كما توقعنا اتخذت الجولة ال(22) من دوري جميل 3 طابع التحدي والجد والمنافسة الشرسة بعيداً عن الاستعراض و(البروباغندا) وهذا واقع حقيقي ل ايختلف عليه اثنان حيث نجح فريق الشباب في عرقلة جاره الهلال بالتعادل(1/1) ودفع ورفع فريق الاهلي بالانفراد بالقمة بفارق ثلاث نقاط.. وبقيت أزمة النصر مفتوحة وخسر أمام الفتح(1/2) وجُل الفرق مازالت تتلظى تحت مظلة الحذر والخوف وحبس الانفاس وسط أجواء ملبدة.. وهذه الظواهر ليست زائراً جديداً على الدوري وإنما هم ضيوف ثقال الدم يحضرون في أوقات الذعر والتوتر والزنقة. ٭ وجماهير الاندية السعودية مستنفرة وتستغيث من مشروع انقلاب الكراسي.. والخطر الغامض والمُحدق بغالبية الفرق.. أما القمة فربما ستبقى معلقة ومظلمة حتى الاسبوع (24) يعني الجولة بعد القادمة موعد كلاسيكو الاهلي والهلال الذي هو حلم وهدف وطموح ومصير الفريقين الكبيرين والفائز سيضمن بطولة الدوري (90%) أما الرحلة المزلزلة الثانية من (الاسفل الى الاعلى) فلن تكون نزهة بل هي حرب البقاء من أجل المصير والمستقبل وهذه أبرز عناوين الجولة(22). ٭ صحا فريق الشباب من غفوته.. وانتفض بقوة أمام جاره الهلال ومع انه فقد المزاحمة على الصدارة لكنه كان ينتظر اللحظة السانحة ليسدد ضربة مدوية ويتدخل في فرض هوية بطل الدوري بتعادله مع الزعيم (1/1) ورغم تفوق الهلال في السيطرة والاستحواذ إلا انه كرر اخطاءه القاتلة دون اصلاح، ولعب بتسرع ورعونة وظهر الشباب في المراحل الاخيرة من المباراة أكثر فاعلية وانسجاماً وتصميماً لنيل التعادل وحقق مراده بهدف الجزائري بن يطو والهدف يتحمل مسؤوليته الحارس شراحيلي.. والتعادل رفع الاهلي للانفراد بالصدارة بفارق ثلاث نقاط. ٭ أزمة فريق النصر مازالت وستبقى مفتوحة من كل الاتجاهات وكثرت تداعيات تعثره.. وتشعب هزائمه على المكشوف.. فباتت البهجة نادرة والخيبة مُقيمة.. حتى أن لاعبيه لم يعودوا يملكون القدرة على تهديد حتى فرق القاع.. حيث اكتفى فريق الفتح بشكة دبوس وهذا مصير كل فريق منتفخ.. العالمي يحتاج إلى غربلة شاملة بعد انتهاء الدوري.. وأكثر من سبعة لاعبين باتوا عالة على فريقهم وفي طليعتهم الحارس العنزي الذي تسبب بأخطاء شخصية تسببت بهزيمة النصر بأكثر من خمس مباريات.. والمهزله انه مازال اساسياً في التشكيلة.. وشاهدنا الضحكات مرسومة على وجوه اللاعبين.. والدموع تتصبب من مدرجات النصر بالمقابل استحق الفتح الفوز بجدارة(2/1). ٭ ولم يجد الاهلي صعوبة بفوزه على الفيصلي في المجمعة(2/1)وتلقى الفرحة الكبرى بتعثر منافسه الهلال بالتعادل أمام الشباب وجاءت الفرحتان بمثابة الحديقة الخلفية المحفزة لنجوم الراقي لمواكبة الانعطاف الحاسم وتشديد القبضة أكثر على الصدارة ولا ننسى ايضاً صدارة الهداف عمر السوما لقائمة هدافي الدوري برصيد(19) هدفاً.. وفريق الفيصلي وبعد عدة صدمات لابد أن يعترف بتراجع مستواه ونتائجه. ٭ وفريق الخليج أوقعنا في حيرة بسبب تذبذب نتائجه وتقلب مستوياته.. وآخر مباراتين منى بهزيمتين قاسيتين أمام الاتحاد(1/4) وقبلها الهلال (0/3) والنكبتان من صنع ايدي ابنائه اللاعبين قبل الخصوم.. فلا تفركوا أيديكم من الملح فأنتم السبب بعد نجاحكم في تطويق وترويض الفرق الكبيرة وتعطيلها.. تعرضتم لهزائم لايمكن بلعها مثل الخسارة أمام فريق هجر.. بالمقابل استفاق فريق الاتحاد أمام الخليج وقدم عرضاً باهراً وفاز واسعد جماهيره. ٭ فريق هجر بات خطاً جغرافياً في دوري جميل وبات قاب قوسين أو أدنى من الهبوط عطفاً على تواضع مستواه.. وسوء نتائجه وإلا ماذا يعني خسارته في(17) مباراة من أصل (22) حتى الآن.. وخسارته الاخيرة والقاسية أمام فريق التعاون بأربعة أهداف نظيفة يصعب بلعها.. لقد بات أمام هجر قابلية وأولوية لاستضافة الهبوط.. والغرق أكثر من يأسه ومصيره المظلم.. أما التعاون فاستعاد نشاطه وتوازنه إثر خسارته الاسبوع الماضي أمام النصر.. ففاز السكري باقتدار وجدارة وسهولة على هجر وعزز رصيده إلى(41) نقطة. ٭ وواظب فريق القادسية على تفجير طاقاته وطموحاته.. وفاض عطاءً وإبداعاً وتكتيكاً وألحق بفريق نجران هزيمة أليمة قوامها (4/2) ورفع رصيده إلى (20) نقطة وهذه الحصيلة ليست خشبة الخلاص والنجاة.. نعم النقاط الثلاث مفيدة رفعت الروح المعنوية والمركز الحادي عشر أراح نسبياً جماهير الخبر لكنها غير كافية وغير مطمئنة.. والقادم مازال صعباً.. أما نجران فكان مفككاً وسيئاً.. أغلق كل ملاذات توفير الامان واستحق الخسارة وبقي على (19) نقطة متساوياً مع الرائد. ٭ وهرب فريق الوحدة ونجا من منطقة الألغام وبات بوضع مطمئن بعد فوزه على الرائد(3/1) ولأن المنطق يقول: لاتستطيع الصعود إلى الطائرة أو القطار من دون دفع ثمن البطاقة.. وفوز فارس مكة كان انتفاضة مدوية قطف فيها حصاد العناء والشقاء واستحق الفوز.. فيما تلقى الرائد صدمة مؤلمة.. فبعد فوزه المبهر في الجولة (21) على الفيصلي بخماسية.. عاد وخيب الآمال هذا الاسبوع وتعرض لهزيمة يصعب بلعها وعاد لمنابع الخطر والمركز الثاني عشر... وإلى اللقاء.