سيتلاشى.. ثم إنني ضد المشروعات الفردية المحضة التي ترتبط بشخصيات وليس بنظام.. أسعى لأن يكون العمل مؤسساتياً قائما على منهجية علمية. هذه الهيئة التي أشرتم إليها بالإمكان أن تر ى النور اليوم أو غداً بيد أننا نريد وصفاً كاملاً لها من حيث الهيكلة والأهداف والصلاحيات والمسوغات الرسمية والموارد المالية والمرجعية وما إلى ذلك من الأمور التي تسهم في نجاحها. وما دام الحديث هنا عن الهيئة فأنا بالمناسبة أحب أن أشير إلى أهميتها وتحديداً في أمهات المناطق الثلاث عشرة في المملكة.. أعنى عواصمها بسبب عدم وجود مجلس محلي في تلك المدن الرئيسة فالمحافظات لها مجالس محلية ومجلس المنطقة معني بالمنطقة عموما بقراها وهجرها ومحافظاتهاوالمدينة فيها.. بينما القاعدة الإدارية تحتاج فعلاً إلى عمل كهذا.. * سمو الأمير: لكل منطقة ومدينة خصوصيتها وامتيازاتها ومنطقة القصيم حباها الله بنعم كثيرة منها الزراعية والصناعية والتجارية.. ألا ترون أن قيام مشروعات عملاقة تحت منظومة بريدة مدينة الزراعة والتجارة في شمال المدينة بات أمراً ملحاً لإيجاد توازن في الأسواق يخفف من الازدحام ويساهم في انسيابية المرور ويتيح للمستثمرين فرصاً أكبر؟ - كما قلت لكم: إن مدينة بريدة باتت وشقيقاتها بالمنطقة تشارك في النهضة التجارية والصناعية في المملكة.. وهذه المدينة تشهد نموا مطرداً في مختلف أوجه الحياة.. وتعيش حالة من النمو السكاني الذي يتطلب مواكبته بالأشكال المناسبة.. هذا من جهة.. من جانب آخر المعطيات والمؤشرات المتوافرة بين أيدينا تؤكد أننا نمتلك مكتسباً وطنياً غاية في الأهمية يتمثل في المنتج الزراعي الذي تشهده المنطقة بشكل عام.. لدينا ثروة غذائية تشكل بعداً مهماً في إطار الأمن الغذائي والتمور بصفة خاصة. أنا شخصياً مقتنع تماماً بهذا التوجه بيد أننا لا بد أن نعرف ونضيء على هذه الجوانب لإقناع المستثمر على الأقل بالتعاون مع القطاع الحكومي.. بريدةوالقصيم بشكل عام ونشاطاتها تحتاج فورا إلى مركز متكامل للمعلومات يقدم الإحصائيات الأساسية والضرورية لمثل هذه المشروعات يتواصل مع الشركات ورجال الأعمال والمال, وأتوقع - بإذن الله - أن المرصد الحضري الذي سيكتمل قريباً سيؤدي تلك المهمة. ولكن هذا لا يكفي أيضا.. نريد تفاعل القطاع الحكومي المعني المتمثل في تقديم التسهيلات الكافية من الخدمات التي تشجع على إقامة مشروعات تجارية بهذه الفخامة... وأحب أن أقول في هذا الصدد إنني على استعداد لخدمة كل مستثمر قادم، نحن نعرف في النهاية أن هناك أهدافاً ربحية للشركات والمستثمر.. لسنا ضد ذاك على الإطلاق ويجب أن نعلن هذه الحقيقة كي نخلق مناخاً آمناً وتكون العلاقة بيننا قائمة على الوضوح والثقة، فالهدف التنمية الشاملة والاعتماد على الذات وتنويع مصادر الدخل وتوفير الفرص الوظيفية وما إلى ذلك من الأمور. وهذا هو التوجه الذي تسعى إليه القيادة وهو خيار وطني حتمي لابد أن نتفاعل معه بالشكل المناسب.. في مجمل القول: الفرص متعددة والمجال رحب ويجب أن تكون خطوة مدينة بريدة الزراعة والتجارة سريعة جدا وقبل فوات الأوان. * سمو الأمير.. ألا ترون أهمية تخصص كل مدينة ومحافظة من محافظات المنطقة في مجال معين من مجالات التطوير؟ - أنا أؤيد ما تفضلت به أخي بندر فماذا يمنع أن تكون لكل مدينة أو محافظة تخصصها التنموي الذي تقوم به مع شقيقاتها الأخريات، كأن تكون بريدة ذات الطابع التجاري والزراعي ومحافظة عنيزة تتخصص في السياحة المستدامة ومحافظة الرس في نشاط آخر وكذلك المذنب والبكيرية وهكذا، بحيث تركز كل محافظة على نشاط تنموي مع عدم إغفال النشاطات الأخرى ليكتمل العقد الفريد لهذه المنظومة الغالية من الوطن. * سمو الأمير: الحديث عن الصحة يطول واحتياج المنطقة بشكل عام يظل أكبر وبكثير من القائم حالياً.. فهل نرى مشروعات صحية جديدة في القريب العاجل؟ - المعطيات الصحية الحالية في المنطقة تؤكد الحاجة إلى التوسع، فالدولة تولي جانب الصحة اهتماماً خاصاً لإيمانها المتعاظم بقيمة الإنسان وأهميته في إطار المنظومة الحضارية والتنموية... وقيادة هذا الوطن ومنذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وهي تدرك خط الثالوث (الفقر - الجهل - المرض) لذا فالخدمات الصحية في المنطقة تحتل قائمة الأولويات لدينا، والإحصائيات السكانية في منطقة القصيم حالياً تبرز ضرورة إضافة خدمات ومشروعات صحية جديدة ولا سيما في المواقع ذات الكثافة السكانية العالية في المدن والمحافظات والمراكز بالمنطقة، ونتطلع وندعو معالي وزير الصحة أن يقوم بزيارة لمنطقة القصيم لكي يقف بنفسه على ما يحتاج إليه القطاع الصحي من مراجعة وإعادة تقييم والحاجة الماسة لسرعة تنفيذ المشروعات الصحية ومعالجة القصور في الخدمات الصحية كماً وكيفاً لتواكب تطلعات وطموحات القيادة الرشيدة وحاجة المواطن والمقيم. * سمو الأمير.. أعلن سموكم الكريم في تصريحات صحفية للجزيرة بأن تنفيذ طريق القصيممكة - سيكون قريباً، هل لنا أن نتعرف على تفاصيل هذا المشروع من ناحية أطواله ومدة تنفيذه والمدن والمحافظات والمراكز التي سيمر من خلالها؟ - في المقام الأول أود أن أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين ولمقام سيدي ولي العهد الأمين الذين يولون شبكة الطرق بالمملكة جل اهتمامهم حتى أضحت المملكة من أفضل دول العالم في مجال الطرق العملاقة التي تربط مناطق ومدن الوطن. ولعل اعتماد إنشاء طريق القصيم - مكة الجديد بطول 630كم أحد الشواهد على اهتمام القيادة بكل ما من شأنه الارتقاء بمسيرة البناء والنماء لوطننا الغالي. والطريق الجديد سيكون عن طريق الحاج القديم من خلال ميقات ذات عرق، وأبشركم بأن التصاميم والدراسات الأولية قد شارفت على الانتهاء وسوف ترفع لإقرارها بإحدى الميزانيات القادمة - بإذن الله - وهنا أود أن أشيد بما حظيت به منطقة القصيم من نصيب وافر - ولله الحمد - في مجال الطرق فهذا طريق الرياض السريع والمدينة السريع وكذلك حائل - الجوف الطريق الدولي السريع و- بإذن الله - تكتمل منظومة شبكة الطرق العملاقة بإنشاء طريق مكة الذي لن يخدم أهالي القصيم فقط، بل تتعدى خدمته للحجاج والمعتمرين من وسط وشمال وشرق المملكة ودول الخليج العربي والدول العربية المجاورة المتوجهين إلى بيت الله الحرام والمنطقة الغربية. * سمو الأمير: وجود 9 كليات للبنات في منطقة القصيم.. ألا يشفع بإعلان جامعة القصيم للبنات لتخفيف العبء عن جامعة القصيم التي تحتضن اليوم أكثر من 50 ألف طالب وطالبة؟ - حظيت الفتاة باهتمام شديد خاصة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين من خلال جملة من المعطيات العلمية والعملية، اتفق معكم تماما في هذه الخطوة التي أتمنى ألا تطول.. وسوف يكون هناك تواصل - بإذن الله - مع معالي وزير التعليم العالي وهناك جهد مبذول في هذا الاتجاه، وأعدكم بأن سمو أمير المنطقة وأنا والجهات المعنية سنبذل كل ما في وسعنا لخدمة الفتاة في المنطقة التي تلعب دوراً مهماً في التنمية والبناء في هذا الوطن. * سمو الأمير: أطلق على الضلع الشرقي لدائري مدينة بريدة الكورنيش الذهبي لجماله وإحاطة الرمال به، واعتبر متنزهاً ومتنفساً لأهالي بريدة وبدلاً من أن تكسوه الخضرة أصبح مكمن الروائح الكريهة واجتمعت فيه محطة الصرف الصحي مع مدفن الأمانة الصحي ومشروع مدينة الأنعام.. فما سبب تلك الاختيارات على الرغم من معرفتنا جميعاً بأن الريح تأتي من الشرق والشمال غالباً, وكيف السبيل لعلاج هذه المشكلات التي حولت الأحلام الوردية إلى سراب؟ - أوافقكم الرأي ليس في كل ما ذهبتم إليه فمحطة الصرف الصحي ربما كانت هناك بسبب أن مشروع الصرف قديم جداً، إضافة إلى جغرافية مدينة بريدة فجهة الشرق هي اتجاه المياه بحكم الانخفاض, كما أن المحطة صممت ونفذت بطريقة تكفل محدودية الآثار البيئية، إضافة إلى أن التخطيط جار حالياً من قبل فرع وزارة المياه لتغطية المحطة بالكامل, وأنا أضم صوتي لصوتكم بوجوب النظر بعين الاعتبار لوضع محطة التنقية التي نتطلع أن تكون أفضل من ذلك, كما أن الإخوة في المجلس البلدي قد وعدوني بمناقشة هذه المشكلة مع الزملاء في إدارة المياه لإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة. أما المشروعان الآخران مدينة الأنعام والمدفن فأحب أن أقول للجميع: إن مشروع مدينة الأنعام خضع لدراسات وافية خصوصاً من الناحية البيئية وقد روعي في تصميمه أن يحقق أهدافاً متعددة يأتي من ضمنها الجانب الترويحي، فكثيراً ما يطالب زوار المنطقة بتنظيم زيارات لتلك الأسواق التي تعد من أكبر الأسواق بالعالم, كما أن الأمانة قد التزمت لسمو أمير المنطقة ولي شخصياً بتواصل أعمال الصيانة والنظافة المستمرة. وفيما يخص المدفن الصحي فالأمانة تعمل حالياً على نقله إلى موقعه الجديد قريباً جداً وهو موقع بعيد عن النشاطات العمرانية, وأتمنى بهذا الصدد أن يتضاعف الجهد في ذلك من خلال الحرص على كل ما يضفي لمسة جمال على مدينة بريدة وجميع المحافظات والمراكز من قبل أمانة المنطقة وبلديات المحافظات الذين نتطلع منهم إلى بذل المزيد من الجهد للوصول إلى مثالية التنسيق والتعاون لمزيد من التنمية والإبداع - بإذن الله -. * سمو الأمير: طريق الملك فهد أكمل عامه السابع عشر تقريباً وبوادر العمل فيه تشير إلى أنه سيمضي إلى عامه العشرين دون أن يكتمل مع أن توقيع عقده كان لخمس سنوات فقط وقبله دائري بريدة الداخلي الذي نزعت ملكياته قبل ما يزيد على عشرين عاماً وترك دون تنفيذ إلى أن قامت أمانة منطقة القصيم بتنفيذه بطريقة اجتهادية ولم يكتمل بعد حتى الآن.. فلماذا تتأخر مشروعات النقل في مدينة بريدة بالذات؟ - في حقيقة الأمر لا أجد مبرراً لتأخر أي مشروع ولأي قطاع حكومي كان, ولكن كما ترى - ولله الحمد - مؤخراً لمسنا أولى خطوات التسريع بإنجاز هذا المشروع بافتتاح ثلاثة جسور والعمل جار على قدم وساق لإنجاز المتبقي منه. وأنا كمسؤول أستغرب فعلاً أن طريق الملك فهد التابع لوزارة النقل هذه الوزارة المتألقة قد تأخر بهذا الشكل اللافت.. فالوزارة استطاعت شق طرق عملاقة وتجاوزت عقبات يكاد يكون تجاوزها في حكم المستحيل.. بل إن وزارة النقل حققت إعجازاً في تنفيذ شبكة الطرق في المملكة ولا سيما في المناطق ذات الجغرافيا الصعبة.. أما أن يتأخر تنفيذ طريق الملك فهد ببريدة سبعة عشر عاماً وهو الذي لا يتجاوز طوله 25 كيلو متراً ويمر أغلبه عبر واحات وأرياف سهلة جداً فذلك غريب جداً ولكن أقول ربما أن هناك أسباباً ومعوقات بين المقاولين ووزارة النقل. وكما تعلم فخادم الحرمين الشريفين قالها للوزراء على رؤوس الأشهاد (لا عذر لكم.. اعملوا) بعد تفضله بالحديث عن ميزانية الدولة قبل عامين. وفيما يخص الدائري الداخلي بمدينة بريدة فهو في الواقع مشروع مهم جداً وقد تم اعتماد 60 مليون ريال من قبل وزارة النقل لتنفيذ جزء منه وسبق أن قامت أمانة منطقة القصيم بتنفيذ جزء من هذا الطريق والجهود ستتضافر لاستكمال الدائري الداخلي الذي يعد طريقاً مهماً لحل مشكلة الزحام الذي تشهده المدينة، ولعل ما ذكرت يأتي من باب التعاون المحمود والتناغم بين القطاعات الحكومية, كما أن مجلس المنطقة قام مؤخراً بوضعه من الأولويات في مشروعات الطرق التي سترفع لإكمال تنفيذها في المستقبل القريب - بإذن الله -. * سمو الأمير.. أيضاً مدينة التمور التي تم افتتاحها مؤخراً, هنالك الكثيرون ممن يشتكون من أنها لا تفي بالمطلوب فإنتاج ما يزيد على ملياري ريال لا يحتضنه مشروع بخمسين مليون ريال، فهل سيتم تدارك الأمر لتحويل المدينة إلى مدينة عالمية تجمع بين التقنيات العالمية والبنية التحتية الراقية فضلاً عن الخدمات المساندة والضرورية كالمواقف والفنادق والمسطحات الخضراء ومحطات خدمات البترول والنقل وغيرها من الخدمات التي لا أعتقد أن المشروع الحالي سيضمها؟ - تم - بحمد الله وتوفيقه - إنشاء لجنة دراسة وتطوير الاستثمارات الاقتصادية بالمنطقة برئاستنا وتتخذ من الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة القصيم مقراً لها التي عملت على التعاقد مع شركة من كبريات الشركات العالمية التي تعنى بالدراسات الاستراتيجية للمدن وهي شركة مونيتور العالمية، فقد عملت الشركة على هذه الدراسة مدة عشرين شهراً من العمل البحثي والإحصائي والتحليلي المتطور الذي على أثره تم تقديم دراسة شاملة للفرص الاستثمارية المهمة في المنطقة، إضافة إلى التوصيات اللازمة لتطوير المنطقة وتلخصت فيما يلي: 1 - إطلاق الشبكة الاقتصادية لمنطقة القصيم التي تهدف لدعم الحركة الاقتصادية بالمنطقة من خلال إنشاء شركة القصيم للتنمية. 2 - إنشاء مناطق خاصة لتنمية المجالات التي تتميز بها المنطقة كمدينة متخصصة في التمور ونحوها. 3 - إيجاد مركز القصيم للاستثمار الذي مهمته العناية بتقديم معلومات متكاملة عن واقع الاستثمار بالقصيم. إن ما أود توضيحه هنا هو أن فكرة إنشاء مدينة التمور الحديثة خلافاً لسوق التمور لم تأت جزافاً أو مقترحاً عابراً وإنما جاءت وفق دراسة موضوعية دقيقة، وفي النهاية ما هي إلا نواة لمرحلة جديدة من مراحل تطوير مسيرة الاستثمارات بمنطقة القصيم والطموح مقرون بالإرادة الكبيرة والعزيمة التي نلمسها في كل الأطراف ذات العلاقة ونرى أنها لا تضاهى، وحيث إنه سيكون في منطقة القصيم خلال السنوات القليلة القادمة أكثر من خمسة ملايين نخلة منتجة - بإذن الله - خلافاً لباقي مناطق المملكة المنتجة للتمور، فإنه يجري حالياً بلورة وتطوير مبادرة عملاقة لجعل منطقة القصيم منطقة مركزية لإنتاج وتصنيع وتغليف وتصدير التمور ليس فقط لما ينتج بالمنطقة وهو كثير وإنما ما ينتج على مستوى المملكة، وستكون هذه المبادرة ضمن الأولويات التي ستقوم بها شركة القصيم للتنمية كشركة مساهمة قابضة بتطويرها من قبل احدى الشركات التابعة لها، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة سواء وزارة الزراعة أو الهيئة العامة للاستثمار أو البنك الزراعي أو الغرفة التجارية الصناعية وذلك لأجل توفير الحوافز لإقامة البنية التحتية والمنشآت ذات قيمة مضاعفة فعلية، والعمل على تكوين شراكة مع الشركات الدولية لنقل المعرفة والخبرة الفنية والترويج والتسويق للتمور عن طريق العمل بصورة لصيقة مع هذه الشركات لتحقيق متطلبات الجودة والمعايير الدولية للتصدير، بغرض وضع تمور المملكة المميزة سواء ما ينتج بالقصيم أو خارج القصيم ضمن الخريطة العالمية للصادرات. * سمو الأمير.. هل هناك من توجهات لدعم إيصال تمورنا إلى الأسواق الأوروبية والعالمية بشكل عام من خلال خطة عمل طموحة تراعي المواصفات العالمية للتعليب والتغليف وغيرها؟ - نعم هناك تحضيرات في هذا الصدد فالطموح أن تصل تمورنا إلى الأسواق الأوروبية والعالمية فهذا المنتج وعطفاً على قيمته الغذائية فقط يحتاج إلى تعريف وتوسيع وانتشار، عندها ستتضاعف قيمة التمور والنخيل وسنحتاج إلى التوسع في غرس النخلة عطفاً على تزايد الطلب العالمي لها. ولكن هنا أحب أن أشير إلى نقطة غاية في الأهمية وهي أننا في الوقت الذي نفكر فيه بإيصال هذا المنتج إلى العالم كله، فإننا قبل ذلك نسعى حالياً ومن خلال خطوات عملية إلى تصنيع التمور وتطوير آليات حفظه وتخزينه بطرق علمية ومن خلال تقنيات متطورة، فالدول المتقدمة لها