تحظى الزيارة المرتقبة لقائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- لمصر بأهمية خاصة على مختلف الأصعدة الاسلامية والعربية والدولية، فالبلدان يتمتعان بأثقال سياسية واقتصادية حيوية وهامة في المنطقة وبامكانهما الوصول الى تسويات مناسبة لكل الأزمات القائمة، ويحظيان باحترام سائر دول العالم قاطبة لقاء التوازن المشهود في كل القرارات المتخذة من البلدين تجاه معظم القضايا العالقة والشائكة. ولا شك أن المحادثات بين القيادتين السعودية والمصرية أثناء الزيارة سوف تتناول الجوانب السياسية والاقتصادية بحكم أن الملفات الخاصة بالجانبين تمثل قمة اهتمامات البلدين، ويمكن للرؤى المتطابقة والمتجانسة بينهما حيال مختلف القضايا الخاصة ان تمثل دورا حيويا للسعودية ومصر بامكانهما القيام به لحلحلة سائر الأزمات السياسية والاقتصادية على الساحتين الاسلامية والعربية. واذا تفحص أي مراقب للجانب السياسي بين البلدين فسوف يكتشف دون مشقة وعناء أن وجهات النظر المتطابقة بينهما كفيلة بمعالجة العديد من القضايا العالقة كأزمة الشرق الأوسط والحرب اليمنية والأزمتين السورية والعراقية، وبامكان الرؤى المشتركة بين البلدين أن تعالج الكثير من تلك الأزمات الشائكة بروح من التضامن العربي المنشود والرغبة في انقاذ الدول العربية من أخطار الانجراف وراء الحروب والقلاقل والارهاب. وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فان المملكة يهمها دعم الاقتصاد المصري بشتى ضروب الدعم وألوانه لاسيما مايتعلق منه بالاستثمارات السعودية الطائلة التي ضخت في مصر، ويمكن لهذا التعاون الاقتصادي بين البلدين أن يعود بخيرات وفيرة على أبناء الشعبين الشقيقين، وينهي الأزمات الاقتصادية التي مرت بها مصر، وهو أمر يهم قيادة المملكة الحكيمة. وقد واجهت مصر كما واجهت المملكة أصنافا متعددة من الارهاب الذي أدى الى الحاق الضرر بالمنشآت والمنجزات الحضارية فيهما، وألحق أضرارا بدور العبادة، وألحق أضرارا بالثروة البشرية في البلدين حيث سقط من سقط في تلك العمليات الارهابية وجرح من جرح، وازاء ذلك فان القيادتين سوف تبحثان ملف الارهاب ووضع الاستراتيجية المناسبة بين البلدين لاحتواء ظاهرة الارهاب ومحاولة اجتثاثها من جذورها داخل البلدين الشقيقين وخارجهما. ويبدو واضحا للعيان أن الزيارة سوف تهتم بدعم العلاقات السعودية المصرية في كل جوانبها الثقافية والعسكرية والاعلامية ونحوها ولن يقتصر الدعم على الجانبين السياسي والاقتصادي رغم أهمية بحثهما خلال الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لمصر، فكل جوانب التعاون سوف تؤدي دون شك الى مردودات ايجابية سوف تعود على أبناء الشعبين بخيرات وفيرة. سوف تحقق الزيارة المرتقبة كما ترى الأوساط السياسية في العالم العربي انجازات عديدة سوف تساهم في حلحلة العديد من القضايا الساخنة في بؤر التوتر القائمة في كثير من الأمصار والأقطار الاسلامية والعربية، وسوف تدفع باقتصاد مصر الى آفاق جديدة وواسعة، وسوف تؤدي الى مناقشة مختلف المسائل ذات العلاقة بمصالح البلدين العليا، وسوف تدعم العلاقات القائمة بين البلدين مع مختلف القوى الكبرى النافذة.