في الزمن الراهن، يعاني الآباء والأمهات والمربون التربويون ومدربو الفئات السنية من آثار الفوز والخسارة التي تؤثر في سلوك الناشئ سلبا أو إيجابا مما حدا ببعض الآراء لإلغاء المجال التنافسي للصغار وجعل المسابقات ترويحية تنشيطية فقط وهناك آراء أخرى وهي الأكثر، أنه لا خوف من هذا الجانب إذا هذبت العملية التنافسية وتصدى لها التربويون بفن وإتقان في تسيير اثر النتائج على الناشئة. دور معلم التربية الرياضية في تعزيز الكثير من السلوكيات الإيجابية لدى الطلاب من خلال غرس القيم وبث روح الحماس المتزن والتركيزعلى المهارات في أداء اللعبة، وليس على الفوز أو الخسارة. بل يجب على معلم التربية البدنية أن يبتعد عن المثيرات التي من شأنها أن تغرس في نفوس الطلاب التعصب الرياضي، الذي ينعكس سلباً على دور المعلم الحقيقي في مثل هذه المواضيع. مؤكداً أن الميدان التربوي مليء بالعديد من النماذج المؤثرة التي تلعب دوراً كبيراً في غرس السلوك الإيجابي لدى الناشئة، إلا أن المؤثرات الخارجية من صحافة وإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير لها دور في غرس مفاهيم خاطئة لدى الناشئة وهي قلة وهناك دور كبير مشرق في تعديل هذا السلوك ايجابيا. ومثلما نطالب الناشئة بالفوز وزرع هذه الثقافة في نفوسهم وان يكون فريقنا دائما في القمة علينا أن نراعي هذا بتوازن دقيق ما بين رضاه الذاتي لممارسة الرياضة وما توفره له الرياضة من سعادة وصحة ونشاط من ناحية وطموحه المشروع إن كان موهوبا للكسب المادي أو المعنوي في حال الفوز أو تحقيق انجاز من ناحية أخرى. في المقابل علينا أيضا تقبل الخسارة وجعلها نقطة بداية لإعادة ترتيب الأوراق وتصحيح الأخطاء من أجل النهوض بقوة والاستعداد للفرص القادمة والنجاحات القادمة. أعتقد لو فهمنا معنى الفوز فسنعرف كيف نحافظ عليه بعيدا عن الغرور وعندما نفهم معنى الخسارة سنعرف كيف نتجاوز العيوب من اجل تفادي تكرار الأخطاء وتكرار الخسارات ويستفيد الناشئ من هذا في رسم أسلوب حياته كلها. عندما نفهم المعنى الحقيقي للخسارة أو الإخفاق سنعرف كيف نفوز وننتصر.