مواصفات دقيقة جدا في عمليات استيراد المواد الغذائية ولا تقبل أبداً أن يصلها الغذاء بآليات تصنيع وحفظ بدائية تعرض المنتج إلى التلف والفساد وعدم الصلاحية. فالكثير من الدول لا تسمح للأغذية إلا بشهادات صحية يدقق فيها على تاريخ الصناعة ومدة الصلاحية ومحتويات المادة المصنعة وكميات المواد المضافة وما إلى ذلك من الأمور.. من هنا فإننا في القصيم سنسعى أولاً إلى تحقيق الجودة في تصنيع التمور ومشتقاتها وبعد ذلك التوسع في تسويقها عالمياً.. وأبشركم بأننا بدأنا فعلا بذلك من خلال الجمعية التعاونية للتمور التي أقرها سمو أمير منطقة القصيم وأترأسها فخرياً وسيكون من أهم أولوياتها إيجاد آلية للتعليب والتغليف تكون بشكل مثالي وتراعي المواصفات والمقاييس العالمية, كما أن من مهامها التنسيق مع الجهات المعنية لإيجاد نوافذ تسويقية عالمية لتصدير تمور المنطقة بما يكفل للمزارع والوسيط سعراً عادلاً لبيع وتسويق هذا المنتج الغذائي الإستراتيجي الذي بلاشك أنه جزء مهم من عوامل الأمن الغذائي في بلادنا الغالية والدليل ما تقدمه الدولة من إعانة التمور في برنامج الغذاء العالمي سنوياً للدول المحتاجة لذلك, ولعل أولى ثمار هذه الجمعية تنظيم العبوات الجديدة وإلغاء العبوات القديمة غير الصحية وغير اللائقة شكلاً وحالياً نتعاون مع البلديات في سبيل منعها من الأسواق لضمان تسويق التمور بطريقة حضارية راقية, كما أن هناك العديد من البرامج والأنشطة التي ستقوم بها الجمعية - بإذن الله - لخدمة هذا المنتج الوطني المهم وتطوير آلية تسويقه عالمياً. * سمو الأمير: يتمنى المواطنون أن تمتد أسواق الخضار والفواكه في بريدة من السوق المركزية الحالية حتى مقر مدينة التمور الجديدة.. فهل هناك شيء من هذا القبيل ولاسيما أن توسع النشاطين الزراعي والتجاري في المنطقة يفرض هذا المنطق خاصة أن المنطقة المحيطة بين السوق والمدينة منطقة قديمة ويسهل الاستفادة منها؟ - نعم أدرك أن الأسواق الحالية غير قادرة على استيعاب المنتج الزراعي المتزايد.. ولأننا نسعى إلى الاعتماد على النفس وتحقيق الأمن بمفهومه الشامل من خلال الغذاء، فإن البنية التحتية لهذا النشاط تحتاج فعلا إلى التوسع والأسواق الزراعية واحدة من أولويات هذه البنية.. ولعل تنقلات وتعدد الأسواق ببريدة يعبر عن ضرورة لم شتاتها وتنظيمها من خلال سوق ضخمة تتوافر فيها كل المقومات الأساسية للأسواق الزراعية، كالمرافق والمستودعات والثلاجات والتصنيع الأولي.. ومحطات التجميع والتبريد والشحن وغيرها نشجع المزارع على التوسع في زراعة وضمان تغطية تكاليف عمله وما أعرفه أن أمانة المنطقة لديها الآن دراسة متكاملة حول تطوير المنطقة المركزية بما فيها أسواق الخضار الحالية, فهناك مساع جادة لنزع ملكية تلك المنطقة ونأمل أن تتحقق تلك المساعي بالنجاح. أنا مع هذا التوجه الذي أشرتم إليه ولا سيما أن الخطوة تعتمد على دراسات حقيقية.. سندعم ذلك ونسعى إليها مستقبلاً... وسيكون هذا الموضوع واحداً من أهم محاور التطوير التي نستهدفها بالتعاون مع القطاع الخاص ورجال الأعمال الذين نبني عليهم آمالاً كبيرة في مثل هذه الأمور. * سمو الأمير: مدينة بريدة هي عاصمة منطقة القصيم وقاعدتها الأساسية ومع ذلك وإن كانت مدينة عصرية وجميلة إلا أن مداخلها لا تعبر عنها وبالذات المداخل (الجنوبي والغربي والشرقي).. فمتى سيتم تحسين هذه المداخل لتكون واجهة لهذه المدينة الحضارية؟ - نعم هذا صحيح وأوافقكم الرأي في أن مداخل مدينة بريدة لا تعبر على الإطلاق عن أهميتها وكثافة سكانها وأنشطتها المتنوعة، وسمو أمير منطقة القصيم وأنا تحدثنا عن هذا الموضوع تحديداً ولن يترك الوضع على ما هو عليه الآن وأمانة منطقة القصيم تعرف وجهة نظرنا هذه المبنية على رؤية المواطن والزائر للمنطقة، وأحب أن أبشر بأن الفترة القادمة ستشهد - بمشيئة الله تعالى - أوضاعاً تصحيحية لمداخل بريدة الأربعة ولا سيما من جهة الشرق والجنوب، فنحن غير راضين تماماً عن تلك الصور التي بكل تأكيد لا تناسب مدينة بحجم وأهمية بريدة قاعدة القصيم الإدارية ذات البعد التاريخي والنشاط التجاري والزراعي والصناعي. كما أن بريدة نقطة التقاء الطرق الرئيسية في المملكة ومحور مهم يستهدف الزائر والعابر علاوة على المواطن والمقيم في بريدة، ما أود الإشارة إليه أن هذا الأمر يحتل أولوية كبيرة بالنسبة للجميع وأعد - بمشيئة الله - بحله وفقاً لطموحات المواطنين. *سمو الأمير: مدينة بريدة تعاني من ازدحام متزايد خاصة في شوارعها الداخلية, والغريب أن الأمانة تحاول تعديل اعوجاج شوارع بشوارع أخرى أكثر اعوجاجاً، ومعنى ذلك أننا على الرغم من التقدم التقني في علم الهندسة والتخطيط, إلا أننا ما زلنا نعتمد على جواد الراحلة في فتح شوارعنا؟ - من حيث الازدحام نعم بريدة تعاني حالياً وستتضاعف المعاناة مستقبلاً إن لم يكن هناك حلول جذرية تقوم على دراسة هيكلية تقدم حلولا كافية.. ربما تكون الأمانة خلال مرحلة من المراحل وضعت مخططا للطرق الهيكلية وفقاً لإمكاناتها المتاحة. أنا هنا أؤكد لكم أن جميع الطرق بالمنطقة عامة وطرق بريدة ستشهد نقلة نوعية مستقبلية من حيث التخطيط ومستوى التنفيذ.. وأمانة المنطقة ستكون حاضرة بشكل أفضل في ظل الطموحات والتطلعات المنشودة وفي ظل متابعة واهتمام سمو وزير الشؤون البلدية والقروية, وزملاؤنا في أمانة المنطقة بالتعاون مع لجنة السلامة المرورية يعملون على مراجعة تخطيط الشوارع والمواصفات الهندسية للسلامة المرورية وإعادة تنظيمها في الطرقات التي تحتاج الى ذلك. * سمو الأمير.. تفتقد مدينة بريدة والمنطقة بشكل عام إلى مدن ترفيهية وحدائق مجهزة تلبي رغبات الجميع من الجنسين.. فهل لدى اللجنة إستراتيجية لتشجيع إقامتها؟ - أوافقكم أن المدن الترفيهية والحدائق ذات الأغراض المتعددة غير كافية الآن في بريدة وجميع محافظات المنطقة، حيث الكثافة السكانية العالية وضرورة مواكبة ذلك بمسطحات خضراء تحتضن الشباب والعائلات وتكون متنفساً وملاذا رائعا للمواطن واعتقد أن هذا العمل يجب أن يشترك فيه القطاعان الحكومي والأهلي، فالاستثمار في الترفيه يعد الآن مجالا رحبا وميدانا خصبا قادرا على تحقيق عوائد ربحية مجزية ولدى الأمانة حالياً خطط متنوعة يأتي في مقدمتها منتزه الملك عبد الله على طريق الملك فهد والدائري الشرقي وقد بدأ فعلاً العمل فيه وسيكون - بإذن الله - مقصداً مهماً من مقاصد الترفيه ببريدة والمنطقة بشكل عام, كما أن هناك منتزه الحاجب في عنيزة وهناك في المحافظات الأخرى مشروعات للحدائق جميلة جداً في المذنب والبكيرية والبدائع التي تمتاز بالنوافير الجميلة والتنسيق الحضاري الجيد، وكما أسلفت هناك جهود بلدية من الزملاء في الأمانة وبلديات المحافظات تستحق الشكر والإشادة ونتطلع إلى المزيد من التميز. *سمو الأمير.. كثر الحديث عن مطار القصيم الإقليمي.. فما هي الصورة المستقبلية له؟ أولاً، لا صحة على الإطلاق لما تردد أخيراً حول التوجه إلى تغيير موقعه، لأن المطار الحالي تم اختياره قبل عقود مضت بعناية فائقة جداً، لا من حيث الموقع ولا من حيث المساحة. فمطار القصيم لو لم يكن في هذا المكان لتم الآن اختيار موقعه الحالي كمطار إقليمي. ويسرني عبر الجزيرة أن أزف لأهالي القصيم بشرى وجود خطة مستقبلية جادة تتمثل في تطوير مطار القصيم الإقليمي في مكانه الحالي، وذلك من خلال اتفاقية مشتركة بين شركة القصيم للتنمية والهيئة العليا للسياحة، إذ تعتزمان مخاطبة هيئة الطيران المدني التي لن تدخر جهداً في سبيل تطوير المطار، لكي يصبح قادراً على استيعاب حجم الطلب، نظراً لنمو المنطقة والزيادة المطردة في عدد سكانها، وتنامي فرص الاستثمار والعمل، وزيادة الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية، وما يترتب على ذلك زيادة الحاجة إلى وسيلة النقل عبر الطيران. * سمو الأمير.. لجنة الاستثمار أخذت على عاتقها تنمية الفرص الاستثمارية بالمنطقة.. فهلا اطلعتم القارئ على فكرة هذه اللجنة وكيف تبلورت إلى واقع ملموس؟ - منذ أن تشرفت عام 1427ه بثقة ولاة الأمر بتكليفي نائباً لسمو أمير منطقة القصيم، شرفني سمو أمير المنطقة برئاسة لجنة تنمية الاستثمار بالقصيم، وبدأنا العمل بشكل ملموس، إذ قام عدد من الإخوة بالغرفة التجارية الصناعية بالقصيم بإعداد آلية عمل، وكان من ضمنها دعوة شركات عالمية لدراسة الاستثمار بالمنطقة، وتواصلت اللجنة التنفيذية مع هذه الشركات وتم اختيار شركة مينتور التي تعمل مع هيئة الاستثمار بالمملكة، والتي بدورها قامت بدراسة مستفيضة لجميع المجالات الصناعية والصحية والسياحية والتجارية، وبالفعل نفذت الدراسة، ولعل أحد مخرجات هذه الدراسة إنشاء شركة القصيم للتنمية. وسوف تتوالى -بإذن الله- خطوات تنمية الاستثمار، ونطمح حالياً لتوقيع سمو أمير منطقة القصيم مع هيئة الاستثمار وصندوق المئوية لإنشاء مجلس الاستثمار الذي سوف يكون امتداداً لعمل اللجنة، وسيواصل العمل الاستثماري الذي كانت تقوم به لجنة الاستثمار بشكل موسع، ونتطلع حالياً لتفاعل أكبر من قبل رجال الأعمال سواء في منطقة القصيم أو خارجها. وأنا متفائل كثيراً بمستقبل الاستثمار في المنطقة ولا سيما أن أبناء القصيم يجري في دمهم العمل التجاري والتطلع لتنمية منطقتهم. * سمو الأمير.. يقال إن (الاستثمار الأمثل هو الاستثمار في العقول أو البشر)، فهل لدى أجندة اللجنة أفكار وخطط حول تشجيع الاستثمار في هذا الجانب، من خلال الدعوة إلى إنشاء مراكز علمية أو مدن ترفيهية تستهدف العقل البشري، كمركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالمنطقة الشرقية (على سبيل المثال)؟ - سأجيب هنا بصراحة تامة.. لجنة الاستثمار تتعامل مع رجال أعمال، وأنت تعرف أن رجال الأعمال يبحثون عن الربح، لذا فإن منطقة القصيم والمملكة والوطن العربي بشكل عام لم تصل لمستوى أن يكون الاستثمار العلمي محط أنظار أصحاب الأموال، وأعتقد أن الاستثمار العلمي يعود إلى الجامعات والمراكز المتخصصة. وفيما يخص مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية، فذلك كان هدية كريمة من لدنه لأبناء الوطن ثم تم إهداؤه لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهذا دليل على ما ذكرته لك، فليس المهم أن تقيم مركزاً علمياً فقط لكن المهم كيفية تشغيله، وهذه أعتقد مهمة الجامعات. ونطمح في المنطقة إلى مبادرة جامعة القصيم إلى تبني مثل هذه المشروعات العلمية التي تنمي مهارات التفكير لدى أبناء الوطن من خلال برامج التعليم بالترفيه. * سمو الأمير.. الاستثمار الرياضي له أهمية كبرى لاحتواء الشباب وتنمية قدراتهم، فهل من الممكن أن يُطرح على طاولة اللجنة من خلال تشجيع رجال الأعمال على إقامة أكاديمية رياضية تنمي المواهب وتدعم المسيرة الرياضية؟ - الاستثمار الرياضي مهم جداً، وأنا دائماً أدعو لإيجاد متنفس للشباب وقضاء أوقات فراغهم بالمفيد، فمن الضروري أن يكون هناك آلية للاستثمار الرياضي، ونرحب بجميع المقترحات على طاولة لجنة الاستثمار التي تهتم بكل المقترحات والمبادرات، إذ إننا مستعدون لدعم أية مشروعات داعمة لأبناء الوطن, وأنا حقيقة أعتقد أننا بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد من جميع القطاعات وخصوصاً في الإجازات الصيفية لإيجاد متنفس للشباب وتنظيم فعاليات ومواقع ونشاطات متعددة لقضاء أوقات فراغهم بالتنسيق بين الجهات المعنية، كالتعليم ورعاية الشباب والجامعات والجهات الأخرى، لأن هناك طاقات مهدرة، وهناك أوقات فراغ تستحق توجيهها التوجيه السليم لا سيما في ظل ارتفاع نسبة الشباب لدينا بالمملكة. والواقع أن منطقة القصيم ومناطق المملكة بشكل عام بحاجة إلى إعداد برامج وأنشطة للشباب تنمي قدراتهم وتوجه طاقاتهم لكل ما هو نافع ومفيد. * سمو الأمير.. بمناسبة الحديث عن الشباب، كيف يرى سموكم الآلية المناسبة للقضاء على البطالة؟ - حقيقة أرى أن هناك جهوداً كبيرة من قبل القيادة -حفظها الله- للقضاء على بطالة الشباب، ولكن للأسف لدينا مشكلة كبيرة تكمن في غياب التنسيق بين الجهات المعنية لترجمة هذا التوجه على أرض الواقع، فمن الضروري أن تفعل عملية التنسيق بين التعليم والتعليم العالي ووزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية لتحديد احتياجات سوق العمل من أجل أن تضطلع كل جهة بدورها الرئيس في ذلك، بمعنى أن يعمد التعليم إلى توعية الطلاب بهذه الاحتياجات، وأن تعمل الجامعات على الاستعداد لاستقبال الطلاب وزيادة الكراسي في التخصصات المطلوبة، وهذا لن يتم إلا بإيجاد دليل دقيق لاحتياجات سوق العمل. كما أن لدينا بطالة انتقائية سببها بعض شبابنا الذين يرغبون بوظائف سهلة في مكان معين، وهذا يحتاج بطبيعة الحال إلى برامج توعوية تبرز أهمية العمل، ومن ذلك العمل المهني الذي أجد أن هناك نفوراً واستحياء من بعض الشباب على الإقدام عليه, كما أن القطاع الخاص عليه مسؤولية كبيرة في هذا المجال غير أنني أرى أنه لم يقم بواجبه على أكمل وجه. فتأكد أن التنسيق بين الجهات المعنية سوف يسهم مساهمة فاعلة في القضاء على البطالة بشكل كبير وملحوظ. * سمو الأمير.. ترأسون لجنة أصدقاء بنوك الدم.. فما هي الرسالة التي تسعون إلى إيصالها للمجتمع؟ - اللجنة كانت بمبادرة من قبل أخي مدير عام الشؤون الصحية بالرياض الزميل الدكتور هشام ناظرة عندما كان مديراً للشؤون الصحية بالقصيم، وعرض عليّ الرئاسة الفخرية للجنة، وهي حقيقة لجنة إنسانية تسعى لتفعيل دورها في سبيل توعية المواطنين بأهمية التبرع بالدم وأثره الصحي على المتبرع والمتبرع له. والحمد لله خطونا خطوات رائعة في تغذية بنوك الدم في المستشفيات بالمنطقة وخارجها كمستشفيات المشاعر المقدسة أيام الحج. ويجب أن أشيد حقيقة بوقفة رجال الأعمال ودورهم الملموس في دعم توجهات اللجنة، إذ تبرع عدد منهم بمختبرات متنقلة عبارة عن سيارات مجهزة، كما أثمن تفاعل المواطنين مع أهداف اللجنة وتبرعهم، إذ تبرع بعضهم عشرات المرات في تأكيد على الوعي الكبير برسالة اللجنة فيما يخص أهمية التبرعات الدم. * كلمة أخيرة... نحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام أولاً، ثم على وجود قيادة رشيدة تعمل ليل نهار على رفعة هذا الوطن وأبنائه، وأسأل الله العلي القدير أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظ هذه البلاد من كل مكروه. وأبارك للجميع قرب دخول شهر رمضان الكريم، نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام. كما أود أن أزجي شكري لك شخصياً أخي بندر على هذا اللقاء، والشكر موصول للقائمين على صحيفة الجزيرة ممثلين برئيس مجلس إدارتها الأستاذ مطلق المطلق ورئيس التحريرالأستاذ خالد المالك والمدير العام الأستاذ عبداللطيف العتيق وجميع منسوبيها. وأنا اعتبر شهادتي مجروحة في جريدة الجزيرة، فهي صحيفتي المفضلة ولها مساهمات متميزة، وانتهز الفرصة عبر هذا اللقاء لشكرهم مجدداً على مبادرتهم بإنشاء كرسي البحث في جامعة القصيم، وذلك لا غرابة فيه على صحيفة بحجم الجزيرة التي تعد من أرقى الصحف وأهمها على مستوى المملكة والوطن العربي بشكل عام. كما لا أنسى أن أشيد بدور جميع الزملاء بمكتب الجزيرة الإقليمي ببريدة على دورهم الملموس وتفاعلهم الدائم مع كل المناسبات والأحداث بالمنطقة.