لم يعد بإمكان الشركة أن تتنازل عن اليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم. الشيء الأول الذي يراه المتسوقون عندما يدخلون قسم الهواتف المحمولة لشركة بيك كاميرا، متجر الإلكترونيات المكون من 7 طوابق في وسط طوكيو، هو إعلان لجهاز آيفون إس6 يمتد من كاونتر المبيعات إلى السقف. وبالقرب منه هنالك لوحات إعلانية كبيرة نسبيا لهواتف أكوس من شركة شارب وهواتف إكسبيريا من شركة سوني. أما الغائب بشكل واضح عن حملة التسويق فهي شركة سامسونج. حيث إن جهازها جالاكسي إس 6 مخبأ في زاوية، بالقرب من هاتف لمس من صنع شركة شارب يستهدف المتسوقين المتقاعدين. خُمس الهواتف الذكية التي يجري شحنها حول العالم هي من صنع شركة سامسونج، لكن في اليابان، التي يحتل اقتصادها المرتبة الثالثة، من الصعب العثور على جهاز. لدى سامسونج ما نسبته 6 بالمائة فقط من سوق الهواتف التي يبلغ عددها 36 مليون جهاز في اليابان، وفقا لشركة البحث (مركز البيانات الدولي)، في الوقت الذي تمتلك شركة أبل ما يقارب 50 بالمائة. على الصعيد العالمي، لا تزال الشركة الكورية تتفوق على شركة أبل، لكن في اليابان تتبع العلامات التجارية المحلية مثل شارب وفوجيتسو وكيوسيرا. في الوقت الذي كانت فيه سامسونج تتطور بسرعة في الأسواق التي مثل الصين والهند، يمكنها تحمل أن تكون متفائلة إلى حد ما حول معاملة اليابان وكأنها فكرة متأخرة. الآن، ليس كثيرا: حيث إن تقرير الإيرادات الصادر عن سامسونج في الثامن والعشرين من يناير جلب جولة جديدة من الأنباء السيئة، بما فيها أرباح فصلية دون التوقعات بنسبة 40 بالمائة تقريبا. مع تهافت الطلب على الهواتف الذكية على الصعيد العالمي، انخفض الدخل التشغيلي السنوي لقسم الهواتف في شركة سامسونج إلى ما دون مستوى الدخل الخاص بقسم تجارة أشباه الموصلات للمرة الأولى منذ عام 2010 ويتوقع بأن ينخفض أكثر. قال لي كيونج تاي، نائب رئيس أعمال الاتصالات التجارية لهواتف سامسونج، في مكالمة مؤتمر عقب صدور التقرير: "سوف تبقى السوق الكلية للهواتف الذكية صعبة طوال هذا العام". بالتالي فجأة ترغب سامسونج في التحدث عن اليابان مرة أخرى. يقول هيرويوكي تسوتسومي، الذي يترأس العمليات التشغيلية هناك: "إن اليابان تعتبر سوقا هامة جدا". تهدف خطته على نطاق واسع إلى إقناع الناس بأنه يجدر بهم شراء هواتف جالاكسي الذكية للاستفادة من ساعات سامسونج الذكية وسماعات الواقع الافتراضي، التي تتطلب الهواتف بدرجات متفاوتة. وساعات جير في الشركة ترتبط بشكل لاسلكي مع هواتفها الذكية وهي قريبة منها، لكن ليس كثيرا، كونها أجهزة مستقلة. أما سماعة جير في آر الخاصة بالشركة فتتطلب جهاز جالاكسي لكي تعمل. تقول سامسونج: إنها في اليابان سوف تضاعف بشكل كبير قائمة الشركاء التجاريين لديها هذا العام، ما يوفر أجهزة نقالة وملحقات لمجموعة مختارة من شركات التكنولوجيا الحيوية، وشركات صناعة السيارات وغيرها. تقوم شركة متسوبيشي العقارية، واحدة من أكبر شركات تطوير العقارات في اليابان، باستخدام جير في آر كأداة مبيعات، ما يسمح للمشترين المحتملين للمساكن بأن يزوروا العقارات التي يودون شراءها افتراضيا. وافقت شركة فوجي سوفت على ضم تطبيقات تدوين الملاحظات والجدولة الزمنية مع هواتف جالاكسي وأجهزة الكمبيوتر اللوحية على أمل إنشاء تطبيق "إيفرنوت" للأعمال التجارية. تقول ميليسا تشاو، المحللة في آي دي سي، إنه في الوقت الذي لا يمكن لهذه الصفقات أن تضر، في اليابان لا تمتلك سامسونج الحجم ولا إمكانية النمو لتعزيز أدائها العالمي إلى حد كبير. كانت أرباح سامسونج الفصلية 3.24 تريليون وون (2.7 مليار دولار)، وقد كسبت حصة عالمية في الهواتف الذكية في عام 2015. لكن الشحنات توسعت بنسبة 0.8 بالمائة فقط العام الماضي، بحسب تقديرات شركة البحوث (تحليلات الاستراتيجية)، لذلك ينبغي على سامسونج العمل بجد أكبر لتمييز نفسها عن غيرها. في اليابان، يقول تسوتسومي: "إننا نحدد الرؤى لدينا لعام 2020، بهدف أن نكون الشركة المتصدرة في مجال الأندرويد في ذلك الحين". وهذا لن يكون مهمة سهلة، بحسب ما يقول نيل شاه، مدير البحوث في شركة (كاونتر بوينت) لتكنولوجيا بحوث السوق. باستثناء شركة أبل، لم تحاول أية شركة أجنبية استمالة اليابان. في متجر (بيك كاميرا)، يقول يوشيكازو شيناجاوا، الموظف البالغ من العمر 34 عاما والذي يتصفح الممرات، إنه ليس مهتما في أجهزة الجالاكسي أو أي من أجهزة سامسونج الأخرى. يقول: "إن سامسونج كعلامة تجارية ليست مرموقة وبارزة. بل تطغى عليها علامات تجارية أخرى تماما".