تواصل "الرياض" نشر حلقات كتاب "الظلام القادم من الشرق" لمؤلفه الزميل د.علي القحيص الذي يتطرق فيه الى الدور الخبيث والمخاطر المحدقة من قبل نظام الملالي في ايران، وهذا الكلام ليس من الخيال وإنما انتهجته سياسة إيران الخارجية وتصديرها لثورتها المزعومة للخارج حتى ولو كانت بالقوة، وهذا الموقف الايراني الممعن في العداء للمنطقة، والمليء بالتآمر على بلدانها وشعوبها، دفع بالمسؤولين الخليجيين إلى التوجس من النوايا الايرانية التي باتت مكشوفة للقاصي والداني. وهذا ما دفع وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي الى التنادي لعقد مؤتمر خاص بهذا الامر، محذرين من مغبة هذا التدخل والنتائج الخطيرة التي يمكن ان تترتب عليه ليس بالنسبة لإيران والدول الخليجية فحسب وإنما على المستوى الاقليمي والدولي، اذ عبروا عن قلقهم الكبير ازاء تدخل ايران المكشوف في البحرين قبل فترة ومحاولتها بذر الفتنة في هذا البلد الخليجي العربي وزرع الطائفية وإذكاء الفتنة المذهبية. الكشف عن مخطط إيراني للحرب على الخليج في مارس عام 2010م كشفت "المنظمة الإسلامية الأحوازية" عما أسمته "المفاصل الرئيسية للمخطط الإيراني السري للحرب المقبلة في المنطقة". ضابط في الحرس الثوري يكشف عن مخطط إيراني للاستيلاء على بعض دول الخليج العربية وقالت إن المخطط يقوم على "ضرب أهداف عسكرية وصناعية ومدنية دقيقة في الكويت، واحتلال محافظات في جنوبالعراق تمهيداً للدفع بنحو 400 ألف عسكري إلى منطقة الخفجي باتجاه المملكة، بالإضافة إلى شن هجمات بحرية وجوية على كل من الإماراتوالبحرينوقطر، وأكدت المنظمة في تقرير موسع نقلاً عن ضابط رفيع "متعاون معها" من استخبارات "الحرس الثوري" أن طهران حشدت "قوات ضخمة من الحرس والجيش والبحرية في الأحواز المحتلة وعلى طول الساحل الايراني والجزر الإماراتيةالمحتلة، استعداداً لشن حرب مباغتة، بإشراف شخصي من المرشد الأعلى علي خامنئي". وأوضح التقرير الذي نشرته صحيفة "السياسة" الكويتية في حينه انه في غضون 18 شهراً ستعلن إيران نفسها قوة نووية من خلال الكشف عن صنع ما بين قنبلتين وأربع قنابل نووية، أو ستعلن الحرب للخروج من الأزمات التي تمر بها ويشرف قائد الحرس الشخصي لخامنئي مباشرة على ترتيب مسرح العمليات والإعداد للحرب التي وضعت خطتها "لتتناسب مع جغرافية العراق والخليج العربي"؛ حيث "بلغ عدد القوات المسلحة نحو مليون و700 ألف جندي"، كما أعيد تموضع الكثير من فرق الجيش و"الحرس الثوري" وقوات التعبئة "الباسيج" تماشياً مع متطلبات تنفيذ المخطط الحربي. د. علي القحيص ووفقاً للتقرير، تم الإسراع في افتتاح الكثير من خطوط إنتاج الأسلحة والمعدات الحربية منذ 2005، كما تم استدعاء كل قوات الاحتياط في الجيش والحرس، و"رفعت حالة التأهب إلى المرحلة القصوى خصوصاً في الفرقة المدرعة 92 التابعة للجيش، والفرقة السابعة التابعة للحرس وهي من فرق النخبة". ويشمل المخطط "احتلال محافظات ميسان وذي قار والمثنى جنوبالعراق بغية فصل البصرة عن بغداد إضافة إلى "استهداف أهداف دقيقة عسكرية وصناعية ومدنية في شمال دولة الكويت فضلاً عن تجهيز وحدات من "آلاف الانتحاريين" وتحضير كميات هائلة من الغازات السامة، كما حولت القيادة العسكرية الإيرانية طائرات من طراز "ميغ 21" الصينية السريعة إلى "طائرات انتحارية مفخخة بمواد شديدة الانفجار ومواد أخرى كيماوية وبيولوجية لاستهداف البنية الدفاعية والصناعية والاقتصادية في