رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية , اليوم الملتقى الطبي الأول لزراعة القوقعة ، الذي تنظمه جامعة الدمام ممثلة في وحدة زراعة القوقعة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع للجامعة ، بحضور محافظ الخبر سليمان بن عبدالرحمن الثنيان وعدد من المسئولين والمهتمين والمتخصصين ، وذلك في فندق المريديان بالخبر . و بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم ، ثم قدمت رئيسة قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة رئيسة وحدة زراعة القوقعة بمستشفى الملك فهد الجامعي الدكتورة ليلى محمد التلمساني عرضاً تعريفياً عن فقد السمع و زراعة القوقعة الالكترونية . بعدها شاهد سموه والحضور فيلماً وثائقياً بعنوان " أنا أسمعكم أنا معكم " . ثم ألقى معالي مدير جامعة الدمام الدكتور عبد الله الربيش كلمة أوضح فيها أن الجامعة حرصت على أن تضمن خدمة المجتمع والتنمية في استراتيجيتها جزءً لا يتجزأ من رسالتها والتأكيد عليها في قيمها وتشريعاتها الداخلية وأن تكون محوراً رئيساً ضمن أولويات التخطيط الاستراتيجي كمفهوم وممارسة وتطبيق والنظر إليه كنهج أخلاقي التزاماً ومشاركة ، وتتشعب أدوار الجامعة التي تترجم من خلالها مسؤوليتها المجتمعية إلى عدد من المبادرات والبرامج التي تؤدي إلى أدوار ريادية متميزة ، ومن ذلك برنامج زراعة القوقعة السمعية الذي بدأ قبل أربع سنوات تم خلالها زراعة القوقعة ل 130 حالة من فئات عمرية مختلفة تتراوح من سنة واحدة إلى 68 عام تكللت جميعها بالنجاح وانعكست وبشكل إيجابي على حياتهم وتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم ومن ذلك تحصيلهم العلمي . وأفاد الدكتور الربيش أن هذا البرنامج يأتي وفاءً لحاجة المجتمع الملحة في تفعيل دور ذوي الاحتياجات الخاصة في عملية التنمية ودمجها في المجتمع والبيئة واستجابة لتوجيه طالما أكد عليه سمو أمير المنطقة الشرقية من خلال اجتماعاته بمسئولي الأجهزة الحكومية أو من خلال استضافته لمنسوبي مؤسسات المجتمع المدني في مجلس سموه الأسبوعي ، مشيراً إلى أن الجامعة عازمة - بإذن الله - في العام الجامعي 1438 / 1439ه وبعد استكمال المتطلبات اللازمة في استيعاب عدد من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة السمعية في بعض المناسبات بعد اجتيازهم فترة التأهيل. عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة أعرب فيها عن سعادته بافتتاح الملتقى الأول لمرضى زراعة القوقعة ومشاركة المرضى فرحتهم بعد أن تم استكمال زراعة القوقعة السمعية لهم بجهد متميز من قبل عدد من الكوادر الوطنية المتخصصة من الأطباء والفرق المساندة لهم ليساهموا بمسيرة التنمية لهذا البلد ويقومون بدورهم في المجتمع . ونوه سموه أن حاسة السمع تعد واحدة من أهم الحواس التي يعتمد عليها الفرد في تفاعلاته مع الآخرين خلال مواقف الحياة المختلفة ومن ثم فإن الإعاقة السمعية من اشد وأصعب الإعاقات الحسية التي تصيب الإنسان وتعيق تفاعله مع البيئة المحيطة ، مشيراً إلى أن برنامج زراعة القوقعة السمعية يمثل إضافة حقيقية إلى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في المنطقة الشرقية ويشكل بنفس الوقت مبادرة توعية لخدمة المجتمع إلى فئة عزيزة من ذوي الاحتياجات الخاصة السمعية ، و وصول هذا البرنامج إلى هذه المرحلة من النجاح يعكس ما تحظى به الخدمات الصحية من دعم ومساندة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وما وصلت إليه الخدمات الصحية من تطور و رقي وإمكانات كانت حتى وقت قريب لا تتوفر إلا خارج البلاد ، مشيداً بقدرة الكوادر الوطنية على استيعاب أحدث التقنيات ونقل التجربة والخبرة العالمية في المجالات الطبية وتسخيرها لخدمة الوطن والمواطنين. ولفت سمو أمير المنطقة الشرقية إلى أن هذه المبادرات والبرامج الموجهة لإعادة تأهيل ممن أصيبوا بهذه الإعاقة تؤكد اهتمام القيادة الرشيدة - أيدها الله - من الاستثمار في الإنسان باعتباره رأس المال البشري و ركيزة التنمية مهما كانت إعاقته أو احتياجه ، حاثا سموه الجميع وخصوصاً رجال الأعمال والشركات إلى المساهمة في هذه البرامج وتوفير ما يمكن أن تقدمه لهذه الفئة من دعم مالي ومعنوي والعمل على تعزيز هذا البرنامج لاستيعاب اكبر عدد ممكن من المرضى أصحاب الاحتياجات الخاصة السمعية . ورحب سموه في ختام كلمته بضيوف المنطقة والمشاركين في الملتقى شاكراً معالي مدير جامعة الدمام وزملائه منسوبي الجامعة وكذلك منسوبي مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر والجهات الداعمة ، متمنيا للجميع دوام التوفيق والنجاح . إثر ذلك تسلم سمو الأمير سعود بن نايف درعاً تذكارياً بهذه المناسبة من قبل رئيسة وحدة زراعة القوقعة بمستشفى الملك فهد الجامعي الدكتورة ليلى محمد التلمساني ، كما تسلم مدير جامعة الدمام درعاً تذكارياً مماثلاً . وفي ختام الحفل افتتح سموه ورشة العمل والتقى بالأطفال الذين تمت لهم زراعة القوقعة .