سؤال قد لا يبدو غريبا بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة المحلية والخليجية من اكتشاف شبكات التجسس والخلايا التي تحاول أن تعبث في عواصم الخليج ومن بينها دولة الكويت الشقيقة. ظاهرة مثل «دشتي» الكويت ليست الاولى ولن تكون الأخيرة، فقد تعودنا ما بين الحين والآخر أن تخرج علينا أبواق مختومة بختم السفارات الإيرانية، تدافع عن أصول وانتماءات غير الدم العربي الذي تنتمي اليه. ولعل «دشتي» الكويت هو الوحيد الذي تحدث من منبر رسمي، ورغم ان تطبيله لإيران، فهو لا يعبر عن موقف الأشقاء في الكويت ولا عن الأعضاء في البرلمان، إلا أن خطورة كلامه الممتلئ بالتفاهة، تكمن في إثارته الرأي العام الخليجي في وقت وجود أيادٍ عديدة تحاول اللعب بالورقة الطائفية، غير الاحداث التي تمر بها المنطقة، من مواجهة قريبة مع الارهاب. هذه الإثارة التي افتعلها «دشتي» ليست من أخلاق البرلمانيين او السياسيين في العادة، فجميع اعضاء برلمانات العالم والساسة لديهم أعراف واخلاقيات يتحلون بها، فهم يعلمون ما لا تعلمه شعوبهم وناخبوهم من أسرار، فكيف حين يتبرع برلماني مثل "دشتي" بإحراج وطنه؟!. هذه الأعراف والأخلاق غير المنصوص عليها ليست فقط لدى البرلمانيين، بل لدى قادة الرأي والإعلاميين وغيرهم ملتزمين بها، وهذا عرف القيادات السياسية والاجتماعية. لا أقول هذا الكلام لتبرير فعلة النائب الغائب عن ضمير الأمة وضميره، فهو لم يقل الا حشوا من الكلام الضائع في الزمن الضائع، وها هي «رعد الشمال» بمناوراتها الضخمة تأتي لكتم أي اعتداء على مكتسبات الخليج وأهله وسط دعم اسلامي وعربي يتجاوز الابواق المعادية وملحقاتها في الخليج.