أكد الباحث الفلكي، الدكتور خالد الزعاق، بدء أول موسم الكنة اليوم الخميس؛ مشيراً إلى أن اسمها لفظة مأخوذة من الشيء المكنون أي المخفي، ومنه الكنز وهو الشيء الغالي المخفي. وأضاف: "تُسمى الكنة أو كنة الصيف أو كنة الثريا، وهو الموسم الفاصل بين الصيف الهازل والصيف الجاد، والكنة بين مواسم السنة يتصف بالمفاجآت؛ من حر ومطر وغبار، ومدته أربعون يوماً، وهي خفاء الثريا عن الأبصار من باب الاصطلاح".
وأردف: "أما من ناحية الواقع؛ فتختفي قرابة الأسبوعين؛ وذلك بعد أن تلتهمها الشمس بلسان شعاعها، ثم تظهر مرة ثانية في الجهة الشرقية قبيل شروق الشمس".
وتابع الباحث الفلكي: "أمطار الكنة آخر الأمطار الصيفية، وهي أمطار تُطيل فترة اخضرار الربيع، ولا تُنبت نباتات جديدة، وتحيي: السبط، والعرفج، والثمام، والسخبر، والضعة، والشيح والقيصوم، ولا تنفع جوف الأرض لتشكل الحزام الحراري تحت وجه الأرض، الذي يعمل على تبخير المياه بشكل سريع مهما كانت غزارتها، ونتيجة هذا التبخر الشديد لوجود الحرارة الأرضية والجوية، تتشكل لدينا السحُب المحلية سريعاً".
وقال "الزعاق": "في موسم الكنة يبدأ شمال الهند بإصدار منخفض جوي يسير عكس عقرب الساعة، ويمر بمحاذاة بحر قزوين وصحراء إيران الملحية، ثم إذا وصل إلى منطقتنا يضغط عليه جو البحر الأبيض المتوسط؛ فيرتد إلينا بشكل ريح شمالية غربية قادمة من الصحراء مثيرة للغبار والأتربة، وهذا ما سنعيشه خلال الأيام القادمة".
وأضاف: "خلال موسم الكنة؛ تنضج الضبان ويطيب أكلها، وتهيج الحيات والعقارب وجميع الهوام السامة، وتخرج من مخابئها".
واختتم بقوله: "من المتوقع أن يلفحنا غبار الكنة خلال الثلاثة أيام القادمة، مع انخفاض محسوس في درجات الحرارة".
واستشهد "الزعاق" بقول الشاعر: عذب السجايا وعوده بأول الكنة متى تزين السوالف وآخذ علومه من يومها والحشا ما عاد له خنه إلا لصوته وميعاده وملزومه ما اقول شفته وشفت البيض يتلنه أقول شفته وشفت الشمس منجومه ما أقول كن الجديل الليل لاكنه ليل خرعه الظلام وضيع نجومه