تشير توقعات جهات المتابعة المختصة في الطقس، إلى أن أجواء المنطقة الشرقية تمثل بداية فعلية لدخول الصيف، والذي بدا واضحا في مستوى درجات الحرارة، وسط توقعات بأن ترتفع تدريجيا إلى بداية ومنتصف الاربعينات طيلة الفترة المقبلة. ويتفاوت الإحساس بالحر بحسب الموقع مرتبطا بالرطوبة وحركة الرياح، التي تنعكس بحالات من التباين بين وقت وآخر، فيما يكون الطقس حارا جدا بسبب المتغيرات الفصلية في مثل هذا الوقت من العام، وتتسم بعدم الاستقرار بسبب تشكل المنخفضات الموسمية وما يصاحبها من مؤثرات ذات شأن في سرعة واتجاه الرياح، بالاضافة الى تكوين الموجات الغبارية، التي تتكرر في نهاية فصل الربيع عادةً. وتستمر التقلبات الجوية حاليا بما يعرف بالسرايات، مصحوبة بهبوب الرياح القوية وتشكيلات للسحب التي ينجم عنها أمطار متفرقة، تكون مفاجئة على غير موعد في المؤشرات المسبقة، من ناحية تحديد الاماكن على نحوٍ مؤكد، الذي يعني امكانية المطر، متواصلا إن شاء الله تعالى قبل نهاية فصل الربيع فلكيا في نهاية شهرمايو المقبل تقريبا، كما يتضح في نماذج الخرائط الجوية والرصد الجوي، وجود بوادر لهطولات مرتقبة في غرب وجنوب المملكة، خلال بقية ايام هذا الاسبوع، قد تمتد الى اجزاء من المناطق الشمالية والوسطى. وفي سياق متصل، أشار المختص في ابحاث الفلك والطقس، الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، إلى أن اليوم يمثل بداية المرحلة الفاصلةٌ بين الصيف الهازل والصيف الجاد، ويتوافق ذلك مع أول موسم الكنة وتسمى كنة الصيف أو كنة الثريا، وهي لفظة مأخوذة من الشيء المكنون أي المخفى, ومنه الكنز المكنون وهو الشيء الغالي المخفى. وتعرف الكنة بتزهير الأشجار الشوكية مثل العنظوان والحرض والشفلح وكذلك باصفرار بطون الضبان والكنة من بين مواسم السنة التي تتصف بالمفاجآت من حرٍ ومطرٍ وغبارٍ ومدته أربعون يوماً، وهي خفاء الثريا عن الأبصار من باب الاصطلاح. ومن باب الواقع بقي على اختفائها عشرة أيام, وتظل في سباتها الافتراضي مدة أربعين يوماً، أما من ناحية الواقع فتختفي قرابة الأسبوعين، وذلك بعد أن تلتهمها الشمس بلسان شعاعها، ثم تظهر مرة ثانية بالجهة الشرقية قبيل شروق الشمس. وقال الدكتور الزعاق موضحا، إن أمطار الكنة تتصف بالغزارة وسحبها مطرزة بحبات برد ومشوبة بقصف الرعد ووميض البرق، الذي قد يتكرر موسما بعد آخر باذن الله، وهي آخر الأمطار الصيفية وهي أمطارٌ تطيل فترة اخضرار الربيع ولا تنبت نباتات جديدة، وتحيي السبط والعرفج والثمام والسخبر والضعة والشيح والقيصوم، ولا تنفع جوف الأرض لتشكل الحزام الحراري تحت وجه الأرض والذي يعمل على تبخير المياه بشكل سريع مهما كانت غزارتها ونتيجة لهذا التبخر الشديد لوجود الحرارة الأرضية والجوية تتشكل لدينا السحب المحلية سريعاً. وفي موسم الكنة يبدأ شمال الهند يصدر منخفضاً جوياً يسير عكس عقرب الساعة، ويمر بمحاذاة بحر قزوين وصحراء إيران الملحية، ثم إذا وصل إلى منطقتنا يضغط عليه جو البحر الأبيض المتوسط فيرتد إلينا بشكل ريح شمالية غربية قادمة من الصحراء مثيرة للغبار والأتربة، وهذا ما سوف نعيشه خلال الأيام القادمة إن شاء الله. وفي توقعات الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة، تنشط الرياح السطحية اليوم الثلاثاء، تكون مثيره للأتربة والغبار على مناطق تبوك والجوف والحدود الشمالية والأجزاء الشرقية من المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية ومنطقة المدينةالمنورة. فيما تكون السماء غائمة جزئياً إلى غائمة ويتوقع هطول الأمطار الرعدية بمشيئة الله، وتسبق برياح سطحية نشطة مثيرة للأتربة والغبار على مناطق جازان ونجران, وعسير, والباحة، بالاضافة الى مرتفعات منطقة مكةالمكرمة، وتمتد إلى منطقة المدينةالمنورة وحائل، وفي البحر الاحمر تكون الرياح غربية إلى جنوبية غربية بسرعة 15-35 كيلومترا في الساعة وارتفاع الموج الى متر ونصف في الحد الاعلى، وفي الخليج العربي تكون الرياح السطحية اليوم الثلاثاء شرقية إلى جنوبية شرقية بسرعة 15- 35 كيلومترا في الساعة، وحالة المياه في البحر من خفيف الى متوسط وارتفاع الموج من نصف متر الى متر ونصف. من جهته يتوقع المختص في الطقس والفلك، سلمان آل رمضان، أن تكون أجواء المنطقة الشرقية شديدة الحرارة هذه الايام، حيث تسجل درجات الحرارة قيما صيفية، ويختلف ذلك بحسب القرب من السواحل، نظرا لتأثير الرطوبة، وإن بدت منخفضة وبالتالي اجواء جافة نسبيا، الأمر الذي لا يشكل تلك المستويات المرهقة المعتادة بالفصل الساخن. وبالنسبة لموجات الغبار فانه لا يستبعد حدوث المفاجآت، متوافقة مع اواخر موسم السرايات المعروف بالتقلبات الجوية السريعة، الذي يعني استمرار موجات الغبار من جهة، واحتمال هطول الامطار مجددا خاصة في الجنوب والساحل الغربي. وتظل المتغيرات سمة غالبة في هذه الفترة، بما يتكرر خلالها من تباين غير نمطى في المنظومة الجوية، الذي يستبق الدخول الفعلي لفصل الصيف، كذلك فإن (السرايات) تمثل موسما غير مستقر ولا مجال في التنبؤ بامطارها مسبقا. وفي التعاطي الراصد لهذه الحالات، يكون التعامل مع الواقع آنيا، والمثال أن العديد من المناطق، شهدت امطارا لم تكن في خارطة التوقعات، الذي يؤكد مدى الصعوبة في التحديد للزمان والمكان، وفي التقديرات العامة تكون المبشرات حالة الانتظار مع التطلع متفائلا بالقادم بمشيئة الله، كما هو الشأن في قياسات فترة الأنواء، واحتمال ما قد يتكرر موسما بعد آخر، اذا تهيأت الاسباب باذن الله تعالى.