يرى نقاد ومراقبون أن تصرفات النائب الكويتي عبدالحميد دشتي، وهجومه على السعودية والبحرين، ودفاعه المستميت عن نظام بشار الأسد الدموي، وإيران ومشروعها التوسعي في المنطقة، يكشف شقا كبيرا من حقيقته، ويؤكد يوما بعد يوم أن لديه أجندات ينفذها لمصلحة دول إقليمية وتهدف إلى زعزعة أمن واستقرار دول الخليج، فتاريخه يؤكد هذه الحقائق الدامغة، وله مواقف مخزية في ذلك، لدرجة أنه سبق أن دافع عن النظام الإيراني والسوري بعد هجوم رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في أغسطس 2012 على الكويت قائلا إنها ستسقط لو سقطت سورية، فانبرى دشتي حينها للدفاع عن إيران والمطالبة بوقف جميع النواب الذين انتقدوا وهاجموا تصريحات لاريجاني، مبررا موقفه المتخاذل بأنه يهدف للحفاظ على العلاقات مع دول الجوار، وأمام هذه الشخصية المتناقضة مع المواقف الخليجية العربية يكاد لا يختلف أحد في الخليج على هذه الحقائق والشبهات التي تحوم حول دشتي حتى في وطنه الكويت، كما لا يمكن لعاقل أن يشك بأن ما يهذي به وتطاولاته ضد دول الخليج تمثل الكويت شعبا وحكومة، ولكنه استغل مساحة الديمقراطية وحرية الرأي ليتمادى في طروحاته وآرائه الشاذة تجاه دول الخليج والمملكة تحديدا بما لا يقبل السكوت على هذه التطاولات والسلوكيات التي تخدم مخططات هدفها زعزعة أمن واستقرار المنطقة. وقال رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد الجارالله إن تطاولات النائب عبدالحميد دشتي لم تسلم منها عدة دول خليجية وليس فقط المملكة، ومنذ أن بدأت بعض الاضطرابات الأمنية في دولة البحرين خلال الآونة الأخيرة ظهر بآراء مشاكسة وكان يتحدث بلسان إيران بطريقة واضحة. وأضاف الجارالله أن بعض دول الخليج التي تبنت مبادئ الديموقراطية مع الأسف لم تطبق فيها المبادئ العظيمة التي تنادي بها مثل العدل والقيم السامية المعروفة عنها، بل أخذوا جانبا واحدا منها وهي «حرية الرأي» التي استغلت من قبل بعض الأفراد الذين رفعوا هامش حرية الرأي وطوروها إلى ممارستها وابتذالها ك«حرية بذاءة» في الداخل والخارج. وأكد عدم تأثير آراء دشتي في القرار الحكومي على صعيد توجهات الدولة، والشعب الكويتي سيظل وفيا لدور السعودية في تحرير الكويت ولا يمكن لشخص لديه انحراف سياسي أن يؤثر على الفكر العام. أدواره مشبوهة من جهته، يرى النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي الدكتور حمد المطر، أن عبدالحميد دشتي لا يمثل الشعب الكويتي. مشيرا إلى أن الشعب الكويتي لا يملك إجابة للتساؤلات التي تدور حول من يحمي دشتي. وقال المطر في تصريحات ل«عكاظ» إنه خلال دورة مجلس الأمة الكويتي في العام 2012 كان لدى النائب دشتي دور مشبوه في دعم نظام بشار الأسد الدموي، ولأن المجلس لم يكن يباع أو يشترى في ذلك الحين فكان ك«القزم» لا يحرك ساكنا، ولكن بعد تعطيل الدستور «خرج أشباه الرجال، ولا تجد منذ ذلك الوقت من يتصدى لأفكار دشتي الشاذة ومواقفه المشبوهة». وأكمل بأنه على يقين أن دشتي لديه ارتباط بالملف السوري بناء على معلومات منذ أن كان يوما ما في مجلس فبراير 2012، والآن من الواضح إقليميا ضلوع إيران بشكل مباشر في وجودهم في سورية وفقا لهذا الملف. مضيفا أنه يوجد حكم قضائي يدين ضلوع السفارة الإيرانية في خلية حزب الله بأسلحة نوعية كما ونوعا تم تخزينها بإحدى المزارع في الكويت في حكم يدين بشكل مباشر خلية حزب الله ويتهم بشكل مباشر إيران والسفارة الإيرانية بمحاولة قلب نظام الحكم وتورطها بشكل واسع، «وبالتالي عبدالحميد دشتي وأجندته «السورية» لا يمكن أن تتغافل ارتباط إيران في سورية وعلاقتهم بحزب الله الإرهابي». عبد للمأمور ويتحرك بالريموت وتحدث الكاتب والصحافي الكويتي المعروف فؤاد الهاشم، موضحا أن