أظهرت شركة سامسونج للإلكترونيات أجهزة واقع افتراضي جنبا إلى جنب مع أحدث هواتفها الذكية الجالاكسي إس 7، في أحدث محاولاتها لبعث الحياة في خط الإنتاج الرئيسي لديها وانتزاع الهيمنة مرة أخرى من شركة أبل. طرحت الأجهزة الجديدة للبيع قبل بضعة أيام من خلال شاشة قياسها 5.1 بوصة باستخدام شركة إكسيونز التابعة لها أو معالجات كوالكوم، مع نموذج أكبر بحجم 5.5 بوصة مزود بنفس النوع من الغلاف المحيط الذي عرضته الشركة لأول مرة العام الماضي. في الوقت الذي تبدو في الأجهزة مماثلة تماما لجهاز إس6، تعيد سامسونج فتحة بطاقة الذاكرة وتضيف بطارية بعمر أطول بعد غياب وحدة الطاقة القابلة للإزالة التي أزعجت جماهير المعجبين العام الماضي. الجهود التي تبذلها سامسونج للفوز مرة أخرى بالعملاء شهدت حفاظها على النموذج والشكل الذي كان موجودا العام الماضي في الوقت الذي تصلح فيه أوجه القصور وتروج لدورها المحتمل في طفرة الازدهار القادمة في الواقع الافتراضي. مع تراجع الإيرادات في سوق الهواتف الذكية البطيئة وتأثر الأسهم بالانخفاضات الثلاثة السنوية المباشرة، تحتاج أكبر شركة في كوريا الجنوبية إلى منتَج ثوري بعد فشل جهاز إس6 في تحطيم الأرقام القياسية التي كانت متوقعة. قال «لي جاي يون»، المحلل في شركة الأوراق المالية يوانتا، في سيؤول: «تحاول سامسونج تحويل أنظار العملاء نحو المنتجات المجمعة، مثل سماعات في آر والكاميرا ب 360 درجة، الأمر الذي يمكن أن يساعدها على إبقاء هامش الهواتف الذكية دون تراجع. هذه محاولة جيدة لكن سامسونج لا يمكنها المساعدة في خفض أسعار الهواتف الذكية الجديدة للحفاظ على حصتها في السوق». في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة في برشلونة، كشفت سامسونج عن كاميرا ب360 درجة مصممة لتعمل مع جهاز إس7. وقد أطلق إيان فوج، المحلل لدى آي إتش إس للتكنولوجيا، على هذا الملحق (جير360) اسم «منتج هالة» سوف يساعد في تعزيز مبيعات الهواتف الذكية في السوق العالمية المتراجعة. قال جان-دانيل آيم، نائب رئيس العمليات الأوروبية للاتصالات في شركة سامسونج، في مقابلة أجريت معه: «من الواضح أن سوق الهواتف الذكية آخذة في التباطؤ قليلا. عندما تستخدم أحد تلك الأجهزة الجديدة، يكون لك أكثر من مجرد هاتف، فهنالك الكاميرا الخاصة بك، ومشغل الموسيقى، وجهاز التلفاز، والمسجل الخاص بك، يوجد كل شيء وأكثر، وسيأتي المزيد». تخلت سامسونج عن البطاريات القابلة للإزالة وفتحة بطاقة الذاكرة من هاتفها السابق العام الماضي لأنها سعت لجعل أجهزتها أرق حجما. وهذه الخطوة كان لها نتائجها العكسية لأنها تسببت في القضاء على اثنتين من الطرق الرئيسية التي كانت تميز فيها الشركة أجهزتها عن هواتف الآيفون. خفضت سامسونج الأسعار الخاصة بالهاتف الذكي إس6 في يوليو من العام الماضي، بعد 3 أشهر فقط من إطلاقه. قال آيم إن الشركة حاولت القضاء على قضية الطاقة. قال آيم: «هذا الجهاز أقوى من أي هاتف قمنا بإطلاقه في الماضي، لكنه أيضا يمتاز ببرمجيات سوف تقلل من نفاد البطارية، ولقد نجحنا في وضع بطارية أكبر داخل حزمة أصغر حجما». يتطلع المستثمرون نحو كشف الستار عن الهواتف الذكية، وعلى قدرتها على البروز من بين مجموعة كبيرة من الأجهزة- بدءا من أجهزة شركة إل جي للإلكترونيات جي 5 وجهاز مي 5 لشركة