أيام قليلة وينطلق معرض الرياض الدولي للكتاب، والذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الفترة (9-19 مارس 2016م)، وتتوقع إدارة المعرض أن يتجاوز عدد الزوار المليون، فيما تسعى وزارة الثقافة والإعلام لتقديم عمل ثقافي متميز من خلال ما يقدمه الناشرون من إصدارات حديثة، وللفعاليات المصاحبة للمعرض، فيما قدمت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالشؤون الثقافية تجربة جديدة للمعرض هذا العام باختيار قيادات شابة لإدارته، من بينهم «سعد المحارب» الذي أسند إليه إدارة المعرض. وعن شكوى العشرات من دور النشر لغيابها عن المعرض على الرغم من إتمام إجراءات التقديم أكد المحارب أن جوهر المشكلة هي المساحة وقال: "من بين ما يقرب 1300 طلب للمشاركة للأسف تلزمنا المساحة الحالية للمعرض بأن يكون المقبول في حدود 500 طلب، تزيد أو تقل بحسب مساحات الأجنحة، ربما لو أتيح لنا وقت أطول من ثلاثة أشهر لإعداد المعرض لأمكن إضافة حلول أكثر من محاولة وضع سقوف لمساحات الأجنحة؛ لكن الحل الجذري لهذه المشكلة هو توفير مساحة ملائمة لضخامة الطلب على المعرض، وطالما أن المعرض يقام في هذه المساحة فلن يحظى مئات الناشرين بقبول طلباتهم". وقال «المحارب»: "إن جديد معرض الرياض هذا العام ينقسم إلى ثلاثة محاور، إداري وثقافي وخدمي، ففي الإدارة حاولنا أن نكوّن شكلاً إدارياً يقوم على الاتصال والمشاركة لفرق اللجان المتعددة، من خلال اجتماعات يومية متخصصة تسبق المعرض بما يقرب من ثلاثة أشهر، واجتماع عام أسبوعي". وأضاف: "راجعنا أكبر عدد أمكننا مراجعته من الخدمات المقدمة للجمهور؛ من زوار وناشرين، نسعى إلى توفير بدائل تضاعف طاقة مواقف السيارات إلى أكثر من الضعفين مع تطبيق الحافلات الترددية، وإلى توفير مناطق إضافية للمطاعم والمقاهي في محيط المعرض، ونعمل على توفير آلية حديثة تتسم بالدقة لإحصاء الزوار؛ بما يوفر خدمة ضرورية لمقدمي الخدمات، ونأمل أن ننجح في إضافة خيار آخر للبيع بالدفع النقدي المباشر، على نحو يخفف الضغوط على أجهزة الصرافات الآلية، ونسعى لتطبيق تجريبي في هذا الموسم لنظام بيع إلكتروني يمنح مؤشرات عامة على أحجام المبيعات واتجاهات القراءة، ونرجو أن ينتج في المواسم المقبلة مؤشرات دقيقة بعد تطبيقه بصفة إلزامية، ونحاول تقييد مساحات الأجنحة بسقوف ثابتة، وتطبيق إدارة للحشود، وتمييز الصالات الخمس، ومشروعات أخرى نرجو أن تظهر بشكل يتناسب مع طموح الجمهور، كما أنّ اللجنة الثقافية التي تكونت من هيئة استشارية مستقلة، سوف يتولى رئيسها للمرة الأولى رئاسة اللجنة التنفيذية التي أنجزت برنامجاً ثقافياً مختلفاً، من أبرز ملامحه حضور الفنون الابداعية في ورش العمل والندوات، والمشاركة الأوسع للشباب والوجوه الجديدة في الفعاليات وإدارتها؛ مع مشاركة نوعية للرواد، والتوسع في الشراكات مع المؤسسات مثل جمعية الثقافة والفنون وجمعية مسك ومركز نفوس وغيرها". أما عن تكرر الشكوى من المشاركين في الصالة الخامسة «الخيمة» وتراجع أرباحهم، فقال «المحارب»: أريد أن أوضح هنا أن مساحة المعرض بصالاته الأربع هى أقل من 15 ألف متر مربع، وبعد إضافة الصالة الخامسة ترتفع إلى 19 ألفاً، ولاعتبارات الأمن والسلامة لا يمكن إقامة أجنحة في مساحة تزيد على 7 آلاف متر مربع، هذا الأمر إذا أضفته إلى حجم الطلبات الذي أشرت إليه من قبل، يمكن إدراك الحاجة الملحة لهذه الصالة، وإلغاؤها يعني أن نخسر ما يزيد على 100 جناح من مساحة 12 متراً مربعاً، هذا الإلغاء سيؤدي إلى غياب إضافي لعشرات الناشرين، ولخسارة القارئ للمزيد من الخيارات. وأضاف «المحارب»: خيار الإدارة السابقة، الذي نبني عليه ونضيف إليه، هو تطوير الإقبال على الصالة الخامسة من خلال إفرادها بعدة مزايا؛ هي جمع مجموعة من الدور المميزة بشعبيتها مع منصات التوقيع ومعرض الصور فيها، والإعلانات عنها داخل الصالات الأربع، فضلاً عن تخفيض إيجار المساحات فيها، كما سنواصل توفير هذه المزايا؛ لكن بمستوى أعلى، وسنضيف في هذا العام وضعها في الخرائط المدرجة ضمن جميع بوابات المعرض، ونحن ندرك أن العامل الأكثر أهمية هو دور النشر المميزة بشعبيتها لأنها الهدف الرئيس للجمهور، لذلك نحن نسعى لاستثمار هذه الدور المميزة لصالح المعرض؛ لكننا قطعاً معنيون بتوفير أسباب موسم ناجح لكل مشارك".