الإماراتوقطروالبحرين". كما أعدت قواعد بحرية "لمهاجمة أهداف في قطروالبحرين عبر استخدام الزوارق والطرادات الهجومية السريعة". ويشمل المشروع الحربي الإيراني، خطط طوارئ بديلة تقوم على سياسة "الأرض المحروقة في الأحواز المحتلة أو مناطق أخرى من الخليج العربي ومنها التسبب بسيول اصطناعية (فتح السدود) وقطع الجسور وحرق مخازن العتاد العسكري والمؤن ومولدات ومنشآت الطاقة وضرب آبار ومصافي النفط، والقيام بعملية تبييض السجون عبر القتل الجماعي للأسرى الأحوازيين وغيرهم". ونشرت صحيفة البيان الإماراتية التابعة لحكومة دبي، في عددها رقم (78) تحت عنوان: (الخطة السرّية للآيات في ضوء الواقع الجديد)، نصَّ رسالةٍ موجَّهةٍ من (مجلس الشورى للثورة الثقافية الإيرانية) إلى المحافظين في الولاياتالإيرانية، وذلك في عهد الرئيس الإيرانيّ (خاتمي)،.. ومما جاء في تلك الرسالة:لقد قامت، دولة الإثني عشرية في إيران بعد عقودٍ عديدة، وبتضحية أمة الإمام الباسلة، ولذلك، فنحن - بناءً على إرشادات الزعماء الشيعة المبجَّلين - نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً، هو (تصدير الثورة)، وعلينا أن نعترفَ بأنّ حكومتنا - فضلاً عن مهمّتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب- فهي حكومة مذهبية، ويجب أن نجعلَ تصدير الثورة على رأس الأولويات، لكن نظراً للوضع العالميّ الحاليّ، وبسبب القوانين الدولية لا يمكن تصدير الثورة، بل ربما اقترن ذلك بأخطارٍ جسيمةٍ مدمِّرة.. ولهذا، فإننا وضعنا (خطةً خمسينيةً) تشمل خمس مراحل، مدة كل مرحلةٍ عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة إلى جميع الدول المجاورة، لأنّ الخطر الذي يواجهنا من الحكّام ذوي الأصول السنيّة، أكبر بكثيرٍ من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب، لأنّ أهل السنّة هم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمّة المعصومين، وإنّ سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم، ولتنفيذ هذه الخطة الخمسينية، يجب علينا أولاً، أن نُحَسِّن علاقاتنا مع دول الجوار، ويجب أن يكونَ هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم.. وأنّ الهدف هو فقط (تصدير الثورة)، وعندئذ نستطيع أن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنقضي على عالم الكفر ومن يعارضنا، ونزيّن العالم بنور التشيّع، حتى ظهور المهديّ المنتَظَر! ومنذ أن انتصرت الثورة الشيعية في إيران عام 1979م، صرّح زعماؤها وأولهم مرشد الثورة وزعيمها: الخميني، بأنهم لن يقفوا في ثورتهم عند حدود إيران، بل سيعملون على نشرها في بلدان العالَمَيْن: العربيّ الإسلاميّ، وبخاصةٍ في العراق ودول الخليج العربيّ ولبنان، ورفعوا شعاراً علنياً هو شعار: (تصدير الثورة)، وأعلن الخميني ذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانتصار ثورته، أي بتاريخ 11/2/1980م، لكنّ وقوع الحرب العراقية - الإيرانية التي هُزِمَت فيها إيران، ثم وفاة الخميني.. استدعى إعادةَ النظر في السياسة الثورية الانقلابية الإيرانية، بهدف ترتيب الأوضاع الداخلية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بعد الهزيمة.. من جهة، وبهدف الاستجابة لمتطلّبات التحوّلات الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفرّد الولاياتالمتحدة الأميركية بالهيمنة على العالَم.. من جهةٍ ثانية. لذلك كان لا بد من تغيير التكتيك والأسلوب، مع بقاء الهدف الاستراتيجيّ قائماً: تصدير الثورة، لكن من غير ضجيجٍ أو إثارة ردود الأفعال السلبية محلياً وإقليمياً ودولياً!.. وهكذا– لتصدير الثورة بالتكتيك الجديد- رُسِمَت الخطة الخمسينية (أي مدتها خمسون سنة)، التي سُرِّبَت منذ سنوات، ونشرها مكتب لندن لرابطة أهل السنة في إيران، وأبرز ما جاء فيها من مَحاوِر: 1 - الخطة تستهدف أهل السنّة داخل إيران وخارجها، وهي ذات صبغةٍ قوميةٍ فارسيةٍ ثقافيةٍ اجتماعيةٍ تاريخيةٍ سياسيةٍ اقتصادية دينية. 