النائب دشتي لا يملك الدهاء السياسي ولا يحمل أيديولوجية ما. مشيرا إلى أنه مجرد «عبد مأمور» ويتحرك بالريموت كونترول لتنفيذ أوامر فقط - على حد قوله -. مضيفا أن دشتي عليه قضايا جنائية وسبق أن سجن لعدة أيام بسبب تحرير شيكات دون رصيد، ولذلك فإن شخصية من هذا النوع لا يمكن أن يكون لها بعد سياسي أو توجه سياسي كبير. وحول علاقات دشتي المشبوهة، أوضح الهاشم أن رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد قال في حديث سابق مع بعض المسؤولين في الكويت إن دشتي هو سفير سورية «غير المعلن» لدى الكويت، وليس بالضرورة أنه يخدم مصالح إيران بشكل مباشر بقدر أنه يقوم بإرضاء نظام بشار الأسد ولذلك هو يلجأ إلى مهاجمة السعودية والبحرين وبالتالي يخدم الأجندة الإيرانية. وأشار إلى أهمية عدم الالتفات لآراء دشتي ووصفه ب«المخبول». مطالبا بضرورة تجاهله تماما حتى لا تكبر فقاعته. في كل أزمة سيطل «دشتي جديد» فيما يرى رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية الدكتور ماجد التركي، أن دشتي ليس ظاهرة جديدة، «ولو استرجعنا أزماتنا الماضية لظهرت لنا أسماء خذلت الموقف واصطفت مع الخصوم، وفي كل أزمة سيظهر لنا دشتي جديد». القائد السابق للقوات الجوية الكويتية: تصرفاته حمقاء عبر القائد السابق للقوات الجوية الكويتية اللواء الركن طيار متقاعد صابر السويدان عن استيائه من التصرفات التي يقوم بها النائب عبدالحميد دشتي، والتي وصفها ب«الحمقاء». مشيرا إلى أن التصرفات التي يقوم بها المذكور ليست الأولى، فقد سبق أن قام بذات التصرفات ضد البحرين. مؤكدا أن له باعا طويلا في التحريض الطائفي. ورأى اللواء السويدان أن الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذ ضد دشتي هي رفع الحصانة الدبلوماسية التى يتحصن بها ومن ثم تحويله إلى النيابة لمحاكمته لأنه تعدى كل الخطوط الحمراء بإساءته إلى علاقات الكويت المميزة مع عمقها الإستراتيجي الممثل بشقيقتها المملكة العربية السعودية، آملا تحرك الحكومة الكويتية لاتخاذ إجراء عاجل لوقف تجاوزات دشتي وإلغاء عضويته في مجلس الأمة. وقال إنه يجب عاجلا تشريع قوانين لوقف أي تجاوز على أشقائنا وإخواننا في دول مجلس التعاون. وأوضح المحلل وأستاذ التاريخ السياسي بجامعة الكويت الدكتور عبدالهادي العجمي أن شخصية النائب عبدالحميد دشتي خرجت في لحظات تاريخية تسكب كل قاذورات الطائفية في الساحة السياسية، وأنه يحاول مع مجموعة من أمثاله سرقة الصوت الشيعي الكويتي واحتكاره في أنصار الولي الفقيه في ما يحمله ذلك من مجازفات ضد المصلحة الوطنية الكويتية، «وقد استغل هذا الصوت النشاز كل حيل التأجيج الطائفي لكي يقدم نفسه ضمن شعارات التهديد الطائفي، ويقتات أعضاء المجالس النيابية المنتخبون على أساس طائفي في العادة على خلق الذعر والمسرحيات الوهمية لحروب مقدسة من أجل حماية الطائفة، وأن الركض خلف مجرم كطاغية سورية الذي يقتل أطفال وشعب سورية وكذلك مهاجمة كل دول الخليج لكونها تقف ضد مشروع ولاية الفقيه وتوسعاته ونشره للفوضى يشرح لنا هوس هذا النوع من المرضى في وطنيتهم لصالح مشاريع إيران الوهمية التي حصيلتها حرق كل مهرجي اللعبة الذين تستغلهم». وأضاف أن دشتي أقل من أن تلقي له السعودية أو أي جهة أهمية، ولكنه يعكس خطورة هذا النوع من أبناء الخليج الذين هم شوكة في نحورنا. مؤكدا أن في الكويت الكثير من أبناء الطائفة الشيعية المخلصين للوطن والمنفكين عن الوهم الإيراني ولكن للأسف غيبتهم تحالفات الساحة السياسية مع شخصيات وفدت للكويت في السبعينيات واختطفت الفعل السياسي الشيعي الكويتي وربطته بمصالح إيران. فيما يرى الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد السلمي أن عبدالحميد دشتي يعمل على خدمة