جميعنا شاهد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لدولة مصر الشقيقة، واستقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمليك ولوفد المملكة العربية السعودية. ندرك تماما أن هذه الزيارة الخاصة لملك الحزم والعزم تُعد الأولى لمصر منذ توليه الحكم -أيده الله-، وتحمل في طياتها الكثير من بشائر الخير بين البلدين. منذ العصور القديمة وهما ضلعان رئيسان في العالم العربي خاصة والعالم الإسلامي عامة.. فالتوتر الذي تعيشه المنطقة يحتاج لمثل هذا التكاتف بينهما اقتصاديا وعسكريا.. ولا شك بأن مصر تمثل العمق الإستراتيجي للأمتين العربية والإسلامية، ومشاركتها في قوات التحالف الإسلامي (#رعد - الشمال) بقيادة سلمان الحزم، أكبر دليل على قوتهما وعلاقتهما الوطيدة ببعضهما منذ زمن بعيد. زيارة الملك سلمان لجمهورية مصر أسفرت عن توقيع اتفاقيات مشتركة بين البلدين، ستأتي بالنفع الاقتصادي والعسكري المشترك.. والجميل في هذا المشهد هو ردود الفعل لدى الشعبين المصري والسعودي المشاهد في وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي، الذي يؤكد الحب والتكاتف والتعاون الذي برز من خلال الاتفاقيات التي تمخضت عن إنشاء صندوق سعودي مصري، واتفاقية التعاون في مجال الإسكان، وإنشاء 13 تجمعا زراعيا، وربط بري بحري بعد الإعلان الرسمي لجسر الملك سلمان، الذي يربط الدولتين عن طريق البحر الأحمر، الذي يأتي بفرح كبير من الشارع المصري والسعودي.. كل ذلك يدل على قوة العلاقة المتينة بينهما. إن دعم المملكة المتواصل لمصر الشقيقة ما هو إلا دعم لوحدة الصف بين الشعب المصري وتماسك الدولة لتبقى مستقرة، في ظل سقوط بعض الدول العربية التي انهارت اقتصاديا وعسكريا مثل سوريا ولبنان والعراق وليبيا وتونس.. وإن كان الأمر يعد أكبر وأبعد من ذلك بكثير، فعلاقة البلدين القوية ليست وليدة اللحظة، بل هي علاقة قديمة في جوانب عديدة ومتنوعة. إن الزيارة التي قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز جلبت بشاير الخير للشعبين السعودي والمصري، وعملت على أهمية توفير فرص العمل للشباب، وتقديم مشاريع جديدة في شمال المملكة لتكون دعما اقتصاديا كبيرا وتطورا للمنطقة. ومصر ليست دولة عربية فحسب، وإنما هي الأم في قارة أفريقيا، ويجب أن يعي الجميع أن مصر والسعودية يشكلان ثقلا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا في المنطقة وواجهة عالمية من زاوية أخرى. فلا تجعلوا بعض المتربصين الحاقدين يشككون في علاقة وقوة ومتانة البلدين. نعم مصر لنا ونحن لهم وعقيدتنا وشريعتنا هي من تحكم حبنا المتبادل كمسلمين. خاتمة.. مصر العروبة ومملكة التوحيد.. لا يمكن أن تراهما بعين واحدة.. انظر إليهما بعينيك لتتأكد أنهما في رأسٍ واحد.