واصل عشرات النواب العراقيين امس اعتصاما بدأوه بعد ظهر الثلاثاء داخل مبنى البرلمان؛ للمطالبة بإقالة رئيس المجلس سليم الجبوري اثر تأجيل جلسة تصويت على مرشحي رئيس الوزراء حيدر العبادي، وفقا لمصادر برلمانية. وبدأ الاعتصام الثلاثاء في قاعة اجتماعات مجلس النواب باحتجاجات وصيحات اطلقها عدد كبير من الاعضاء اثر قيام رئيس المجلس بتأجيل جلسة التصويت الى اليوم الخميس. وطالب النواب بالتصويت على قائمة مرشحين قدمها العبادي الاسبوع الماضي الامر الذي يتقاطع مع رغبات قادة كتل سياسية رئيسية. وقال النائب اسكندر وتوت ان «الاعتصام الذي استمر ليلة الثلاثاء بمشاركة اكثر من خمسين نائبا، مستمر حتى تنفيذ مطالب النواب». وشارك في الاعتصام نواب يمثلون جميع الكتل السياسية، وفقًا للمصدر. ورغم إرجاء جلسة التصويت الى الخميس اكد وتوت «انعقاد جلسة طارئة بعد ظهر الاربعاء، بحضور او عدم حضور رئيس المجلس» سليم الجبوري. وذكر مصور فرانس برس، ان حوالى ثمانين نائبا انتشروا داخل قاعة الاجتماعات، وردد النواب بعد ان صعد احدهم على احدى الطاولات وهتف «نعم نعم للاصلاح.. كلا كلا للمحاصصة». فيما انتشرت في المكان فرش استخدمت لنوم النواب داخل القاعة ليل الثلاثاء، وفقا للمصدر نفسه. واكدت النائبة زينب الطائي عن التيار الصدري، احد المشاركين في الاعتصام، ان «الاعتصام استمر ليلة الخميس داخل مبنى البرلمان بمشاركة حوالى 55 نائبا من مختلف الكتل السياسية». واضافت ان «المطلب الرئيسي للنواب هو اقالة رئيس المجلس ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية (فؤاد معصوم)» وتابعت «لقد وقع اكثر من 150 نائبا على هذه المطالب». جلسة طارئة وذكر مصدر في مكتب رئيس البرلمان في وقت لاحق، ان الجبوري سيعقد جلسة طارئة لمجلس النواب الاربعاء برئاسته، بناء على طلب قدم له الثلاثاء من 61 نائبا. وعلق النائب مهدي الحافظ ان «هذا غير صحيح» وتابع ان «الاعتصام تعبير عن حاجة وطنية ويجب ان يحقق اهدافه وبدونه ستستمر المشاكل في البلاد». واستمر تولى مرشحي الاحزاب الكبيرة خلال السنوات الماضية، للمناصب الوزارية المهمة في البلاد بدعم من احزابهم التي تريد السيطرة على الموارد ومواصلة نفوذها دون اكتراث بمصير البلاد. وقدم رئيس الوزراء الثلاثاء، قائمة باسماء 14 مرشحا للتصويت عليها في مجلس النواب بعد مفاوضات مع الكتل السياسية الرئيسية في البلاد، والتي اعتبرها اعضاء المجلس محاباة للاحزاب السياسية. ويسعى العبادي الى تشكيل حكومة من وزراء تكنوقراط مستقلين أكاديميين لكنه يواجه معارضة من الكتل السياسية الرئيسية التي تعمل على السيطرة على النفوذ وموارد البلاد. وكان العبادي قدم الاسبوع الماضي الى مجلس النواب قائمة مرشحيه الى الحكومة التي يريد تقليص عدد حقائبها أيضا، لكنها واجهت عندها معارضة كبيرة من الاحزاب الرئيسية التي تهيمن على السلطة في البلاد. ويريد العبادي ايضا حكومة خبراء مستقلين بعيدا عن النخبة السياسية. ويقول منتقدون إن الساسة يستخدمون نظام الحصص العرقية والطائفية الذي وضع بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في 2003 لجمع الثروات واكتساب النفوذ. ويصنف العراق وهو بلد مصدر للنفط ويملك واحدا من أكبر احتياطيات النفط في العالم في المركز رقم 161 من 168 في مؤشر الفساد الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية. وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في زيارة لبغداد يوم الجمعة العراق على عدم السماح للأزمة السياسية بالتدخل في المعركة ضد المتشددين وعبر عن دعمه الكامل لرئيس الوزراء. واقترح العبادي الحكومة الجديدة نتيجة الاستياء الشعبي من نقص الخدمات الأساسية في بلد يواجه أزمة اقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط. اختطاف ميدانيا، ذكرت مصادر من الشرطة العراقية أن عناصر من تنظيم «داعش» اختطفوا فجر الأربعاء 33 شابا ورجلا كانوا يحاولون الفرار من المناطق التي يسطر عليها التنظيم في قضاء الحويجة غربي مدينة كركوك 250/ كلم شمال بغداد. وقالت المصادر: إن 33 شابا ورجلا من أهالي قضاء الحويجة ونواحي الزاب والرياض والعباسي كانوا في طريقهم للهروب من مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش صوب جبال حمرين وناحية العلم في محافظة صلاح الدين، إلا أنهم وقعوا بكمين نصبه عناصر التنظيم، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة. وأوضحت أن «معظم المخطوفين من عناصر الأمن السابق والموظفين». يذكر أن مناطق غرب وجنوب كركوك تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ يونيو من عام 2014.