مصالح إيران في منطقة الخليج العربي ويروج للمشروع الإيراني بل وصل به الحد إلى مهاجمة كل الدول والشخصيات التي تقف في وجه المشروع الإيراني أو فضح تدخلاتها. وقال إنه لم يعد يخجل من الدفاع عن أذرع إيران سواء في لبنان أو البحرين واليمن والأخطر من ذلك محاولة تبريره لخلية «العبدلي» الشهيرة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله واعتراضه على الأحكام الصادرة بحق قياداتها من كويتيين وإيرانيين. وفي السياق نفسه، قال الباحث في العلاقات الدولية الدكتور عبدالله الشمري، إن تصريحات النائب الكويتي عبدالحميد دشتي العدائية ضد المملكة تمثل موقفا شخصيا شاذا وطائفيا وسياسيا لا يمت لمجتمع الكويت والخليج بصلة، وتصرفاته تؤكد أنه يقوم بدور مطلوب منه، وما يقوم به يعد اعتداء على دولة جارة وخرقا لأساسات وقواعد العلاقات الخاصة والسمات المشتركة والمصير المشترك الذي يجمع بين الشعبين السعودي والكويتي. واعتبر الشمري أن ما قام به دشتي يعد خرقا لجميع المحرمات الاجتماعية المعمول بها عرفا وقانونا بين الخليجيين. مبينا أن الموقف الرسمي السعودي تجاهه يجب أن تكون له ردة فعل ويفترض أن ينطلق من قاعدة قانونية تقوم على توثيق جميع النشاطات التي قام بها، واستمرار الإجراءات الضرورية واللازمة لإيقافه عند حده، لأن تصريحاته تحمل تحريضا علنيا ولا يخفي التهديد بالإضرار بأمن المملكة كدولة. .. ونائبان بحرينيان: يتحرك بأوامر خارجية من جهتها، أكدت عضو مجلس الشورى البحريني سوسن تقوي رفضها القاطع وإدانتها الكاملة لأي تصريحات تسيء إلى السعودية الشقيقة ومملكة البحرين، التي تهدد سيادتها واستقرارها، مطالبة مجلس الأمة والحكومة الكويتية باتخاذ كل الإجراءات القانونية والعاجلة تجاه مثل هذه الإساءات، التي يفترض أن لا تصدر من نائب يمثل دولة الكويت الشقيقة ومسؤول عن تصريحاته في جميع المحافل، كون هذه التصريحات تتقاطع مع مصلحة دولة الكويت وتوجهاتها. وأشارت إلى أن محاولات النائب عبدالحميد دشتي الإساءة للعلاقة المتميزة بين الكويت ودول الخليج العربية لم تراع عمق العلاقة التاريخية الخليجية. لافتة إلى أن التاريخ يشهد على أن جميع العابثين والمسيئين للعلاقة الخليجية خاب رجاؤهم، مشددة على أن التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تحيط بنا لا بد أن تجابه بتماسك وتضامن واتحاد دول مجلس التعاون. وبينت تقوي أن دشتي يتعمد الإساءة إلى دول الخليج بما فيها دولة الكويت الشقيقة كون هذه الإساءات تمس الجميع، باعتبار أن دول الخليج العربية كيان واحد لا يمكن بأي حال من الأحوال تقسيمه. معتبرة أن تحركاته الخبيثة في الخارج يقصد منها الإساءة المتعمدة إلى أنظمة دول الخليج العربي، خصوصا مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية باسم الدفاع عن حقوق الإنسان. مشيرة إلى أن الجميع بات يعرف أن المدعو دشتي لا يمثل إلا نفسه، ويتحرك بأوامر من جهات خارجية تتعمد النيل من المكتسبات التي حققتها دول الخليج. وقال عضو مجلس الشورى البحريني نائب رئيس اللجنة التشريعية والقانونية خميس الرميحي إنه من المؤسف جدا أن يحمل هذا الدعي جنسية إحدى الدول الخليجية العربية. مؤكدا أن النائب الكويتي دشتي ليس سفيرا لنظام بشار الأسد فحسب بل يعد سفيرا لولاية الفقيه في الكويت ومنطقة الخليج. وأوضح أن دشتي يتحدث وكأنه المندوب السامي لإيران في الكويت ودول الخليج. مبينا أن بقاءه طليقا يعد خطرا على أمننا القومي فهو لا يحمل أجندة بل مشروعا صفويا نابعا من الحقد الفارسي القديم على العرب والإسلام. مبديا أسفه لحال إيران التي لم تتخلص من هذه العقدة وظلت تسعى إلى توظيف هذا الحقد ونشره للأجيال مستخدمة بعض عملائها من أمثال دشتي للقيام بهذه الأدوار المغرضة.