2- تعتمد الخطة على تحسين العلاقات مع الآخرين ما أمكن ذلك، وعلى نقل أعدادٍ من العملاء إلى الدول المستهدَفَة، وتجنيد عملاء مؤيّدين من شعوب هذه الدول المختَرَقة. 3- زيادة النفوذ الشيعيّ في مناطق أهل السنة، عن طريق بناء الحسينيات والجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية والمؤسّسات الطبية والصحية، وتغيير التركيبة السكانية، بتشجيع الهجرة الشيعية إلى تلك المناطق، وبتهجير أهل تلك المناطق منها. 4- توزَّع الخطة على خمس مراحل، مدة كل مرحلةٍ عشر سنوات: أ- المرحلة الأولى (مرحلة التأسيس ورعاية الجذور): إيجاد السكن والعمل لأبناء الشيعة المهاجرين إلى الدول المستهدَفَة، ثم إنشاء العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال والمسؤولين في تلك الدول، ثم محاولة خلخلة التركيبة السكانية عن طريق تشتيت مراكز تجمّعات أهل السنّة وإيجاد تجمّعاتٍ شيعيةٍ في الأماكن الهمهمة. ب- المرحلة الثانية (مرحلة البداية): العمل من خلال القانون القائم وعدم محاولة تجاوزه، ومحاولة التسرّب إلى الأجهزة الأمنية والحكومية، والسعي للحصول على الجنسية المحلية للمهاجرين الشيعة.. ثم التركيز على إحداث الوقيعة بين علماء السنة والدولة، من خلال تحريض العلماء على المفاسد القائمة وتوزيع المنشورات باسمهم، وارتكاب أعمالٍ مريبةٍ نيابةً عنهم، وإثارة الاضطرابات.. ثم تحريض الدولة عليهم، وذلك كله، للوصول إلى هدف إثارة أهل السنّة على الحكومات، حتى تقمعَ تلك الحكومات أهلَ السنّة. فيتحقق انعدام الثقة بين الطرفين. ج- المرحلة الثالثة (مرحلة الانطلاق): ترسيخ العلاقة بين الحكام والمهاجرين الشيعة العملاء، وتعميق التغلغل في أجهزة الدولة، وتشجيع هجرة رؤوس الأموال السنية إلى إيران، لتحقيق المعاملة بالمثل، ثم ضرب اقتصادات تلك الدول، بعد السيطرة عليها. د- المرحلة الرابعة (بداية قطف الثمار): التي تتميّز بالوصول إلى المواقع الحكومية الحسّاسة، وشراء الأراضي والعقارات، وازدياد سخط الشعوب السنيّة على الحكومات بسبب ازدياد نفوذ الأغراب الشيعة. ه- المرحلة الخامسة (مرحلة النضج): فيها تقع الاضطرابات الشديدة، وتفقد الدولة عوامل قوّتها (الأمن، والاقتصاد)، وبسبب الاضطرابات يتم اقتراح تأسيس (مجلسٍ شعبيٍ)، يسيطرون عليه ويقدّمون أنفسهم مخلِّصين لمساعدة الحكّام على ضبط البلاد، وبذلك يحاولون السيطرة بشكلٍ هادئٍ على مفاصل الدولة العليا، فيحقّقون هدف (تصدير الثورة) بهدوء.. وإن لم يتم ذلك، فإنهم يحرّضون على الثورة الشعبية، ثم يسرقون السلطة من الحكّام. إننا حالياً نشهد تنفيذ هذه الخطة الخمسينية الخبيثة بكل دقةٍ في بعض بلاد العرب والمسلمين، من مثل: العراق واليمن وسورية وبعض الدول العربية في شماليّ إفريقية.. وغيرها!.. ولعل افتضاح أمرهم وقع بسبب خروجهم عن بعض محاور خطتهم الخمسينية الخبيثة في العراق، وبسبب ممالأتهم للمحتل الأميركي والعدو الصهيوني، ضد العرب