تشياومي- التي يجري كشف النقاب عنها في إسبانيا. وهاتف شركة إل جي الذكي بحجم 5.3 بوصة سيتم طرحه للمبيعات عالميا في وقت مبكر من نهاية شهر (مارس)، باستثناء في اليابان، بحسب ما قال وو رام تشان، نائب رئيس قسم التخطيط للمنتجات المحمولة في شركة إل جي. ولقد تراجعت أسهمها بحوالي 7 بالمائة حتى الآن هذا العام بعد انخفاضها بنسبة 5.1 بالمائة في عام 2015. ونماذج الهواتف الجديدة إس7 مقاومة للماء لفترة تمتد إلى 30 دقيقة في مياه عمقها 1.5 مترا وتأتي بألوان ذهبية وفضية وبيضاء وسوداء. كما أنها تشمل أيضا الشاحن اللاسلكي ومارشمالو، النسخة الأخيرة من نظام تشغيل أندرويد لشركة جوجل. كما أضافت الشركة المصنعة لجهاز جالاكسي، التي تمول سامسونج باي، مجموعة من المصارف الإقليمية والاتحادات الائتمانية لقائمة الشركاء في خدمة الدفع عبر الهواتف المحمولة. وهذه المنصة سوف يتم تعميمها في الصين الشهر المقبل. كان الاسم الرمزي الذي أطلقته سامسونج على مشروع تطوير جهاز إس7 «البطل» في الوقت الذي اعتمدت فيه خطة العام الماضي لجهاز إس6 لقب «الصفر» لأن الشركة حاولت العودة إلى الأساسيات في تصميماتها. سوف تطرح نماذج هذا العام في الأسواق قبل شهر تقريبا من موعد طرح جهاز إس6 في عام 2015. في الوقت الذي سوف تقرر فيه شركات تشغيل الشبكات اللاسلكية الأسعار والخطط، من المحتمل أن تطرح هواتف إس7 بمستوى أسعار مماثل لأجهزة العام الماضي، وفقا لدرو بلاكارد، مدير تسويق المنتجات في سامسونج. ويمكن أن تقدم بعض شركات التشغيل سماعة جير مجانية مع جهاز إس7، بحسب ما قالت الشركة دون الخوض في التفاصيل. تتميز كاميرا الجير بدرجة 360 مع اثنتين من العدسات الخلفية التي يمكنها التقاط صورة بدرجة 180 وتوجيهها إلى الجهاز إس7، وإلى النماذج السابقة إس6 ونوت5. وتبدأ شبكات التواصل الاجتماعي، بما فيها اليوتيوب عبر فيسبوك وجوجل، مؤخرا بدعم مقاطع الفيديو بدرجة 360- وهذه صيغة تستخدم من قبل أجهزة الواقع الافتراضي، وتسمح من خلال أجهزة الكمبيوتر العادية والأجهزة المحمولة للمشاهدين بتعديل زاوية العرض التي يشاهدون من خلالها المشهد بشكل حيوي. يقول آيم إن هذا، مقترنا مع جهاز سامسونج إس7، وكاميرا جير 360 سماعة الجير في آر، يمنح المستهلكين طعما كاملا للواقع الافتراضي، ما يسمح للعملاء بإنشاء المحتوى الخاص بهم بدلا من انتظار الحصول عليه عندما يكون متاحا تجاريا. كما قال: «إن شيئا ما كان معتادا بأن يكون متاحا فقط لعدد قليل من الناس لديهم معرفة كبيرة بالحوسبة ولديهم محركات حاسوبية قوية جدا، هو الآن متاح للجميع». يبقى علينا أن نرى ما إذا كان الواقع الافتراضي سيثبت بأنه نقطة بيع قوية أم لا. في الوقت الذي تبقى فيه شركة سامسونج أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم، انخفضت حصتها السوقية العالمية في عام 2015 لأن شركة أبل وهواوي وتشياومي حازت على العملاء، وفقا لباحث في شركة تحليلات استراتيجية. حذرت سامسونج الشهر الماضي من انخفاض الطلب العالمي والاضطرابات الاقتصادية بعد أن اختلت أرباحها الفصلية عن تقديرات المحللين. شركة سامسونج، التي أخطأت في قراءة الطلب الخاص بجهاز إس6 عندما فشلت في إنتاج ما يكفي من الشاشات ثلاثية الأبعاد للجهاز الجديد، قالت إنها لن تواجه نفس المشكلة هذا العام.