كما كان متوقعا، أدانت قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول السلوك العبثي للنظام الإيراني في المنطقة، وهذه انتكاسة كبرى لنظام الملالي، فاعتراف قادة الشعوب الإسلامية بدور إيران المخرب لمصالح الشعوب الإسلامية وإدانتهم لهذا الدور نتمنى أن يضع الشعب الإيراني على حقيقة قيادته التي تجره إلى مواجهة صريحة مع محيطه الكبير. نظام الملالي تكبر وتجبر وتوسع في مشروع ولاية الفقيه في السنوات الأخيرة بعد أن وجد الدعم المعنوي والسياسي الأمريكي الذي سلمهم العراق، وجاءت حكومة الرئيس الأمريكي أوباما لتطلق يدهم في سوريا ولبنان واليمن.. وغيرها، ثم جاء الاتفاق النووي الذي كان مشروعا لإثبات حسن السلوك الإيراني في المجتمع الدولي. بيان منظمة التعاون الإسلامي الذي حذّر إيران من دعم الإرهاب والتدخل في شؤون دول الجوار في المنطقة سبقه في مطلع هذا العام تصريح مهم لمسؤول أمريكي كبير، جاكوب ليو وزير الخزانة الأمريكي، الذي يرى ضرورة متابعة الأنشطة الإيرانية لكون إيران مازالت تشكل مصدرا لدعم الإرهاب الدولي، ودعم الاضطراب الإقليمي، وتمارس انتهاك حقوق الإنسان، وتعمل على تطوير القدرات الصاروخية البالستية. والموقف الأمريكي هذا تتفق معه مواقف الدول الكبرى الأخرى. أمريكا ومعها عدد من الدول الكبرى لن تصمد في دعمها لإيران، فهذه الدول تتبدل مواقفها السياسية حسب مصالحها ومصالح شعوبها، والمجتمع الدولي لن يصمد في دعم (حالة الثورة) لأية دولة، لان الثورات تقوم لتحقيق مصالح معينة ومحددة، ولا يمكن للمجتمع الدولي المعاصر أن يتقبل دولة في حالة ثورة دائمة. ربما تأتي دول أو دولة لاستغلال هذه الحالة الثورية للدولة، وهو ما حدث في العراق حيث جرت أمريكاإيران لتدمير الجيشين في العراقوسوريا، خدمة لإسرائيل، وماذا استفاد الشعب الإيراني من الثورة. نظام الملالي يجر الشعب الإيراني مجددا إلى عزلة حقيقية، سياسية واقتصادية ونفسية. الادانات المتتالية لسلوك نظام الملالي من التجمعات السياسية الإقليمية والدولية، وبالذات من محيطه الحيوي، العالم الإسلامي، سوف تترتب عليها مواقف رافضة أو متحفظة لأية علاقات مع إيران في مجالات عديدة بعيدة عن السياسة، وهنا بداية العزلة الحقيقية. بعد رحيل أوباما، الذي اخلص لإيران ودعم سياساتها في المنطقة، ربما تتبدل الأوضاع في أمريكا ويعود الموقف الأمريكي والدولي إلى التشدد السابق، وهنا يعود الشعب الإيراني إلى حالة الحصار الأقسى، والاتفاق النووي الذي صوره فريق روحاني على أنه أعظم انتصار دبلوماسي في تاريخ الإسلام، ربما يأتي في إيران من يتصوره بعكس ذلك تماما، وهذه طبيعة النظم السياسية الثورية تأخذ شعوبها للوراء، لأنها مسكونة بهاجس التخريب والإفساد في الأرض.