والمسلمين.. فوقعوا في فخ أحقادهم، التي دفعتهم لارتكاب أفظع الجرائم وأشدها فتكا في بلاد الرافدين، ما أدى لتعبئة الرأي العام العربي والإسلامي ضدهم بعد انكشاف نواياهم وعقائدهم وخلفيات سلوكهم المشين البشع ضد الشعوب العربيةالمسلمة. وأفكارهم المريضة هذه بدأت تسقط الواحدة تلو الأخرى، في أحضان أصحاب المشروع الصفويّ الفارسيّ المشبوه.. إذ لا بد من مشروعٍ مضادٍ يحمي الشعوب والأمّة والأوطان من هذا الشرّ الخطير القادم من بلاد فارس الصفوية، والخطر القادم من الشرق، أو الظلام القادم من الشرق لافرق! حيث يتزامن التغلغل الايراني مع تحركات ايرانية يقوم خلالها الجيش الايراني بمناورات بحرية في الخليج، تسوق في وسائل الإعلام انها استعداد لصد اي هجوم اميركي او اسرائيلي للتمويه عن حقيقة النوايا الايرانية. وكان مسؤولون إيرانيون هددوا أكثر من مرة بقصف دول الخليج وأن تدفع منطقة الشرق الأوسط بأكملها في حرب مدمرة إذا هاجمت الولاياتالمتحدة منشآتها النووية. حيث قال اللواء رحيم صفوي، أحد مستشاري خامنئي، إن إيران تتطلع إلى وضع يدها على منطقة الخليج لأجل خنق أميركا وباقي الدول الغربية. وهذا بحد ذاته مؤشر قوي على حقيقة النوايا الايرانية أما علي شمخاني، كبير المستشارين العسكريين لدى خامنئي، ووزيرالدفاع السابق فحذر دول المنطقة من حرب شاملة تستهدفها في حال نفذت الولاياتالمتحدة أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف أن دول الخليج ستكون هدفا للصواريخ البالستية الإيرانية وأن إيران لن تضرب القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة فحسب بل ستضرب أيضا أهدافا استراتيجية لدول الخليج. ولم يستبعد شمخاني ضرب مضخات النفط ومحطات الطاقة في دول الخليج العربي في حال إقدام واشنطن على توجيه ضربة عسكرية ضد طهران. أطماع الهيمنة الإيرانية في المنطقة لا يمكن مناقشة دور العامل الايراني في الاستراتيجية الايرانية، الا في اطار الهدف الاكبر الذي تسعى ايران الى تحقيقه في المنطقة، ونعني بذلك اطماع الهيمنة، وفي كل مرة يتحدث فيها احد في الوطن العربي او في العالم عن اطماع ايران في الهيمنة في المنطقة العربية، يخرج المسؤولون الايرانيون، ويعتبرون ان مثل هذا الكلام تشويه للمواقف الايرانية، ويذهب البعض منهم الى حد اعتبار ان هذا الكلام ما هو الا مجرد ترديد للدعاية الصهيونية والاميركية المعادية لايران.. يحدث هذا في الوقت الذي لا تترك فيه تصرفات ايران العملية على أرض الواقع في المنطقة والمواقف التي يعبر عنها كثير من مسؤوليها، وايضا الدراسات الاستراتيجية الايرانية، أي مجال للشك، في سعيها لأطماعها التوسعية وللهيمنة في المنطقة. ودون الدخول في أي تفاصيل هنا، يكفي ان نشير فقط الى بعض هذه المواقف والتصريحات الايرانية المعلنة: حامد زاهري، المسؤول الايراني السابق، قال : (هذا البلد هو بالفعل قوة عظمى في المنطقة.. لقد احتل المكانة الصحيحة، ولا مجال للعودة الى الوراء". محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، قال : لماذا لا تكون ايران هي حامل راية السلام والعدل، والتنمية والديمقراطية في المنطقة؟ ان المنطقة لا يمكن ان تنعم بالأمن والاستقرار في غياب ايران، وكل الدول بحاجة الى الوجود الايراني، حتى الأميركيين. بالطبع، حين يتحدث عن "حامل الراية" يعني ان تكون لايران الكلمة الفصل في شؤون المنطقة. وقيادة العالم الإسلامي حسب فهمهم! علي اكبر رضائي، المسؤول الكبير في الخارجية الايرانية قال: ان العقبة الاساسية في التوصل الى اتفاق اميركي - ايراني شامل ليس الصراع حول المصالح الموضوعية، ولكن قلق اميركا من وضع ايران كقوة عظمى في المنطقة.. ان الطريق الوحيد امام الولاياتالمتحدة لوقف هذه الحلقة المفرغة هو ان توافق على التعايش مع ايران كقوة عظمى. وإن آجلا او عاجلا، سوف لن يكون امام الاميركيين سوى قبول هذا)!. إذن، اطماع الهيمنة في المنطقة هي الهدف الاستراتيجي الاكبر الذي تسعى اليه ايران. وخاصة في اليمن عندما دعمت الحوثيين وأسقطت الحكم الوطني والشرعية اليمنية واستولت المليشيات الحوثية المتمردة على الحكم بقوة السلاح، بدعم مباشر ومعلن من إيران. وفي اطار هذا الهدف، تأتي أبعاد الاستراتيجية الايرانية الاقليمية والعالمية، وقد سبق لإيران أن أعلنتها صراحة لدعم مليشيات موالي لها في اكثر من بلد عربي. لكن نشير فقط، ودون شرح، الى الأبعاد التالية: اعتبار النفوذ الذي حققته ايران في العراق نقطة ارتكاز وانطلاق نحو تحقيق هدف الهيمنة على مقدرات المنطقة. استغلال القضايا العربية، وخصوصا الوضع في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، كأوراق ضغط وابتزاز للإدارة الاميركية. والهدف هنا هو دفع الادارة الاميركية الى الاعتقاد الراسخ بأنه ليس امامها من خيار سوى قبول وضع ايران كقوة اقليمية عظمى مهيمنة والتعامل معها على هذا الاساس، كما تتعمد شن الحملات على الدول العربية الكبرى وخصوصا المملكة ومصر ومواقفهما، وجوهر الهدف الايراني من وراء هذه الحملات هو محاولة ان تثبت أن هذه الدول العربية ليست اهلا لقيادة المنطقة، وان هناك فراغ قيادة، ايران هي المؤهلة لملئه ثم قبل هذا كله، يأتي العامل الشيعي ودوره في الاستراتيجية الايرانية. بذور الفتنة ومن يؤجج الطائفية: إن الذي ذكر سابقا يتعلق بتأثير الرؤية الايرانية على شيعة الدول العربية بوجه خاص، فماذا عن قراءتها من زاوية الوضع الطائفي وقضية الامن والاستقرار في المنطقة عموما؟ وان المدخل لمناقشة القضية من هذه الزاوية هو هذا السؤال : ما معنى ان تبني ايران سياستها الخارجية ورؤيتها الاستراتيجية الاقليمة على العامل الشيعي، أي على اساس طائفي بحت؟ (ليس لهذا أي تفسير سوى ان إيران تريد خلق وتأجيج فتن وصراعات طائفية في المنطقة العربية، وخصوصا بين مواطنيها من الشيعة والسنة). وعموما، نحن لا نتحدث هنا عن افتراض نظري فقد نفذت ايران بالفعل مخططها لتفجير الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة في العراق. وما فعلته بهذا الخصوص هي صفحة دموية سوداء لم تُرف كل تفاصيلها بعد. والنظام الإيراني بحديثه عن التحالف الاستراتيجي مع الجماعات والقوى الشيعية في الدول العربية، وبزعمه قيادة المطالبة بحقوق الشيعة، وبرؤاه حول دور الشيعة عموما، انما يستعدي شيعة الدول العربية على دولهم ونظمهم واوطانهم، ويشجعهم على التمرد. ويعني هذا ليس فقط تشجيعا على الفتنة والصراعات الطائفية، وانما تشجيع على الفوضى في الدول العربية ، وسعيا لتقويض الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي في المنطقة. * واخيراً: (إن ايران زرعت بذور حرب طائفية بين الشيعة والسنة، يمكن ان يكون لها آلاف الضحايا. وقد آن الأوان لأن يقوم المجتمع الدولي والقيادات الدينية والسياسية والمثقفون في العالم الاسلامي بالحيلولة دون الترويج لهذه الأفكار المدمرة التي تنمو وتترسخ في أذهان عامة الشيعة). مظاهرات البحرين بتنظيم إيراني